لبنان: لا حكومة بفعل التعطيل العوني المستمر

لبنان: لا حكومة بفعل التعطيل العوني المستمر

14 أكتوبر 2015
المزيد من التعطيل مقبل على المؤسسات اللبنانية (حسين بيضون)
+ الخط -

لا جلسة لمجلس الوزراء اللبناني هذا الأسبوع، ورئيسه تمام سلام، غير متحمّس لترؤس جلسة تقود في خواتيمها إلى المزيد من التعقيد للأزمة السياسية الراهنة. لم ينل سلام أي جواب من حزب الله بخصوص ملف النفايات والسماح بإطلاق الخطة التي أعدّها وزير الزراعة أكرم شهيّب، وبقيت الحلول معلّقة بانتظار موافقة حزب الله، وكذلك بقي مصير جلسات الحكومة معلقاً. وتقول مصادر في فريق 14 آذار لـ"العربي الجديد"، إنّ "لا جلسة للحكومة قبل تأمين غطاء حزب الله لخطة النفايات، أما الحزب فمصرّ على تعطيل كل شيء في البلد إرضاءً لحليفه رئيس تكتل التغيير والإصلاح النائب ميشال عون".

في اللحظة السياسية الحالية، تشير المؤشرات إلى أنّ أي تراجع لا يمكن تسجيله في مواقف الحزب وعون، خصوصاً مع خروج صهر عون، العميد شامل روكز، من قيادة فوج المغاوير في الجيش اللبناني إلى التقاعد. كان روكز العنوان الأبرز للمطالب العونية منذ أشهر، وجسّد طوال الفترة الماضية مادة لمحاولة إخضاع عون من جهة، وجرّه إلى تسجيل التنازلات وإلى المفاوضات من جهة أخرى. كان اسم شامل روكز مادة فعلية لابتزاز عون من قبل خصومه. وهؤلاء لم يتأخروا أبداً في الاستفادة من هذه الفرصة الثمينة واستمروا في موجات "الأخذ والردّ" أسابيع إلى حين انتهت المهل القانونية وخرج روكز إلى سنّ التقاعد.

يمضي روكز ساعاته الأخيرة في مقرّ قيادة فوج المغاوير، على أن يترك مركزه صباح غد الخميس للعقيد مارون القبياتي بقرار صادر عن قيادة الجيش. وبعد ساعات على ترك مركز قيادته العسكرية، سيُقام لروكز احتفال شعبي مفترض عند السادسة من اليوم نفسه في ساحة الشهداء (وسط بيروت) تحت عنوان "شاملٌ لكل لبنان، شامخ كأرز لبنان، شكراً شامل روكز". لن يكون هذا الاحتفال سوى نسخة أخرى من نشاطات "التيار الوطني الحرّ" (الإطار التنظيمي الذي يتزعمه النائب عون)، التي جاءت عادية في الحشد وبلا ثمار سياسية.

اقرأ أيضاً: الحكومة اللبنانية "مجمّدة" بانتظار مكبّ نفايات

جاء خروج روكز إلى التقاعد، وبالتالي من معادلة قيادة الجيش، ضربة قوية لعون وتياره. وبهذا الخروج يكون عون قد خسر كلياً معركة التعيينات الأمنية التي قادها منذ مطلع العام الحالي، إذ تم منذ يناير/كانون الثاني الماضي، التمديد لقائد الجيش اللبناني، ومدير الاستخبارات العسكرية، ورئيس الأركان في الجيش والمدير العام لقوى الأمن الداخلي. عارض عون كل هذه القرارات القاضية بالتمديد بحجة المحافظة على الهرمية داخل المؤسسات الأمنية ورفض منطق التمديد فيها، وحين قرّر التفاوض على مستقبل صهره روكز خرج خاسراً أيضاً.

عدا هذه الخسارة، فإنّ وقعَ خروج شامل روكز من المؤسسة العسكرية يُرتقب أن يكون مدوياً على "التيار الوطني الحرّ"، باعتبار أنّ المقربين من روكز يؤكدون استعداده لخوض التجربة السياسية في هذا التيار ومن مواقع القيادة فيه. وسبق لعون أن سلّم صهره الأول، الوزير جبران باسيل، رئاسة التيار في سبتمبر/أيلول الماضي، وينضم إلى هذا التيار اليوم اسم لامع جديد يتجسّد بروكز. فيدخل الأخير إلى التيار مصطحباً معه الطموح السياسي القادر على هزّ الهدوء الذي حاول عون فرضه على الجسم التنظيمي للتيار من خلال فرض باسيل رئيساً.

فتحوّلت الخسارة السياسية في ملف التعيينات إلى أزمة إضافية داخل التيار أيضاً، سيكون على عون مواجهتها واللعب بين نيران صهريه الطامحين واللذين تنقسم بينهما أصوات أنصاره. وتنضمّ هذه الأزمة إلى سلّة الأزمات التي يحملها عون في مشروعه السياسي بدءاً من عجزه عن فرض نفسه رئيساً للجمهورية.

يقول الواقع العوني، إنّ عون بات مقتنعاً بصعوبة وصوله إلى القصر الرئاسي وبالتالي لم يعد لديه ما يخسره في مواجهة خصومه. وتشير خلاصة هذا الواقع إلى إنّ المزيد من التعطيل مقبل على المؤسسات اللبنانية، ليدفع اللبنانيون فاتورة هذا الفشل السياسي العوني، بتعطيل عون وحليفه حزب الله الجلسات الحكومية والبرلمانية، ما يعني أنّ النفايات باقية في الشوارع وبين الناس، وكذلك أحوال كافة المطالب الحياتية التي يفترض بأي طاقم سياسي أن يؤمنها لمواطنيه.

اقرأ أيضاً: لبنان: القمع الأمني خيار السلطة الوحيد ضد الحراك الشعبي

المساهمون