"هيومن رايتس ووتش": وضع سورية أصبح أكثر دموية

"هيومن رايتس ووتش": وضع سورية أصبح أكثر دموية

31 يناير 2015
أكثر من ثلاثة ملايين لاجئ خارج سورية (فرانس برس)
+ الخط -

في تقريرها الأخير، الصادر يوم 29 يناير/ كانون الثاني الجاري، تذكر منظمة "هيومن رايتس ووتش"، أن قوات النظام السوري "رفعت من وتيرة هجماتها ضد المدنيين في السنة الأخيرة، واستخدمت بكثرة أنواعاً من السلاح الذي لا يفرّق بين مدنيين ومسلحين".

وتعدد المنظمة، في الفصل المتعلق بسورية ضمن تقريرها السنوي، أنواع التعديات التي طالت معظم الشعب السوري بالقول إن "النظام لا يزال مستمراً في انتهاج أساليب التعذيب في السجون والمعتقلات، وهو ما أدى إلى موت العديد من الموقوفين".

واعتبرت المنظمة أن العام الماضي، 2014، "العام الأكثر دموية في الحرب السورية مقارنة مع الأعوام الثلاثة التي سبقت. إذ إن الأوضاع في داخل البلاد وردود الأفعال الدولية تجاه الحرب، ترسم صورة مأساوية لمستقبل الحرب الأهلية الدائرة في سورية. فمنذ مارس/ آذار 2011، فقد أكثر من 200 ألف إنسان حياتهم، وأكثر من نصف سكان البلاد أضحوا مشردين ولاجئين. ومن هؤلاء هناك حوالي ثلاثة ملايين لجأوا إلى خارج بلدهم، بينما يعيش سبعة ملايين مهجرين داخلياً".

ويقول مدير المنظمة، كينيث روث، في تعقيبه على الفصل المتعلق بسورية: "لا يوجد أي بلد قام بالضغط الحقيقي على الرئيس السوري بشار الأسد ليوقف قتل المدنيين"، وعدّد روث الخروقات الأساسية التي قام بها النظام ضد شعبه.

 قنابل عنقودية وبراميل غازات سامة

وفي ما يتعلق بالهجوم الكيماوي على ريف دمشق في أغسطس/ آب 2013 وموافقة سورية على تسليم سلاحها الكيماوي وفق قرار مجلس الأمن الدولي، يقول التقرير: "الدلائل القوية تشير إلى أن الجيش السوري يقوم برمي براميل متفجرة تحمل غازات سامة فوق القرى والمدن في شمال البلاد، وخصوصاً ما تم تسجيله في أبريل/ نيسان العام الماضي. وهذا يعتبر خرقاً لما التزم به النظام السوري".

القصف بالقنابل العنقودية المحرّمة دولياً أخذ نصيبه أيضاً في تقرير "هيومن رايتس ووتش"، إذ يذكر أن "هذه القنابل تنتشر بشكل واسع وتفترش الكثير من المناطق السورية، حيث يجري إلقاؤها من دون تمييز، وهو ما يؤدي إلى تضرر المدنيين منها، وخصوصاً تلك التي لم تنفجر والتي تبقى كألغام موقوتة يتأثر بها بشكل خاص الأطفال".

وسجلت المنظمة، بحسب تقريرها، 249 حالة هجوم بقنابل عنقودية في أماكن مأهولة، حيث تقول إن "السلطات السورية وقواتها تقوم باستخدام هذه الأنواع من الذخيرة بشكل متعمّد فوق المناطق التي يسيطر عليها المتمردون والثائرون لتصيب الجميع بها من دون تمييز بمَن فيهم المدنيين".

التقرير يشرح بالتفصيل أي نوع من الذخائر والقنابل التي تفضّلها القوات الرسمية الحكومية، حيث تلاحظ المنظمة أن "قوات الأسد تفضّل في السنة الأخيرة استخدام البراميل المتفجرة التي تُلقى من ارتفاعات شاهقة على مناطق خارج سيطرتها، وذلك بسبب رخص الكلفة الإنتاجية، والتي تُحشى عادة بمواد حديدية وشظايا قاتلة، وعادة ما تستخدم براميل نفطية لإنتاج مثل هذا النوع من القنابل".

وسجلت المنظمة أيضاً أنه من فبراير/ شباط حتى يوليو/ تموز 2014، نفّذ النظام السوري 650 هجمة بالبراميل المتفجرة فوق حلب وأطرافها فقط. وتقول المنظمة إنه وبنتيجة الهجمات البرميلية "فقد أكثر من 3500 مدني حياتهم بسبب تلك الهجمات".

تعذيب حتى الموت

وتذكر المنظمة، في حديثها عن المعتقلين في سجون النظام السوري، أن "أكثر من 2000 معتقل وسجين تم قتلهم تحت التعذيب في العام الماضي". وأخذت "هيومن رايتس ووتش" تلتقي بالذين أفرج عنهم لتوثق أساليب التعذيب وما يجري خلف الجدران مستشهدة بالصور التي أخرجها المنشق السوري "قيصر"، حين عرض عشرات آلاف الصور لأناس تبدو على جثثهم آثار تعذيب وحشي في المعتقلات وحيث رمي بهم في مشافي عسكرية ليدفنوا بأرقام.

حاجات أساسية وتهجير

وبحسب ما تقول الأمم المتحدة، فإن حالة السوريين تزداد صعوبة، إذ يحتاج أكثر من 12.2 مليون شخص لمساعدات إنسانية، حيث يحتاج الشعب السوري لكل المقومات الأساسية للبقاء على قيد الحياة، بدءاً من الطعام واللباس والماء والعلاج والأدوية.

وبحسب المنظمة، فإن العام 2014 "كان العام الأسوأ على الاطلاق على صعيد تقديم المساعدات من قبل المنظمات الإنسانية للشعب السوري"، وتعتبر المنظمة أن "المسؤولية عن عرقلة عمل المنظمات الإنسانية يتحمل مسؤوليتها النظام السوري والمجموعات المقاتلة، حيث يتم حصار متبادل لمناطق عدة. تضاف إلى ذلك، صعوبة تأمين خطوط الإمداد والعاملين ورفض النظام بالأصل السماح لتلك المنظمات الإنسانية بالوصول إلى المحتاجين، حيث لجأ أكثر من ثلاثة ملايين شخص، لكن الغرب لم يقم بأخذ دوره في استقبال سوى أعداد قليلة من هؤلاء".

المساهمون