غضب الرباط من "مينورسو"... هل تنقطع "شعرة معاوية"؟

غضب الرباط من "مينورسو"... هل تنقطع "شعرة معاوية"؟

11 نوفمبر 2015
المغرب يرفض زيارات روس للإقليم الصحرواي (دومينيك فاغيت/فرانس برس)
+ الخط -
توترت العلاقة بين المغرب، من جهة، وبعثة الأمم المتحدة إلى الصحراء، والمعروفة باسم "مينورسو"، من جهة ثانية، بحسب ما بان في عدد من المؤشرات المتوالية، والتي انفجرت خصوصاً في احتفال المملكة بالذكرى الأربعين لتنظيم حدث المسيرة الخضراء في السادس من نوفمبر/تشرين الثاني من عام 1975، حين هاجم الملك محمد السادس، كلا من الجزائر وجبهة البوليساريو.

اقرأ أيضاً: "البوليساريو": خطاب ملك المغرب خطوة تصعيدية

أول المؤشرات التي تفيد بقطع المغرب لـ"شعرة معاوية" مع البعثة الأممية إلى الصحراء، وفي مقدمتها المبعوث الخاص، كريستوفر روس، تصريحات وزير الخارجية المغربي، صلاح الدين مزوار، لوكالة الأنباء الإسبانية، أكد من خلالها أن روس غير مرغوب في زيارته للأقاليم الجنوبية للمملكة.

وقال مزوار إن روس لا يمتلك أية مهمة يقوم بها في مناطق الصحراء، ولن تسمح له الرباط بزيارة المناطق الصحراوية، فالمسؤولون المغاربة الذين يود الالتقاء بهم موجودون في العاصمة الرباط، مشيراً أن المسؤول الأممي خطط في وقت سابق لزيارة الجنوب المغربي، غير أن المملكة منعته.

أما المؤشر الثاني فهو الوقفة الاحتجاجية التي قام بها مواطنون مغاربة من مدينة العيون الصحراوية، في اليوم الذي ألقى فيه العاهل المغربي، محمد السادس، خطاب المسيرة، أمام مقر بعثة "مينورسو"، مطالبين برحيلها من الأراضي الصحراوية، رافضين تعاطيها مع نزاع الصحراء القائم بين المغرب وجبهة البوليساريو.

وأكد مصدر مسؤول من وزارة الخارجية المغربية، لـ"العربي الجديد"، أن موقف المملكة حازم بهذا الشأن، إذ إن "المبعوث الأممي، إن أراد التشاور في إطار مهامه الدبلوماسية، يتعين عليه زيارة الرباط، حيث القرار السياسي والإداري، وليس لديه ما يفعله في العيون أو غيرها".

وأردف المصدر بالقول إن المغرب كان ولا يزال واضحاً في تعاطيه مع قضية الصحراء، وهو متمسك بطرح الحكم الذاتي كحل ناجع لنزاع الصحراء، حيث مهد لذلك بإقرار سياسة الجهوية الموسعة، مبرزاً أن الرباط لا تريد سوى أن يكون المبعوث الأممي محايداً في مهامه الموكولة له.

ومن جهته، قال الأستاذ الجامعي والخبير في ملف الصحراء، خالد شيات، إن "مشكلة "مينورسو"، ومقاربة الأمم المتحدة هي في كونها انساقت وراء طرح جبهة البوليساريو المطالبة بانفصال الصحراء، وحادت عن المهام الأساسية التي جاءت من أجلها".

وأوضح شيات، في تصريحات لـ"العربي الجديد"، أنه "في الوقت الذي يعاني فيه آلاف المحتجزين الصحراويين بمخيمات تندوف، تهتم البعثة الأممية للصحراء بمسألة حقوق الإنسان في الأقاليم الصحراوية".

وأضاف أن "استحالة إجراء الاستفتاء، كما جاء في أحد تقارير الأمين العام للأمم المتحدة، لا تعني شيئاً لهذه البعثة، وأصبح كل همها هو توسيع صلاحياتها في الوقت الذي لم تقم فيه بمهامها الأصلية، وهذا يعني أنها فشلت، بل أكثر من ذلك، حادت عن مسارها الأصلي".

وأفاد شيات بأن "المغرب لا يمكنه أن يبقى متفرجاً على وضع آلاف المغاربة في مخيمات تندوف مهما كانت قناعاتهم السياسية، ويسترسل في نقاش عقيم لبعثة لا تعرف تصريف مهامها الأصلية، ومبعوث يكشف في كل تقرير عن انحياز لصالح طرف دون آخر، وهو ما يناقض مهامه الأصلية".

وأبرز المتحدث بأنّه "يصعب من جانب آخر الدفع بإجلاء هذه البعثة، باعتبار أن المغرب قد يتحمل التبعات السياسية لهذا القرار، ولكن يمكن أن يكون الدفع باتجاه إنهاء مهام البعثة إشارة قوية إلى أنها يجب أن تتمسك بالمهام الأصلية المتوافق عليها، أو أن تتحمل أيضاً تبعات التغيير المستمر، بعيداً عن قدرتها على إيجاد حل متوافق عليه للنزاع".

وفي هذه الحالة، يضيف الخبير السياسي، سيكون من المستحيل إقناع المغرب بالقبول باستمرار مهام البعثة الأممية مهما كانت التبعات السياسية، "لأن الذي يسعى لبلقنة المنطقة هو من يجب أن يعيد حساباته، وألا يعتبر تنازلات المغرب موقف ضعف"، على حدّ تعبيره.

اقرأ أيضاًزيارة ملك المغرب للصحراء غداً تُغضب الانفصاليين

المساهمون