تحالف إقليمي ضد "داعش" لدول جوار العراق يستبعد الأسد

تحالف إقليمي ضد "داعش" لدول جوار العراق يستبعد الأسد

08 يناير 2015
تحالف جديد على وشك الولادة إقليمياً (حميد حسين/الأناضول)
+ الخط -
لم تقتصر تداعيات التصعيد الأمني الأخير على الشريط الحدودي العراقي السعودي، والمعلومات التي كشفت عن محاولة تسلل عكسية لتنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) من صحراء الأنبار العراقية الى داخل الأراضي السعودية، على رفع حالة التأهب لدول جوار العراق على حدودها المشتركة، بل تعدّت ذلك إلى ما يُمكن اعتباره، أول تنسيق عسكري عربي واسع ضد الجماعات المسلّحة في العراق وسورية.

وكشف وزير عراقي رفيع المستوى، رفض الكشف عن اسمه، في تصريحات إلى "العربي الجديد"، عن "بدء حراك سياسي عربي لتشكيل تحالف عربي إقليمي، يستهدف تنظيم "داعش"، ويشمل دول جوار العراق وسورية في الدرجة الأولى، ويهدف إلى الحدّ من توسّع التنظيم وانتقال مقاتليه إلى دول الجوار، فضلاً عن مساعدة القوات العراقية، التي تعاني من نقص كبير في أعداد قوات حرس الحدود. على أن يكون ذلك مكملاً لجهود التحالف الدولي الأول لقتال داعش". ولفت إلى أن "بلاده صاحبة تلك المبادرة".

وأضاف أن "الاتصال الهاتفي الذي جرى ليلة الثلاثاء ـ الأربعاء، بين رئيس الحكومة العراقية حيدر العبادي وولي العهد السعودي الأمير سلمان بن عبد العزيز، تناول تشكيل التحالف الجديد الذي سيأخذ دوراً عسكرياً واستخبارياً أيضاً".

وتابع "رحّبت السعودية والأردن وتركيا والكويت بتشكيل لجنة عمليات مشتركة، على غرار اللجنة الخاصة بالتحالف الدولي، المعروفة باسم غرفة العمليات التي تنسّق الحرب ضد داعش، فيما اتخذت إيران خطوة منفردة، وبشكل مسبق عبر تحديد منطقة خطر على حدودها مع العراق تبلغ نحو 40 كيلومتراً. تبدأ من منفذ شهربان في محافظة ديالى شرقي العراق، وتنتهي عند المياه الإقليمية في الخليج العربي في البصرة جنوباً. ويعطي ذلك الحقّ لإيران في الردّ جواً وبراً، والتوغّل في الأراضي العراقية عبر جيشها في حال اخترق تنظيم داعش، تلك المسافة".

وقال إن "تصرّف إيران المنفرد بإقامة منطقة حظر بري على داعش داخل حدود العراق، لم يلقَ أي اعتراض حكومي". ولفت إلى أن "مهام التحالف الإقليمي ضد تنظيم الدولة، سيكون بالدرجة الأولى منع تمدد التنظيم أو انتقاله إلى دول الجوار، على غرار المحاولة التي حصلت مع السعودية، ودعم القوات العراقية لكسر شوكته وتبادل المعلومات".

وأكد أن "من ضمن جدول عمل التحالف، هو القيام بغارات جوية وضرب معاقل التنظيم الموجودة في المناطق الحدودية". وأشار إلى أن "الحراك لتشكيل التحالف استبعد (الرئيس السوري بشار) الأسد، كون حدوده مع العراق، ساقطة أصلاً بيد التنظيم". 

وكان قائد القوة البرية للجيش الإيراني العميد أحمد رضا بوردستان، قد أعلن يوم الثلاثاء الماضي، أن "خط ايران الأحمر مع المجاميع الإرهابية على مسافة 40 كيلومتراً داخل الأراضي العراقية". وقال بوردستان في مؤتمر صحافي له، إنّ "القوات البرية للجيش على أهبة الاستعداد لتدمير زمرة داعش الإرهابية والتكفيرية، حينما تحاول التسلل إلى إيران عبر الحدود الغربية للعراق، وتصل بالقرب من الحدود الإيرانية".

وأضاف أنّ "القوات العسكرية الإيرانية، وفضلا عن جهوزيتها الكاملة، فقد رسمت خطاً أحمر على مسافة 20 كيلومتراً داخل الأراضي العراقية، وفيما لو اجتازت داعش هذا الخط، فستواجه رداً ساحقاً من قبل القوات المسلّحة الإيرانية".

واعتبر أنّ "داعش تلقت هذه الرسالة وابتعدت بسرعة من النطاق المحدد من قبلنا". وأشار إلى "جهوزية القوات العسكرية الإيرانية على جميع الساحات، ولا سيما حدود البلاد مع العراق". ولفت إلى أن "وحدات سلاح البر للجيش على أهبة الاستعداد للحفاظ وصون حدود إيران في أي لحظة".

ووصف الوزير التنسيق العربي الإقليمي ضد "داعش" بقوله إنه "تحالف جديد أكثر تركيزاً على الأهداف التي تشكل تهديداً مباشراً لأمن الدول". واعتبر أن "العراق يسعى إلى إشراك مصر في التحالف من خلال زيارة سيقوم بها العبادي إلى القاهرة، في الأيام القليلة المقبلة من دون أن يكشف عن طبيعة الدور المصري في هذا التحالف".

المساهمون