إعفاءات ضريبية أميركية لمنظمات تموّل مخططات تدمير الأقصى

إعفاءات ضريبية أميركية لمنظمات تموّل مخططات تدمير الأقصى

14 ديسمبر 2015
"معهد الهيكل" الأكثر ارتباطاً بمخططات تدمير الأقصى(توماس كويكس/فرانس برس)
+ الخط -
في الوقت الذي تدعي فيه الولايات المتحدة رفضها لأي تغيير على الوضع القائم في الحرم القدسي، تدلل معطيات إسرائيلية على أن السلطات الأميركية تدعم بشكل غير مباشر منظمات يهودية تنادي وتخطط لتدمير الحرم من أجل بناء الهيكل المزعوم على أنقاضه. فقد كشف تحقيق نشرته صحيفة "هآرتس"، في الحادي عشر من شهر ديسمبر/ كانون الأول الحالي، أن سلطات الضرائب الأميركية تعفي منظمات يهودية أميركية تتبرع لمنظمة "معهد الهيكل"، أكبر وأهم المنظمات اليهودية العاملة في إسرائيل من أجل بناء الهيكل المزعوم على أنقاض المسجد الأقصى. وحسب التحقيق، فقد أعفت سلطات الضرائب الأميركية كلاً من مؤسستي (صندوق إسرائيل) "Israel Fund" و(معهد الهيكل) "Temple Institute" اليهوديتين، ومقرهما في ولاية تكساس من دفع ضريبة الدخل، بعدما قامتا بتحويل نحو 380 ألف دولار لمنظمة "معهد الهيكل". وحسب التحقيق فإن سلطات الضرائب الأميركية أعفت المؤسستين من دفع الضرائب على أساس أن تبرعاتهما لمنظمة "معهد الهيكل" في إسرائيل هي تبرعات لمقاصد "خيرية". 


اقرأ أيضاً: خريطة المنظمات اليهودية الساعية إلى تدمير الأقصى وتدشين "الهيكل"

ووفقاً للتحقيق الذي أعده الصحافي أوري بلاو، فقد أعاد "معهد الهيكل" في إسرائيل بناء وتركيب الكثير من الأدوات التي كانت تستخدم في الطقوس التعبدية المتعلقة بالهيكل الثاني، والذي دمر في عام 135، على يد القائد الروماني تيتوس. وقد حرص وفد من المعهد على التوجه إلى روما، العام الماضي، لمطالبة الحكومة الإيطالية باستعادة مقتنيات الهيكل، والتي تزعم المراجع الدينية اليهودية أن تيتوس غنمها من الهيكل وجلبها إلى روما في حينه.
يذكر أن التحقيق الصحافي الذي نشرته صحيفة "هآرتس" العام الماضي أظهر أن سلطات الضرائب الأميركية تعفي الملياردير الأميركي اليهودي، أورفينغ ميسكوفيتش، من دفع الضرائب على التبرعات التي يقدمها لمنظمة "عطيرات كوهنيم" اليهودية المتشددة التي أخذت على عاتقها مهمة استكمال تهويد البلدة القديمة من القدس المحتلة ومحيطها.

وقد تم تدشين "معهد الهيكل"، في عام 1987 على يد الحاخام المتطرف يسرائيل أرئيل، وسط البلدة القديمة من القدس المحتلة، حيث أخذ على عاتقه محاولة وضع قضية إعادة بناء الهيكل في بؤرة الوعي الجمعي لليهود في إسرائيل وفي جميع أرجاء العالم. وتجاهر أوساط حكومية نافذة في تل أبيب بدعمها "معهد الهيكل". فقد كشفت صحيفة "هارتس" قبل أيام أن نائب وزير الحرب الإسرائيلي الحاخام إيلي بن دهان، القيادي في حزب "البيت اليهودي" تبرع وزوجته بمبلغ 50 ألف دولار لـ"المعهد". وإلى جانب التبرعات السخية التي يحصل عليها "المعهد"، الأكثر ارتباطاً بمخططات تدمير المسجد الأقصى، من جهات داخل إسرائيل ومنظمات يهودية في جميع أرجاء العالم، فقد فطن إلى ابتكار وسائل أخرى لجلب التبرعات.

وفي السياق، طرح "معهد الهيكل" على موقعه أخيراً فكرة مشروع يقوم على تمكين مجموعات من الطلاب اليهود ببناء مجسم للهيكل من خلال تزويدهم بالأخشاب والمواد اللازمة مقابل أن تدفع كل مجموعة مبلغ 1800 شيكل (حوالي 476 دولاراً). وحسب ما جاء على موقع "المعهد"، فإنه قد تم إعداد برامج لدمج حتى الأطفال اليهود بالأنشطة الهادفة إلى "إعادة بناء" الهيكل من خلال استيعابهم في نشاطات ذات طابع تعليمي وترفيهي داخل مقر "المعهد".
يشار إلى أن وزير التعليم الإسرائيلي نيفتالي بينيت، زعيم "حزب البيت اليهودي"، المتدين، قد وجه هذا العام جميع المدارس في أرجاء إسرائيل بتنظيم رحلات طلابية إلى مقر "معهد الهيكل" لتلقي الشروح من قبل القائمين عليه حول "أهمية استعادة الهيكل ودوره في تحقيق الخلاص اليهودي". وحسب الخطة الجديدة التي أقرتها الوزارة فإن زيارة "المعهد" تعد من أهم الأنشطة اللامنهجية التي يتوجب على إدارات المدارس الإسرائيلية الحرص على القيام بها. ويشدد "المعهد" على أنه يهدف إلى تعزيز الدافعية لدى قطاعات "الشعب اليهودي" للانشغال بمهمة "إعادة بناء الهيكل" المزعوم وإبراز دوره "كمركز روحي لليهود وكرابط بين شعب إسرائيل ووالده في السماء"، بحسب ما جاء على موقعه الإلكتروني.
يذكر أن مؤسس "المعهد" الحاخام أرئيل كان المرشح رقم اثنين على قائمة حركة "كاخ" الإرهابية المتطرفة التي كان يتزعمها الحاخام مئير كهانا، والتي تطالب بطرد الفلسطينيين إلى الدول العربية في حافلات.

اقرأ أيضاً: وزارة التعليم الإسرائيلية تموّل برنامجاً يدعو لتعجيل بناء الهيكل

المساهمون