برلمان المغرب برأسين.. معارضة وأغلبية

برلمان المغرب برأسين.. معارضة وأغلبية

03 أكتوبر 2015
انتخابات داخل البرلمان المغربي (فرانس برس)
+ الخط -
هيمنت أحزاب المعارضة على تشكيلة مجلس المستشارين، وهو الغرفة الثانية من البرلمان المغربي، وذلك إثر النتائج النهائية المُعلن عنها اليوم، بعد إجراء انتخابات أعضاء المجلس، يوم أمس، وهي النتائج التي تتيح للمعارضة أن تترأس "المستشارين" في دورته الحالية.

وحصلت أحزاب المعارضة، الاستقلال والأصالة والمعاصرة والاتحاد الاشتراكي والاتحاد الدستوري، على 55 مقعداً في مجلس المستشارين، والذي يبلغ عدد مقاعد أعضائه 120 مقعداً، وفق الفصل 63 من دستور 2011، عوض 276 مقعداً الذي كان معمولاً به في التشكيلة الأخيرة للمجلس الذي يُنتخب أعضاؤه بالاقتراع العام غير المباشر لمدة ست سنوات.

اقرأ أيضاً: لماذا صوّت البورجوازيون للإسلاميين؟

وفي تفاصيل النتائج، حل حزب الاستقلال أولاً بحصوله على 24 مقعداً، وجاء حزب الأصالة والمعاصرة ثانياً بـ23 مقعداً، ثم حزب العدالة والتنمية الذي يقود الائتلاف الحكومي حل ثالثاً بـ12 مقعداً، والحركة الشعبية بـ 10 مقاعد، وحزب التجمع الوطني للأحرار بـ 8 مقاعد، و"الاتحاد الاشتراكي بـ 5 مقاعد، وحزب الاتحاد الدستوري والحركة الديمقراطية الاجتماعية بـ 3 مقاعد، ثم "التقدم والاشتراكية" بمقعدين.

وعلى صعيد النقابات العمالية، جاءت نقابة الاتحاد المغربي للشغل الأولى بـ 6 مقاعد، والكونفدرالية الديمقراطية للشغل والاتحاد الوطني للشغل بالمغرب حصلا على 4 مقاعد لكل نقابة، فيما حصل الاتحاد العام للشغالين بالمغرب على ثلاثة مقاعد، ونقابات الفيدرالية الديمقراطية للشغل، والمنظمة الديمقراطية للشغل، والنقابة الوطنية الديمقراطية، حصلت على مقعد لكل واحدة منها.

وبهذه النتائج التي خلفتها انتخابات أعضاء مجلس المستشارين، يكون البرلمان المغربي برأسين؛ الأول تقوده الأغلبية الحكومية في مجلس النواب، والثاني تقوده المعارضة في مجلس المستشارين، ما ينذر بكثير من الشد والجذب بين الحكومة والمعارضة في تمرير القوانين والمصادقة عليها.

ويرى مراقبون أن محافظة المعارضة على الهيمنة على تشكيلة مجلس المستشارين بالمغرب، ستثير العديد من المشاكل للحكومة عندما ترغب في تمرير عدد من القوانين التشريعية، والتي تحتاج المرور بعد مجلس النواب على الغرفة الثانية من البرلمان، قبل المصادقة النهائية عليها.
وأفرزت نتائج انتخابات مجلس المستشارين بروز ظاهرة لافتة تتمثل في تضخم فئة اللامنتمين، إذ شكلوا الحزب الرابع داخل الغرفة الثانية من البرلمان المغربي، بعد كل من الاستقلال، والأصالة والمعاصرة، والعدالة والتنمية، غير أنها ظاهرة ستتوارى بفعل إغراءات الأحزاب التي ستجذب لها هؤلاء اللامنتمين الفائزين.

ويتوقع ملاحظون أن يعرف أداء مجلس المستشارين الكثير من التذبذب في الأداء، خاصة على مستوى الإنتاج التشريعي الخاص بهذه الغرفة، بسبب الصراع المضطرم بين الائتلاف الحكومي ومجلس النواب، وذلك خلال ما تبقى من الولاية الحالية للحكومة التي يقودها حزب العدالة والتنمية.

اقرأ أيضاً: ارتفاع الفقر في ريف المغرب يغذي الفوارق الاجتماعية

المساهمون