مؤتمر السعودية: توحيد المعارضة السورية تحت سقف الائتلاف و"جنيف"

مؤتمر السعودية: توحيد المعارضة السورية تحت سقف الائتلاف و"جنيف"

30 نوفمبر 2015
تجتمع الكتل السياسية والعسكرية لتسمية ممثليها في المؤتمر (الأناضول)
+ الخط -
على الرغم من تأكيد مسؤول في وزارة الخارجية السعودية للهيئة السياسية لـ"الائتلاف السوري المعارض"، خلال اجتماعه معها، منذ نحو عشرة أيام، أنّ الأخير سيكون الجهة الأكثر فعالية، خلال مؤتمر الرياض الذي من المقرّر عقده يومَي 11 و12 ديسمبر/كانون الأوّل الحالي، إلّا أنّ الدعوة التي أرسلتها الرياض لـ"الائتلاف"، أمس الاثنين لحضور المؤتمر، اختصرت عدد ممثلي الأخير من 31 شخصية كان طرحها الائتلاف إلى 20 ممثلاً، ما تسبب بامتعاض نسبي لدى بعض أعضاء الهيئة التي دعت إلى اجتماع طارئ لبحث الدعوة وانتقاء العشرين شخصية.

وكان المسؤول في الخارجية السعودية، بيّن خلال لقائه مع الهيئة السياسية أنّ "الائتلاف سيقود اجتماعات الرياض، وأن أي شخصية أو هيئة سيكون سقفها تحت سقف الأخير الذي هو أيضاً سقف السعودية، والذي يقوم على بيان جنيف وعلى عدم وجود الرئيس السوري بشار الأسد في المرحلة الانتقالية، لن تحضر مؤتمر الرياض.

وترجّح مصادر في المعارضة أن يُعقَد المؤتمر في مدينة أبهة، لافتاً إلى أنّ عدد المدعوين هم 65 شخصية، حصة "الائتلاف" 20 منها، بينما كان لـ"هيئة التنسيق" 7 مقاعد، و15 مقعداً للفصائل العسكرية، وما تبقى جميعهم من "الشخصيات الوطنية المستقلّة". وتؤكد نائبة رئيس "الائتلاف"، نغم الغادري لـ"العربي الجديد" أنّ الهيئة السياسية تجتمع حالياً من أجل اختيار ممثليها في المؤتمر، موضحة أنّ ممثلاً عن السعودية أكّد لأعضاء "الائتلاف" دعم المملكة له، وأنّ الأخير هو من سيقود الاجتماعات في الرياض وسيكون وهيئة التنسيق الوطنية الوحيدَين اللذين يمثلان في المؤتمر كأجسام سياسية، أمّا بقية المدعوين فيحضرون بصفاتهم الشخصية.

وتبيّن الغادري أنّ بقية الشخصيات المدعوة ستضم بالإضافة إلى ممثلي الفصائل، شخصيات من كافة أطياف المجتمع السوري بالإضافة إلى شخصيات دينية، موضحاة أنّ الهدف الرئيسي لاجتماعات الرياض، هو الخروج بوثيقة توافقية وفق بيان جنيف وليس لتشكيل جسم سياسي جديد. 

اقرأ أيضاً: 11 ديسمبر موعد انعقاد مؤتمر المعارضة السورية في الرياض

ويؤكد مصدر مسؤول في هيئة أركان "الجيش السوري الحر"، أنّ الفصائل لم تتلقَ حتى الآن دعوات رسمية بشأن حضور المؤتمر، إلّا أن بعض الشخصيات العسكرية طُلب منها من قبل الرياض، إرسال صور عن وثائق سفرها. ويبيّن المصدر نفسه، أنّ هناك حالة من الامتعاض ضمن الأوساط العسكرية بسبب تسريبات عن أنّ الدعوات تركّز على شخصيات عسكرية معروفة إعلامياً، وهي في معظمها، إمّا موجودة خارج البلاد أو أنّها غير ذات فعالية على الأرض. وكان المتحدث الرسمي باسم "جيش لإسلام، النقيب إسلام علوش، رفض في حديث مع "العربي الجديد"، اتخاذ أي موقف من المؤتمر قبل "الترتيب له وإنهاء مسودته".

ومن بين الشخصيات المثيرة للجدل، التي تأكد حضورها المؤتمر، السياسي المنشق عن "هيئة التنسيق"، هيثم منّاع الذي كانت مواقفه السياسية أدنى بكثير من سقف موقف "الائتلاف" والسعودية، إلّا أنّ مصدراً في "الائتلاف" يؤكّد لـ"العربي الجديد"، أنّ "مناع غيّر موقفه في الملف السوري بعدما رأى المتغيرات الجديدة، لكونه ممن يجيدون تأدية أدوار عدة في السياسة، وجد مصلحته في حضور مؤتمر الرياض، فغيّر موقفه بما يتوافق مع متطلبات هذا المؤتمر، إذ قال في تصريح صحافي أخيراً، إنّ جيش الإسلام وحركة أحرار الشام المعارضين، أثبتا بالفعل أنهما فصيلان وطنيان، بعدما كان سابقاً يتهم المتظاهرين السلميين بأنهم يتقاضون رشاوى للخروج بالتظاهرات".

من جانبه، يقول عضو المكتب التنفيذي في "هيئة التنسيق"، صالح النبواني لـ"العربي الجديد"، إنّه تمّ التوافق على أسماء عدة من قيادات هيئة التنسيق للمشاركة في لقاء الرياض، إلّا أنّنا لم نتلقَّ حتى الآن أية دعوة رسمية، لذلك لا نستطيع تحديد عدد وفد الهيئة أو الإعلان عن أسمائهم.

ويلفت النبواني إلى أن الهيئة أجرت خلال الفترة الأخيرة، العديد من الاجتماعات الداخلية واللقاءات مع قوى معارضة أخرى لبحث تطورات الأزمة السورية وسبل تفعيل لقاء الرياض بما يخدم مصالح الشعب السوري، مبيّناً أن الهيئة ستحمل معها رؤيتها وخارطة الطريق، إضافة إلى بيان جنيف1 ونقاط فيينا كمرجعية في أي مباحثات ومفاوضات مقبلة مع النظام السوري، للوصول إلى هيئة الحكم الانتقالية كاملة الصلاحيات؛ خالية من الأسد وزمرته الحاكمة لتقود البلاد إلى إعادة الاستقرار ومكافحة الإرهاب.

اقرأ أيضاً: الائتلاف السوري يرحّب بمؤتمر الرياض ويسعى لإنجاحه