"صراخ" حزب الله ــ المستقبل لملء الفراغ... الحكومة باقية

"صراخ" حزب الله ــ المستقبل لملء الفراغ... الحكومة باقية

20 أكتوبر 2015
المشنوق عبّر عن "سخطه" من حزب الله (حسين بيضون)
+ الخط -
تبادل حزب الله وتيار المستقبل في لبنان الاتهامات بإفشال التسويات السياسيّة والحوار. هدد وزير الداخليّة نهاد المشنوق بالانسحاب من الحكومة والحوار الثنائي مع حزب الله والتيار الوطني الحر في مجلس النواب، متهماً الحزب بإفشال الحكومة والخطة الأمنيّة في البقاع. فردّ عليه الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله برفض ما سمّاه ابتزاز "المستقبل" وقال: "إذا كنتم تمنّون علينا بالحوار فبلاه". لكن الردّ الأقسى على المشنوق، جاء على لسان وزير الصناعة حسين الحاج حسن، الذي أشار في بيان إلى أن "ما نسمعه من وزير الداخلية على طاولة الحوار مغاير تماماً لما قاله في الإعلام، فصرنا أمام لسانَين ولغتين ووجهين مناقضين، بخاصة تجاه الخطة الأمنية في البقاع والتي كانت ولا تزال مطلباً ملحاً لحزب الله وحركة أمل اللذين قدما كل الدعم للأجهزة الأمنية للقيام بواجباتها".

يشعر المراقب المحايد بأن هناك اختلافا جديا بين الطرفين وأن الحكومة باتت مهددة. لكن المعلومات المتداولة في بيروت، والتي تؤكّدها مصادر سياسيّة من كلا الفريقين، تشير إلى أن ما حصل لا يعدو كونه "فقاعة إعلامية". فمصادر رئيس الحكومة تمام سلام تؤكّد أن تيار المستقبل وحزب الله يؤكدان على ضرورة استمرار عمل الحكومة، وأن جلّ ما حصل هو أن المشنوق عبّر عن "سخط ما"، فرد عليه نصرالله. وتكرّر هذه المصادر أن التمسك بالحكومة عند الطرفين، لا يعني أن "الأمور تسير وفق ما يجب أن تسير عليه، ورئيس الحكومة منزعج من هذا الشلل، وهو يؤكّد أن استمراره يُعيد طرح السؤال حول سبب بقاء الحكومة".

اقرأ أيضاً: لبنان: لا حكومة بفعل التعطيل العوني المستمر

اللافت هو تأكيد عدد من المسؤولين في تيار المستقبل، ومنهم النائب أحمد فتفت لـ"العربي الجديد"، أن كلام المشنوق لم يتم الاتفاق عليه بشكل مسبق، وأن تيار المستقبل لم يتخذ أي قرار بالانسحاب من الحكومة أو من الحوار. ويؤكّد فتفت أن هذا لا يعني "أننا سنرضخ لحزب الله". ويُشير فتفت إلى أن هناك أسبابا لما وصلت إليه الأمور، وأهمها تلك المتعلقة بتعطيل حزب الله للحكومة عبر النائب ميشال عون. ويؤكّد فتفت أن قنوات التواصل بين "المستقبل" وحزب الله تعمل على استيعاب ما حصل وقد بدأت وساطة سياسيّة لضبط الوضع، وهذا مرهون برأيه بتفعيل العمل الحكومي، الذي بات يرتبط بحلّ أزمة النفايات. وهنا تُشير مصادر سلام إلى أن هناك حلحلة جدية لهذا الموضوع، وأن رئيس الحكومة ينتظر في اليومين المقبلين تقرير اللجنة الفنية عن المطمر المفترض في البقاع الشمالي، "ورئيس الحكومة سيدعو إلى جلسة لمجلس الوزراء إذا كان هناك حاجة لها في ملف النفايات، وفي حال تأكّد أنها ستكون ذات فاعلية".

إذاً، يبدو أن التقدم في خطة الوزير أكرم شهيب لحل أزمة النفايات، سيكون المؤشر على أن "قطوع التصريحات" قد مرّ. وفي حين يقول مصدر سياسي إن ما حصل كان محاولة من الطرفين لملء الفراغ السياسي لأنهما لا يملكان ما يقدمانه للناس، أشار فتفت إلى أن التداعيات الأساسيّة لما جرى ستكون على علاقة المشنوق بحزب الله. وبرأيه فإن وزير الداخليّة لم يعد يحتمل تعطيل حزب الله لعمله، وهو الذي "قدّم لهم ما لا يُقدّم، لكنهم متميزون بالقدرة على استعداء الناس ونكران الجميل". ويرى فتفت أن ردّ الحاج حسن على المشنوق، سيكون له أثر كبير على الأخير.

ما يظهر من هذه المعطيات أن التصعيد السياسي الأخير، لم يكن وفق خطة مسبقة التحضير لدى تيار المستقبل. هناك من يرى أن المشنوق يُحاول إعادة ترتيب علاقته بالسعودية، وخصوصاً أنها ليست في أفضل حالاتها خلال المرحلة الأخيرة. هناك من يقول إن في السعودية من بات ينظر إلى علاقة المشنوق بحزب الله بارتياب. ويُضيف أحد أصحاب هذه النظرية أن ردّ حزب الله عليه ظهر وكأنه مفتعل. فالحزب، يُدرك تماماً أن المشنوق سيقول في ذكرى اغتيال اللواء وسام الحسن كلاماً عالي النبرة، وهو فعل الأمر عينه في العام الماضي، عندما أعلن أن تيار المستقبل يرفض أن يكون "صحوات" لبنانية. وينقل أصحاب هذه النظرية أن هناك من يُسوّق لفكرة تولّي المشنوق رئاسة الحكومة مقابل القبول بالنائب سليمان فرنجية رئيساً للجمهوريّة.

في هذا الوقت، طرأ تحسّن كبير على علاقة رئيس الوزراء الأسبق سعد الحريري بالسعوديّة، إذ أفادت مصادر مطّلعة، بأن الأسابيع الأخيرة شهدت مصالحة جدية بين الحريري وولي العهد السعودي محمد بن نايف، وأن التواصل بينهما بات أسبوعياً، وهو ما يؤكّده فتفت لـ"العربي الجديد".


اقرأ أيضاً: طرابلس اللبنانية بوابة للمهاجرين... ومكافحة "التطرف" ذروة فشل الدولة

المساهمون