المرحلة الثانية للانتخابات المصرية: فشل تفادي مشهد الجولة الأولى

المرحلة الثانية للانتخابات المصرية: فشل تفادي مشهد الجولة الأولى

24 نوفمبر 2015
لم ينجح النظام برفع نسب التصويت (خالد دسوقي/فرانس برس)
+ الخط -
تلقّى الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، وأركان نظامه، صفعة جديدة في الجولة الثانية من الانتخابات البرلمانية المصرية، نهاية الأسبوع الماضي، لناحية الإقبال الضعيف، على غرار الجولة الأولى، التي جرت في شهر أكتوبر/تشرين الأول الماضي، وذلك على الرغم من كل الإجراءات التي تم اتخاذها، لتكون المرحلة الثانية أقل سوءاً من الجولة الأولى. وكانت مصادر سياسية قد كشفت لــ"العربي الجديد"، عن صدور توجيهات من أجهزة سيادية في مصر، بضرورة تكثيف أعمال الدعاية الانتخابية في المحافظات الـ13 للمرحلة الثانية.

وحاول السيسي قبل بدء المرحلة الثانية حلّ مشكلة رفع الأسعار والسيطرة عليها، وإشراك القوات المسلحة في هذه العملية، من أجل إنهائها قبل التصويت في الجولة الثانية. وعن عمليات حشد الناخبين، تُشدّد المصادر على أن وزارة الداخلية اتفقت على عدم التعرّض لعمليات حشد المواطنين، شرط ألا يتمّ ذلك بشكل علني أمام اللجان، وعدم اعتماد هذه السياسة في المدن. وبالفعل كثّف المرشحون التابعون للأحزاب المشاركة في قائمة "في حب مصر"، من الدعاية الانتخابية في كل شوارع الدائرة التي تخوض فيها الانتخابات.

اقرأ أيضاً: شراء الأصوات يسيطر على اليوم الثاني من الانتخابات المصرية 

واعتمد المرشحون في اليومين الماضيين على سيارات محمّلة بمكبّرات صوت، لبثّ الأغاني الوطنية وأغانٍ اُعدّت خصيصاً لدعم مرشحين محددين. وجابت السيارات الدوائر ليلاً ونهاراً، حتى أن الأمر تسبّب في حالة إزعاج كبيرة لدى الأهالي، خصوصاً أن كل المرشحين يستأجرون سيارات لتطوف الشوارع. وعمدت القنوات التلفزيونية، التي وُجّه إليها النقد في أنها سبب تراجع الإقبال في الجولة الأولى، إلى استضافة عدد كبير من المرشحين في الجولة الثانية، للتحدث عن برامجهم ورؤيتهم لحل الأزمات. وتمكن المرشحون بالفعل من حشد أنصارهم، عبر استخدام سيارات خاصة بهم، لنقلهم إلى مقارّ اللجان والعودة مرة أخرى إلى منازلهم، مع إعطاء مبلغ مالي نظير التصويت لمرشح معين.

ومع الساعات الأولى من عمليات التصويت في الجولة الثانية، ظهر المال السياسي بشكل واضح وصريح، وانتشرت عملية شراء الأصوات. وبدأ سعر الصوت في الساعات الأولى من التصويت، الأحد الماضي، من 7 دولارات إلى 13 دولاراً، وارتفع ليصل إلى 26 و39 دولاراً في بعض الدوائر. وتؤكد مصادر عاملة داخل إحدى القنوات الفضائية، أن "تعليمات وصلت إليهم بعدم تصوير لجان فارغة تماماً، مثلما حدث في الجولة الأولى، وعدم توجيه انتقادات للنظام أو الحكومة". وتشير المصادر، لـ"العربي الجديد"، إلى أن "هذه التعليمات وصلت لأكثر من قناة، وسط مطالبات من الجهات الإدارية بالالتزام بهذه التعليمات بشكل دقيق". وتفيد بأن "الجميع تراجع عن البحث والتحليل في ضعف الإقبال، ولم يتحدث أحد عن ذلك، بل تشير التعليمات إلى حديثٍ عن إقبال متوسط من الناخبين". وتلفت المصادر إلى أن "الجميع في الإعلام مطالب بالحديث عن تزايد الإقبال عن الجولة الأولى من الانتخابات"، في إشارة إلى إقبال المواطنين على المشاركة، بعد الحديث عن أن الانتخابات هي استفتاء على شعبية السيسي.

اقرأ أيضاً: عبدالمنعم أبو الفتوح في زمنَي مرسي والسيسي: الشريف خائن