"نداء تونس": بداية الأزمة أم نهايتها؟

"نداء تونس": بداية الأزمة أم نهايتها؟

17 ديسمبر 2015
اتهامات للجنة الـ13 بخدمة نجل السبسي (Getty)
+ الخط -

يبدو أن الأزمة داخل حركة نداء تونس، تتجه نحو مزيد من التعقيد، فرغم إعلان الهيئة التأسيسية للحركة، أمس الأربعاء، تبنيها لخارطة الطريق التي وضعتها لجنة الـ13 المكلفة من طرف رئيس الجمهورية التونسي، الباجي قائد السبسي، بحل أزمة الحزب، إلا أنّ الرافضين لهذه المبادرة يعتبرون أنّ اللجنة خدمت نجل السبسي، وخاصة أن الاجتماع تم وسط غياب تام للأمين العام للحركة محسن مرزوق، وعضو الهيئة الأزهر العكرمي.

ويأتي هذا الاجتماع، قبل يوم واحد من انتهاء المهلة التي قدمها رئيس الحزب، محمد الناصر، الى الأمين العام، محسن مرزوق، لمراجعة استقالته التي من المنتظر أن يعاد تقديمها اليوم الخميس.

ويشار إلى أن اجتماع الهيئة التأسيسية للحزب حضره بقية أعضاء الهيئة، وهم الطيب البكوش، حافظ قائد السبسي، رضا بالحاج، لزهر القروي الشابي، بوجمعة الرميلي، أنيس غديرة، سماح دمق، وفاء مخلوف، سليم شاكر وسلمى اللومي الرقيق، في حين تغيّبت الكتلة المكونة من 32 نائباً من الموقعين على الاستقالة.

قرار الهيئة التأسيسية لنداء تونس، القاضي بالمصادقة على خارطة طريق لجنة الـ13، ومنحها كافة الصلاحيات للإعداد للمؤتمر الأول للحزب، في 10 كانون الثاني/ يناير 2016، مع تبني خارطة الطريق التي وضعتها اللجنة، ستكون له عدة تداعيات وسيفتح الباب أمام عديد من الفرضيات، ومنها إمكانية تكوين حزب جديد.

اقرأ أيضاً: رئيس "نداء تونس" يرفض استقالة مرزوق والأخير يصرّ

وقالت النائبة عن نداء تونس، من مجموعة الـ32 نائباً الموقعين على الاستقالة، صابرين القوبنطيني، لـ"العربي الجديد"، إنّ لجنة الـ13 أنجزت خارطة طريق لخدمة ابن رئيس الجمهورية، حافظ قائد السبسي، وجماعته.
 

وأكدت أنه لا توجد أي نية للتوافق، حيث اجتمعت الهيئة التأسيسية للحزب في غياب تام لعدد من القيادات الفاعلة في الحزب، وعلى رأسها مرزوق والعكرمي.

واعتبرت النائبة أن اللجنة أصبحت وكأنها هي القيادة الجديدة للحزب، مبيّنة أن منح هذه اللجنة كافة الصلاحيات، ومنها وضع خارطة طريق للحزب، غير مقبول.

ولفتت القوبنطيني إلى أنّ هذه اللجنة احتكرت القرار، وتم حل الهياكل الشرعية في ظل غياب اجتماع المكتب التنفيذي.

وأشارت إلى أنّ ما حدث في اجتماع الأربعاء، دليل على التخبط، مبينة أن النواب الرافضين لهذه القرارات سيجتمعون نهاية الأسبوع بكوادر الحركة المدافعين عن مشروعهم ليصرحوا بكلمتهم النهائية، مؤكدة أن كل الفرضيات أصبحت ممكنة، ومنها تكوين حزب جديد.

من جهتها، اعتبرت النائبة عن نداء تونس، أنس الحطاب، أنّ الأزمة في طريقها إلى الحل، معتبرة أن اجتماع الهيئة التأسيسية للحزب والموافقة على خارطة الطريق التي قدمتها لجنة الـ13 سيغلق باب الخلافات ويطوي صفحة مليئة بالتقلبات.

اقرأ أيضاً: مرزوق يستقيل من أمانة "نداء تونس"... تحضيراً لحزب جديد؟

وأوضحت الحطاب لـ"العربي الجديد"، أنّ أغلبية الأعضاء داخل نداء تونس، وافقوا على خارطة طريق لجنة الـ13، وأنه من الطبيعي أن يكون هناك بعض الأشخاص أو المجموعات الرافضة.

وقالت الحطاب إنّ الدعوة لا زالت مفتوحة لهؤلاء للالتحاق بالمجموعة والمضي نحو العمل، وأن من أخطأ بإمكانه أن يعود إلى رشده.

إلى ذلك، اعتبرت النائبة عن نداء تونس، بشرى بالحاج حميدة، أنّ الهيئة التأسيسية المجتمعة أخيراً وافقت على النقاط التي كان عليها تحفظ من قبل عدد كبير من "الندائيين".

وأشارت إلى أنّه لم يتم التطرق إلى المشكل الحقيقي، وأن "من يدعي أن الأزمة انتهت فإنه يريد أن يوهم نفسه بذلك".

وأكدت أنه على أثر القرارات الأخيرة، فإن الكتلة الرافضة ستلتقي هذا الأحد لتقرر ما تراه مناسباً.

اقرأ أيضاً: أزمة "نداء تونس": محسن مرزوق يستقيل من الأمانة العامة