قوات النظام تفشل في اختراق غوطتي دمشق

قوات النظام تفشل في اختراق غوطتي دمشق

18 أكتوبر 2015
يحاول النظام اختراق الغوطتين بكل الوسائل (محمد بدرة/الأناضول)
+ الخط -
بالتزامن مع استمرار الضغط العسكري في الشمال السوري، إثر فتح قوات النظام وحلفائها معارك عدة في مختلف الأرياف الشمالية، بغطاءٍ جويٍ روسي، صعّدت تلك القوات من هجماتها على مناطق سيطرة المعارضة السورية في غوطة دمشق الشرقية. كما حشدت المزيد من التعزيزات في محيط مناطق سيطرة المعارضة في مدينة داريا بغوطة دمشق الغربية. وجاء كل ذلك بعد أيام قليلة من تسجيل اختراقات أمنية كبيرة في مناطق المعارضة في الغوطتين، تمثلت باغتيالات ومحاولات اغتيال لقياديين في المعارضة.

وقد هاجمت قوات النظام للمرة الأولى قوات المعارضة على محور دير العصافير، جنوبي غوطة دمشق الشرقية. كما جددت محاولاتها التقدم نحو بلدات الغوطة الشرقية من محور نولة، شرقي الغوطة، بعد فشلها لليوم الثالث على التوالي بالتقدم من محور حي جوبر ومحور الكباس بعين ترما، جنوبي الغوطة، ومحور الجبال المطلة على الغوطة الشرقية، من جهة الغرب.

ويُشير الناشط الإعلامي براء عبد الرحمن، في حديثٍ لـ"العربي الجديد"، إلى أن "هجمات قوات النظام من محور نولة، فجر أمس السبت، تزامنت مع شنّ الطيران الحربي الروسي عشر غارات على نقاط تمركز قوات المعارضة في المنطقة".

ونشر الموقع الرسمي لـ"جيش الإسلام"، أكبر فصائل قوات المعارضة في ريف دمشق، مقطعاً مصوراً، يُظهر فيه استهداف مقاتلي الجيش لعشرات من عناصر قوات النظام بعبوة ناسفة في الجبال الواقعة شمالي ضاحية الأسد، في مدخل الغوطة الغربي، قرب أوتوستراد دمشق ـ حمص الدولي، الذي يسيطر عليه مقاتلو "جيش الإسلام" منذ منتصف الشهر الماضي.

ويكشف المتحدث الرسمي باسم هيئة أركان "جيش الإسلام"، حمزة بيرقدار، في حديثٍ لـ"العربي الجديد"، أن "قوات الجيش تمكنت من إعطاب دبابة من طراز تي 72، وجرافة عسكرية لقوات النظام، أثناء الاشتباكات، ليصبح عدد الآليات التي دمّرها جيش الإسلام سبع آليات، منها أربع دبابات وعربتين ناقلتين للجند من طراز بي أم بي وجرافة، في اليومين الأخيرين".

وتأتي محاولات قوات النظام اقتحام غوطة دمشق الشرقية، بعد أقل من أسبوع على اغتيال عبد العزيز عيون، المعروف بـ"أبو أحمد الأزهري"، القاضي العام السابق في مؤسسة "القضاء الموحّد"، التابعة لقوات المعارضة في الغوطة الشرقية، وذلك بعد أن قام مجهولون بإطلاق النار على سيارته من الخلف، على الطريق الواصل بين مدينة دوما وبلدة حمورية، ما أدى لوفاته على الفور. ولم تتبنَّ أي جهة عملية الاغتيال، التي جاءت كخرق أمني كبير داخل مناطق سيطرة المعارضة، في الوقت الذي تخوض فيه معركة مستمرة مع قوات النظام.

اقرأ أيضاً: الحرب تحول أكثر من نصف سكان سورية إلى فقراء

وتفيد مصادر خاصة لـ"العربي الجديد" بأن "قوات النظام تواصل حشد المزيد من التعزيزات في محيط مناطق سيطرة قوات المعارضة بداريا، في ما يبدو أنه تحضير لعملية عسكرية كبيرة، ترمي قوات النظام من خلالها إلى إنهاء وجود قوات المعارضة في المدينة الاستراتيجية، التي تبعد أقل من سبعة كيلومترات عن القصر الجمهوري، وكيلومترين عن رئاسة مجلس الوزراء السوري في حي كفرسوسة، جنوب غرب دمشق".

وتتواصل المعارك في داريا، إثر مهاجمة قوات النظام قوات المعارضة على محور الكورنيش الجديد، شمال شرق المدينة، وعلى محور المستشفى الوطني، في غربها، في محاولة من قوات النظام لاستعادة المناطق التي خسرتها الشهر الماضي، بعد العملية العسكرية التي خاضتها قوات المعارضة في المدينة، وأفضت إلى تقدمها على محور الجمعيات قرب مطار المزة العسكري.

كما تتزامن الاشتباكات مع محاولة اغتيال فاشلة استهدفت أبو سلمو الداراني، قائد "الكتيبة الموحّدة" في "لواء شهداء الإسلام"، أكبر فصائل المعارضة في داريا، بعد أن أطلق مجهول النار عليه من مسدس مزوّد بكاتم للصوت، قبل أن يلوذ بالفرار، من دون أن تتمكن قوات المعارضة من إلقاء القبض عليه.

ويلفت قائد "لواء شهداء الإسلام" في داريا، النقيب أبو جمال، في حديثٍ لـ"العربي الجديد"، إلى أن "المعارضة في داريا تعتبر أن النظام هو المسؤول الوحيد عن عملية الاغتيال الفاشلة، لكون قواته استهدفت مقرّات قوات المعارضة في داريا بالطيران الحربي والبراميل المتفجرة، من دون أن يؤدي ذلك إلى مقتل أي من قادة قوات المعارضة، أو إحداث أي تأثير عليها وعلى تصدّيها لمحاولات قوات النظام الرامية لاقتحام المدينة منذ نحو ثلاث سنوات".

ويكشف أن "مركز الأمن العام التابع لقوات المعارضة في داريا، باشر تحقيقاته للبحث عن المتورطين في محاولات الاغتيال الفاشلة، وهناك إجراءات أمنية اتخذتها قوات المعارضة في داريا، لتجنّب تكرار مثل هذه الاغتيالات".

ويشدد أبو جمال على أن "كل هذه المحاولات العسكرية والأمنية التي تقوم بها قوات النظام، تهدف إلى تأليب ما تبقى من السكان، ليقوموا بدورهم بالضغط على قوات المعارضة لإبرام هدنة مع قوات النظام". ويتم التأليب، وفقاً لأبو جمال، من "خلال أزلام قوات النظام، الذين ينشرون بين السكان شائعات مفادها أن النظام مستعد لتلبية مطالب السكان، لكن كل وعود النظام كاذبة وقد جرّبناها سابقاً".

اقرأ أيضاً  لبنان: "الإخوة السوريون" ضحايا إجراءات "عاشوراء" الأمنية

المساهمون