سكان ديالى يشكون المجازر... وبغداد تتحدث عن "تشويه سمعة"

سكان ديالى يشكون المجازر... وبغداد تتحدث عن "تشويه سمعة"

28 يناير 2015
يُخشى من مجازر في ديالى (فريق فيريتش/الأناضول)
+ الخط -
لم يمضِ يوم واحد فقط على إجلاء تنظيم "الدولة الاسلامية" (داعش) عن محافظة ديالى، حتى استغلّت المليشيات الوضع، عبر تنفيذ أجندتها وشنّ مجازر وعمليات إعدام طالت العشرات، في المحافظة المرتبكة أمنياً، الأمر الذي أثار مخاوف كبيرة من إمكانية شنّ المليشيات حرباً طائفية، في حال خروج التنظيم من العراق.

وأقدمت مليشيا "الحشد الشعبي" في العراق على إعدام 80 نازحاً في قرية شمال شرقي ديالى، أمام أنظار الناس والقوات الأمنية. وقال نائب محافظ ديالى، تراث العزاوي، لـ"العربي الجديد"، إنّ "المليشيات جمعت النازحين، وأغلبهم من الشباب، في ساحة في قرية بروانة وأعدمتهم بإطلاق النار عليهم أمام الناس". وأوضح أنّ "عملية الإعدام تمت أمام الأجهزة الأمنية التي لم تحرّك ساكناً"، لافتاً إلى أن المليشيات "اقتادت أيضاً، 35 شخصاً، غالبيتهم من النازحين إلى جهة مجهولة".

من جهته، قال عضو مجلس محافظة ديالى، محمد الكرخي، في حديث مع "العربي الجديد": "لقد حذّرنا منذ فترة من انتهاكات المليشيات، وإحداثها تغييراً ديموغرافياً قسريّاً في المحافظة، وارتكابها القتل والتهجير والاختطاف على مرأى ومسمع من الأجهزة الأمنية، لكن كل ذلك قوبل بتجاهل وصمت مطبق من الحكومة".

وأضاف أن "مجزرة قرية بروانة أثارت هلعاً كبيراً في نفوس أهالي المحافظة، وإرباكاً كبيراً بعد أن شاهدوا الإجرام والإعدام أمام أعينهم وبحماية حكومية". وأكّد أنّ "العملية سبقت تفجير أكثر من 80 مسجداً وأكثر من 1200 منزل في القرى، التي نزح عنها أبناؤها". وتابع أنّ "الجريمة لم تقترفها المليشيات لوحدها، بل إنّ الحرس الثوري الإيراني تحرك مع المليشيات في كل خطواته".

من جهته، حذّر عضو مجلس عشائر محافظة ديالى، الشيخ فاضل الدايني، في تصريحات لـ"العربي الجديد"، من "حرب أهلية تقدم عليها المليشيات والحرس الثوري الإيراني في محافظة ديالى، بعد خلو المحافظة من تنظيم (داعش) الذي كان يخيفهم". وأضاف أنّ "المجزرة أكّدت لجميع أهالي المحافظة أجندة المليشيات واستعداداتها لحرب ستشنها ضدهم، وتبدأ من شمال شرق ديالى القريبة على الحدود الإيرانية".

وأشار الى أنّ "هذه المجزرة غيّرت تفكير كثرين في العراق، ممّن يقاتلون (داعش)، وجعلتهم ينظرون الى أنّ خطر المليشيات أكبر بكثير من خطر التنظيم، على الرغم من خطورته". ودعا الدايني الدول العربية والجهات الدولية إلى "التدخل والوقوف بوجه إيران التي تحرك المليشيات في العراق وتدعمها، لتمزيق لحمته". كما ناشد شيوخ ووجهاء المحافظات الجنوبية "تدارك الموقف والحفاظ على وحدة العراقيين بكل مكوناتهم". وعلى الرغم من ذلك، ما زالت الحكومة العراقية تنفي وقوع أيّة مجزرة في ديالى، وتدافع عن الأجهزة الأمنية والحشد الشعبي.

وقال المتحدث باسم وزارة الداخلية، سعد معن، في تصريح صحافي، إنّه "ينفي صحة تلك المزاعم، وإنّ (داعش) يحاول تقويض سمعة قوات الأمن العراقية والحشد الشعبي". كما نفى قائد عمليات دجلة، الفريق الركن عبد الأمير الزيدي، وقوع أيةّ إعدامات، معتبرا الحديث عنها "مجرّد شائعات مغرضة". وكان محافظ ديالى، عامر المجمعي، قد أوعز إلى القيادات الأمنية بفتح تحقيق موسع لكشف تفاصيل الحادث، مطالباً الرئاسات الثلاث بالتدخل للتحقيق في هذه المجزرة.

وكان مصدر محلّي بالمحافظة قد كشف، لـ "العربي الجديد"، عن "اتفاق لتقاسم بعض مناطق محافظة ديالى بين البشمركة الكرديّة والمليشيات، مقابل إقصاء سكانها عنها"، مبيناً أنّ "المناطق التي خصصت للمليشيات ستتولى هي عملية تحريرها وكذلك البشمركة".

المساهمون