إسرائيل تكثّف نشاطها لوأد الانتفاضة... وتتخوّف من الداخل المحتل

إسرائيل تكثّف نشاطها لوأد الانتفاضة... وتتخوّف من الداخل المحتل

08 أكتوبر 2015
استمرار المواجهات والقمع الإسرائيلي (عباس المومني/فرانس برس)
+ الخط -
على الرغم من محاولات الاحتلال الإشارة في تقديرات مختلفة إلى تراجع في ألسنة اللهب في الأراضي المحتلة وفي القدس المحتلة، أيضاً، إلا أن الأحداث والمواجهات استمرت، أمس الأربعاء، بل طاولت، أمس الأول، قرية المكر في الجليل، داخل أراضي 48 ومدينة يافا، حيث اعتقلت الشرطة، صباح الأربعاء، ستة شبان فيها بتهمة رشق الشرطة الإسرائيلية بالحجارة.

وفيما اعتبر محللون، أن هناك نية جادة لدى الطرفين الإسرائيلي، والسلطة الفلسطينية في التوجّه إلى تطويق الأحداث، خصوصاً بعد عقد أول لقاء بين ضباط رفيعي المستوى من الجيش الإسرائيلي وبين مسؤولين أمنيين في السلطة الفلسطينية، إلا أن المحلل العسكري في صحيفة "هآرتس" عاموس هرئيل، اعتبر مثلاً، أن رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو استنفد في المرحلة الراهنة كل ما لديه من حلول، وهي تتلخص في زيادة أعداد القوات وعناصر الجيش في مختلف أنحاء الضفة وتكثيف عناصر حرس الحدود في البلدة القديمة مع فرض قيود مشددة على حرية تنقّل الفلسطينيين في القدس المحتلة، وتحديداً الوصول إلى البلدة القديمة والمسجد الأقصى، إلا أن هذه الخطوات بحسب هرئيل تبقى رهينة قرار الميدان، واحتمالات وقوع "عملية" أو سقوط شهيد من شأنه أن يشعل الأرض من جديد.

وفيما تحاول سلطات الاحتلال تعميق قبضتها الأمنية على محاور الطرق الرئيسية ومفترقاتها في الضفة المحتلة، يبدو أن السلطة الفلسطينية بدورها تسعى إلى ضبط إيقاع الشارع الفلسطيني داخل المدن الفلسطينية المصنفة أنها مناطق "أ"، حيث يفترض أن تتمتع السلطة بالمسؤولية الأمنية الكاملة.

اقرأ أيضاً: مستوطن يحاول خلع حجاب شابة فلسطينية ويطلق الرصاص عليها

مع ذلك فإن نظرة إلى وسائل الإعلام الإسرائيلية، بينت أن الأحداث تتواتر باستمرار من دون توقف، وقد شهدت تجدد المواجهات في مناطق بيت لحم، على طريق مستوطنات غوش عتصيون، وعند بيت إيل شمال رام الله. وبلغت العمليات، أمس، أوجّها في استشهاد فلسطيني من الخليل، هو أمجد الجندي، زعم الاحتلال أنه حاول خطف سلاح جندي إسرائيلي في بلدة كريات جات القريبة من بئر السبع في الجنوب، واستمرار نصب كمائن للمستوطنين على الطرق الرئيسية، كما حدث على طريق مستوطنة تكواع.

لكن في الوقت الذي يبدي فيه الجيش الإسرائيلي نشاطاً في اعتقال عشرات الفلسطينيين بحجة رشق الحجارة، برزت، أمس، حادثتان تبيّنان تصعيداً جديداً يتمثل في حرية إطلاق المستوطنين النار على الفلسطينيين ثم الادعاء أنهم رشقوهم بالحجارة، كما في حالة الفتاة الفلسطينية التي أطلق مستوطن إسرائيلي النار عليها في طريق الواد داخل البلدة القديمة من القدس. ولاحقاً تكرر المشهد عندما أطلق مستوطن النار على فلسطينيين قرب بيت لحم عند مستوطنة تكواع مدعياً أنهما هاجماه. وأعلن المستوطنون في مستوطنة تكواع عن اعتزامهم التظاهر قرب بلدة السواحرة الشرقية، جنوب القدس رداً على رشق مركباتهم بالحجارة كما ادّعوا.

في المقابل تبدي السلطات الإسرائيلية، وخصوصاً الشرطة وعناصر الاستخبارات، نشاطاً مكثّفاً، أيضاً، في الداخل الفلسطيني، خصوصاً بعد تفجّر تظاهرات في بلدات مختلفة في الداخل الفلسطيني تطوّرت إلى مواجهات مع الشرطة، كما حدث في الناصرة والمكر والطيبة ويافا. ومددت الشرطة الإسرائيلية اعتقال أكثر من 10 شباب من الداخل، بتهمة رشق الحجارة والتحريض، فيما قال ناشطون في الداخل الفلسطيني، إنهم تلقوا تحذيرات وتهديدات من مواصلة تنظيم التظاهرات والوقفات الاحتجاجية تضامناً مع القدس والأقصى.

وكان محللون قد أبدوا، في هذا السياق، مخاوف من اشتعال جبهة الداخل الفلسطيني واتساع رقعة التظاهرات في بلدات الجليل والمثلث والنقب. وأعرب هؤلاء عن مخاوف من أن تتطور هذه المواجهات والتظاهرات إلى موجة غضب كالتي شهدها الجليل والمثلث، في العام الماضي، بعد جريمة قتل الفتى الفلسطيني محمد أبو خضير. وقد حاولت جهات صحافية مختلفة، أمس الأربعاء، التحريض على التظاهرات في الداخل الفلسطيني، وخصصت مساحة كبيرة في الصحف للمواجهات التي وقعت في مدينة يافا. واختارت "يديعوت أحرونوت" مثلاً صورة من المواجهات في يافا وجعلت العنوان الرئيسي لها، أمس، "حجارة في يافا"، وكذلك فعلت صحيفة "يسرائيل هيوم" المقرّبة من نتنياهو.

وتأتي هذه الموجة من التحريض مع الدعوة في الداخل الفلسطيني إلى تظاهرة غضب قُطرية، مساء اليوم الخميس، في مدينة الناصرة، وإعلان ناشطين في الحراك الشبابي في الداخل الفلسطيني أنهم يعتزمون إطلاق اسم دوار الشهداء على دوار المجمّع التجاري "بيغ" في المدينة.

اقرأ أيضاً: أكثر من 160 إصابة في مواجهات اليوم بالضفة والقدس المحتلة