حديث غربي عن "خنجر" روسي في الخاصرة المصرية

حديث غربي عن "خنجر" روسي في الخاصرة المصرية

10 نوفمبر 2015
ترحيل السياح الروس يثيرُ مخاوف مصرية (محمد الشاهد/فرانس برس)
+ الخط -


"مصر ترى في تبدّل الموقف الروسي طعنة خنجر"، هكذا تفيد صحيفة "لوجورنال دي ديمانش" الفرنسية، الأحد الماضي، بعد قرار روسيا ترحيل سيّاحها المتواجدين في مصر، والمقدّر عددهم بـ 78 ألف شخص. ويأتي هذا في وقتٍ تواصل فيه السلطات المصرية التمترس خلف روايتها الأولى، الرافضة لفرضية "هجوم إرهابي" على الطائرة الروسية. وتتمسك بمبدأ "أنه من السابق لأوانه إصدار حكم نهائي قبل الانتهاء من التحقيق"، على الرغم من أن المحققين يتجهون نحو تغليب "العمل الإرهابي" دون سواه.

وتنقل الصحيفة الفرنسية عن المحلل المصري، عمر خليفة، قوله إنه "كان من الأنسب للسلطات المصرية تنظيم ندوة صحافية يومية مع تحديث المعلومات، غير أن استراتيجيتها، لم تتبدّل حتى الآن". وهو ما أثار حنق السلطات الروسية، وجعل مدير الوكالة الروسية للنقل الجوي، ألكسندر نيرادكو ينتقد، بشكل موارب، مصر، لـ"عدم تسليمها الروس كل المعلومات المتوافرة".

وتتساءل الصحيفة الفرنسية، ما إذا كان سبب التردّد المصري في قول الحقيقة، عائدٌ إلى الخوف من العواقب، التي يمكن أن يتسبب فيها اعتداءٌ، أعلن تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) عن مسؤوليته عنه، أم إلى إرادة مُؤكّدة في التستّر على المعلومات من أجل استغلالها والتحكم فيها. وقد تسبّبت المعالجة المصرية للحادث، على الفور، في حدوث أزمة دبلوماسية مع روسيا. ما أدى إلى إعلان الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، تعليق جميع الرحلات الجوية المتجهة إلى مصر، فترةً غير محددة، وذلك بتوصية من الاستخبارات الروسية.

اقرأ أيضاً: بورصة مصر تهوي بـ2.58% بسبب الطائرة الروسية

وقد أثار هذ القرار، خشية السلطات المصرية من حدوث كارثة، خصوصاً أن القطاع السياحي المصري، يعاني من ركود اقتصادي حقيقي، بعد انخفاض عدد السياح بنسبة 35 في المائة في السنوات الماضية، قبل أن يتحوّل السياح الروس إلى منقذ للقطاع، بعد وصول حوالي ثلاثة ملايين سائح روسي العام الماضي إلى مصر.

من جهتها، تنقل صحيفة "لوباريزيان"، الأحد، عن أحد الدبلوماسيين: "إن السلطات المصرية لا تزال تتّبع سياسة الإنكار". وترى الصحيفة أن "فرضية الاعتداء على الطائرة الروسية تتعزز، يوماً بعد آخر، على الرغم من التصريحات المصرية".

ويقول سائح بريطاني للصحيفة، إنه "حين نرى إجراءات الأمن في مطار شرم الشيخ لن نندهش مما حدث". ويضيف، أنها "ليست المرة الأولى التي آتي فيها إلى هذا المطار، وفي كل مرة أُصاب بالذهول من غياب المهنية لدى المسؤولين عن المطار". وليس حديث السائح البريطاني بعيداً عما تناقلته الصحف البريطانية، الأحد، من أن "صاروخاً مرّ في شهر أغسطس/آب الماضي، على مسافة 300 متر من طائرة طومسون إيروايز، وعلى متنها 189 سائحاً، قادمين من لندن إلى شرم الشيخ".

ويُلخّص الخبير في العلاقات الدولية، برونو تيرتري، مجريات الأحداث: "إذا تأكدت فرضية الاعتداء، التي ترفض السلطات المصرية، إقرارها، فسيكون الأمر مزعجاً للسلطة السياسية للرئيس (عبد الفتاح) السيسي. وسيكشف عجز النظام عن مكافحة التهديد الإرهابي، وسيؤثر، سلباً، على صناعة السياحة، التي باتت في وضعية صعبة".

اقرأ أيضاً لجنة التحقيق: ترجيح وجود قنبلة وراء سقوط الطائرة الروسية

المساهمون