العمال الكردستاني يرفض إخلاء مبان حكومية بسنجار العراقية

العمال الكردستاني يرفض إخلاء مبان حكومية بسنجار العراقية

14 ديسمبر 2015
قوات حزب العمال الكردستاني ترفض تسليم مبان تسيطر عليها(Getty)
+ الخط -

دعت إدارة قضاء سنجار التي حررتها قوات "البشمركة" مؤخراً من سيطرة "داعش"، حزب "العمال الكردستاني التركي" المعارض لتركيا، إلى إخلاء مبان حكومية تابعة للقضاء، بهدف ترميمها وتسليمها للدوائر التي كانت تشغلها.

وقال قائم مقام قضاء سنجار محما خليل، لـ"العربي الجديد"، إن "حزب العمال الكردستاني وأجنحة مسلحة تابعة له، ترفض إخلاء مبان حكومية بسنجار، باتت تتخذها مقاراً لها منذ نحو شهر".

وأضاف: "تسلمنا في إدارة سنجار مباني حكومية من الأحزاب الأخرى، والتي ساهمت قوات "البشمركة" في تحريرها من سيطرة تنظيم "داعش"، لكن مسلحين تابعين لوحدات حماية الشعب (الجناح المسلح لحزب الاتحاد الديمقراطي السوري) يسيطرون على سبعة مبان حكومية منذ تحرير المدينة ويرفضون إخلاءها".

وتابع المسؤول إن "وحدات حماية الشعب المعروف اختصاراً بـ " YPG"، والتشكيل النسائي المسلح التابع له الذي يطلق عليه "YPJ" ، وهما في الأساس الفصيل السوري لحزب العمال الكردستاني التركي"PKK"، ترفض دعواتنا في إدارة قضاء سنجار، وتقوم برفع أعلامها فوق المباني التي تسيطر عليها، وكذلك صوراً لمؤسس الكردستاني عبد الله أوجلان".

اقرأ أيضاً: العراق: إعادة انتشار للجيش التركي..وأوغلو يؤكد استمرار وجوده للتدريب

ويتبع قضاء سنجار إدارياً لمحافظة نينوى، وهو ما دفع بمجلس المحافظة إلى مطالبة العمال الكردستاني وفصيله السوري بإخلاء المباني التي يسيطر عليها وتسليمها لإدارة المدينة.

وأوضح قائم مقام سنجار محما خليل أنه "رغم مناشداتنا ودعوة مجلس محافظة نينوى، إلا أنهم يرفضون التجاوب".

وأضاف في حديثه لـ"العربي الجديد" أن "المباني التي يسيطر عليها مسلحو العمال الكردستاني هي مبانٍ لمديريات التربية، والزراعة، والشرطة، وحرس الحدود، بالإضافة إلى مباني القوة الجوية، والبلدية، كذا الخاصة بالكهرباء". مبيناً أنهم "يريدون تسلم المباني، والتي أصبحت شبه مهدمة، بهدف ترميمها وتسليمها للدوائر التي كانت تشغلها، لاستئناف العمل في الدوائر الحكومية بالقضاء".

وكانت قوات البشمركة قد نجحت في 13 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي في طرد مسلحي تنظيم "داعش" من سنجار، بعد أن استمروا بالسيطرة عليها منذ أغسطس/آب 2014، وقد نتج عن سيطرتهم على المدينة مقتل نحو خمسة آلاف من سكانها واعتقال عدد مماثل من سكانها، معظمهم من النساء والأطفال، ولا يزال مصير الكثير منهم مجهولاً.

اقرأ أيضاً: مصادر عسكريّة: القوات العراقيّة تسيطرعلى 70 بالمائة من الرمادي

وكان حزب العمال الكردستاني وهو يخضع حالياً لإيران، قد قام بنقل المئات من عناصره إلى سنجار العام الماضي، واستقرت مجاميع منهم في "جبل سنجار" ذي الموقع الاستراتيجي على الحدود العراقية السورية، ويهدف الحزب إلى اتخاذ المنطقة معقلاً له إلى جانب منطقة "جبال قنديل" التي تفصل بين كردستان العراق وإيران.

ويرى مراقبون أن استقرار الكردستاني ينبع عن رغبة إيرانية أساساً، حيث بإمكان مسلحي الحزب من ذلك الموقع، التحكم بالحركة بين العراق وسورية لمسافة كبيرة، بسبب كبر مساحة "جبل سنجار"، وهو يمكنه أن يسهل للإيرانيين الوصول إلى سورية عبر الأراضي العراقية براً، فضلاً عن إمكانية استهداف مواقع في كل من سورية والعراق.

كما تمنح السيطرة على المنطقة، ضرب مواقع في كل من الأردن وإسرائيل وتركيا أيضاً، حيث سبق أن قام الجيش العراقي في عام 1991 أثناء حرب الخليج، بإطلاق صواريخ سكود من فوق "جبل سنجار" على إسرائيل، وضرب بعدد منها "تل أبيب".

وتقع سنجار إلى الغرب من محافظة نينوى، وتفصل بين العراق وسورية، ويقطن مركز القضاء نحو 100 ألف نسمة، وتتبعها نواحٍ ومجمعات وقرى أخرى، هذا ويسكن في القضاء بصورة رئيسية الأكراد الأزديين.

اقرأ أيضاً: الجعفري: نرحّب بأيّة وساطة أميركيّة لحل خلافنا مع تركيا

دلالات

المساهمون