سوريون على أبواب فيينا: مواكبة اللقاء الدولي عن بُعد

سوريون على أبواب فيينا: مواكبة اللقاء الدولي عن بُعد

13 نوفمبر 2015
تعديل خطة دي ميستورا شرط الائتلاف (براندون سميالوفسكي/فرانس برس)
+ الخط -

يكشف مصدر مطلع في المعارضة السورية، لـ"العربي الجديد"، أن شخصيات سورية تتابع مؤتمر فيينا 3 الذي يُعقد غداً السبت، من العاصمة النمساوية نفسها، للتشاور مع الدول المعنية باللقاء، لكن بشكل غير رسمي، موضحاً أن من بين الشخصيات التي تتجه نحو فيينا، كلاً من رئيس الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة خالد خوجة، ورئيس كتلة مجلس رجال الأعمال في الائتلاف مصطفى الصباغ. أما الهدف الرئيسي، فيبقى الاجتماع كل ما دعت الحاجة مع مسؤولي الدول المعنية بالملف. ويتوقّع المصدر حضور شخصيات من النظام بشكل غير رسمي أيضاً، إلى فيينا، موضحاً أن الهدف من هذه الدعوات غير الرسمية هو تشاور المدعوين مع الدول التي تدعم مواقفهم في المفاوضات، مستبعداً أن يحصل لقاء مباشر بين المدعوين من المعارضة، وممثلي النظام إذا حضروا، ليبقى الاجتماع كنظيريه السابقين، بلا أي مشاركة سورية مباشرة. ويبدو حضور شخصيات سورية في فيينا على هامش المؤتمر، ضرورياً، بما أن جدول أعمال لقاء الدول المعنية تشمل نقاطاً تحتاج تنسيقاً مع سوريين من طرفي المعارضة والنظام، مثل الاتفاق على تركيبة وفدي النظام والمعارضة لمفاوضات مباشرة محتملة، والاتفاق على تصنيف المنظمات الإرهابية. بناءً عليه، يتوقع أن تكون قاعات فندق فيينا مزدحمة بلقاءات الشخصيات المعارضة مع ممثلي تركيا وقطر والسعودية من جهة، ورموز من صفوف النظام مع رعاتهم من إيرانيين وروس.

كما يفصح عضو في الائتلاف الوطني المعارض، رفض الكشف عن اسمه، لـ "العربي الجديد"، عن محادثات جادة لعودة الائتلاف والفصائل العسكرية للمشاركة في العملية السياسية التي يقودها المبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا، ضمن الخطة التي قدّمها إلى مجلس الأمن، بعد إجراء بعض التعديلات عليها.

وكان الائتلاف الوطني السوري قد أصدر قراراً بعدم المشاركة في مجموعات العمل التشاورية، معتبراً أن "الالتزام ببيان جنيف وقرارات مجلس الأمن ووقف العدوان الروسي أساس لاستئناف عملية التفاوض". وجاء هذا القرار بتوصية من الهيئة السياسية، كما أن البيان كان مشتركاً مع الفصائل العسكرية.

ويشير عضو الائتلاف، إلى أن عودة الائتلاف ستكون بعد إجراء تعديل على خطة دي ميستورا من خلال إلغاء مجموعات العمل الأربع، وهذا ما طلبه خوجة خلال لقائه المبعوث الدولي في فيينا الأسبوع الماضي، إذ إن الائتلاف لا يرى في المشاورات أية جدية أو فائدة، خصوصاً في ظلّ التعنّت الذي يبديه النظام السوري، موضحاً أن الائتلاف كان دائماً يبدي استعداده للدخول في أية مفاوضات مباشرة مع النظام من حيث انتهى جنيف 2، وفق بيان جنيف وقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة. ويكشف أن دي ميستورا أبدى مرونة أمام وفد الائتلاف لتغيير مهمة اللجان الأربع من كونها اجتماعات للتشاور وتداول الأفكار، غير ملزمة، إلى مفاوضات مباشرة بين الطرفين بموجب بيان فيينا الأخير.

وحول بند تشكيل وفد المعارضة، الذي ستشمله محادثات فيينا غداً، يشدد على أن الائتلاف ما زال يحظى بالدعم الأكبر من الدول، وأن معظم الدول تعتبره المسؤول الأول عن تشكيل الوفد المفاوض في مواجهة وفد النظام السوري، لافتاً إلى أن هذا ما أكده ممثلو دول أصدقاء الشعب السوري خلال لقائهم الهيئة السياسية في آخر لقاء حصل بينهم.

اقرأ أيضاً: خلاف دولي على "قائمة الإرهاب" السورية يسبق فيينا

وكان دي ميستورا قد اقترح في 29 يوليو/تموز خطة لإيجاد حل سياسي تتضمن تشكيل أربع مجموعات عمل لبحث المسائل الأكثر تعقيداً، والمتمثلة بـ"السلامة والحماية، ومكافحة الإرهاب، والقضايا السياسية والقانونية، وإعادة الإعمار".

فيما يكشف مصدر معارض آخر، لـ"العربي الجديد"، عن الأسماء التي تقترحها السعودية لتمثيل وفد المعارضة السورية في مفاوضة النظام السوري، وضمت القائمة المؤلفة من 25 اسماً، أربعة أسماء عسكرية، هم سليم إدريس، عبد الإله البشير، عبد العزيز شلال، أسعد الزعبي. بينما أسماء المعارضة السياسية ضمّت أربعة أعضاء من الائتلاف الوطني السوري على أقل تقدير وهم الرئيس الأسبق للائتلاف أحمد الجربا، والرئيس الحالي خالد خوجة، إضافة إلى ميشال كيلو وجورج صبرا، كما ضمت القائمة السفير السوري لدى العراق والمنشق عن النظام نواف الفارس.

ويوضح المصدر المعارض أن مباحثات فيينا غداً حول سورية، سيتحدد من خلالها قائمة بأسماء وفد المعارضة السورية المشاركين، إضافة إلى وفد من النظام السوري في المفاوضات المقبلة حول عملية سياسية انتقالية، وسيقدّم كل بلد لائحة أسماء إلى أن يتم التوصل إلى قائمة موحّدة للمعارضة تقطع الطريق أمام استفراد النظام السوري وروسيا خصوصاً بالمعارضين من خلال تسمية شخصيات تمثّل ما يسميه النظام معارضة بحسب معاييره.

أما عن الخطة الروسية المسرّبة، فيقول المعارض السوري أحمد رياض غنام، المستقيل حديثاً من تجمّع مؤتمر قرطبة، إن "المعارضة السورية ترفض أي دور لروسيا في الحل السياسي لاعتبارها طرفاً غير محايد على الإطلاق وإنما هي شريك للنظام السوري في الجرائم المرتكبة في سورية". ويرى أن "الخطة الروسية لا تتوافق مع الأجندة السورية، وإنما تسعى لتثبيت المحاصصة الطائفية وحكم الأقليات، وتمنع عملية الانتقال السياسي الحقيقي"، مشيراً إلى أن ذلك يخالف سعي المعارضة السورية إلى دولة ديمقراطية وليست دولة محاصصة طائفية، معتبراً ذلك انقلاباً على بيان جنيف وتأسيس مرجعية جديدة في فيينا.

ويلفت غنام إلى أن هذه المرجعية الجديدة لا يمكنها أن تضمن إيجاد حل سياسي، وهي تجاوز للمرحلة الانتقالية ولهيئة الحكم الانتقالية، وتسعى لإبقاء رئيس النظام السوري بشار الأسد في السلطة، كما أنها تعطيه الشرعية لمشاركته في الانتخابات المبكرة، وبالتالي تمنحه "صك براءة لكل جرائم الحرب التي ارتكبها في سورية".

ويشدد غنام على أن توحّد المعارضة خلف بيان جنيف وإقامة هيئة الحكم الانتقالية هو السبيل الوحيد لإسقاط ما تسعى إليه روسيا. كما يصف محاولات تحديد قائمة بوفد المعارضة السورية المفاوض للنظام السوري وقائمة بـ"المنظمات الإرهابية" داخل سورية بـ"الخطير جداً"، فحسب رأيه أن ذلك المخطط يستهدف القوة الأكثر تأثيراً في المعارضة السورية والقوى الثورية بتهمة "الإرهاب"، مضيفاً أن ما سيحدث هو "عملية فرز للقوى في الداخل لإضعاف الحراك الثوري العسكري".

اقرأ أيضاً: "وثيقة روسية": إصلاح دستوري بسورية ثم انتخابات رئاسية مبكرة

المساهمون