تحالف "حرب بالوكالة" ضد "داعش" لضمّ دول إقليمية

تحالف "حرب بالوكالة" ضد "داعش" لضمّ دول إقليمية

06 سبتمبر 2014
العمل العسكري جانب من جوانب الحرب على "داعش"(إنصار أوزديمير/Getty)
+ الخط -
حصل "العربي الجديد" على معلومات أولية عن طبيعة التحالف الدولي، الذي اقترحت الولايات المتحدة على شركائها في حلف الأطلسي تشكيله، على هامش قمة الحلف في ويلز، أمس الجمعة، بمعية القوى الإقليمية لمحاربة تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش)، في إطار استراتيجية لم يتم الاتفاق على ملامحها الأساسية بعد، باستثناء الإجماع على الدور المحوري الذي يمكن أن تلعبه تركيا والسعودية في حال موافقتهما على ذلك، إلى جانب الاعتماد على قوات محلية في العراق وسورية تحارب بالوكالة نيابة عن الدول الأساسية في التحالف المزمع انشاؤه. وأفاد مصدر في الوفد الأميركي المشارك في اجتماعات حلف الأطلسي بمقاطعة ويلز، أن التحالف لن يكون عسكرياً محضاً بل تحالفاً واسعاً ومفتوح العضوية يهدف إلى تضييق الخناق على "داعش" مالياً وأمنياً وإعلامياً، ولن تكون العمليات العسكرية سوى أحد جوانب العمل ضد "داعش" في هذا التحالف، مشيراً إلى أن حلف الأطلسي لن تكون له علاقة مباشرة بالتحالف المزمع إنشاؤه إلا من خلال أعضائه كدول مستقلة.

وكشف المصدر عن أن الرئيس باراك أوباما تراجع عن اطلاع قادة الأطلسي على الخطوط العريضة لخيارات عسكرية أعدتها وزارة الدفاع الأميركية، وذلك بعد أن ناقش بعضها مع رئيس الوزراء البريطاني، ديفيد كاميرون، ولمس غياب الحماسة لها بالمقارنة مع الترحيب بإجراءات أخرى على المستويات السياسية والاقتصادية والقضائية والأمنية.

وذكر المصدر أن نقاشات مستفيضة مازالت تجري على هامش قمة حلف الأطلسي بين الولايات المتحدة وحلفائها، وأن الجميع متفقون على أهمية إشراك دول المنطقة في الحلف الواسع، مع التركيز على الدول ذات الأغلبية السنية مثل تركيا والسعودية، للقيام بدور رئيسي في منع تدفق المقاتلين الأجانب إلى سورية والعراق، وما هو أبعد من ذلك بما يضمن مراعاة الحساسية الدينية والمذهبية.

ووفقاً للمصدر ذاته، فإن الولايات المتحدة لم تبد تحمساً لإشراك إيران وسورية في محاربة "داعش"، لكن مشاركين أوروبيين في النقاشات التي جرت على المستوى الوزاري، طرحوا بوضوح مثل هذه الأفكار، قائلين إن إيران لها مصلحة استراتيجية كبرى في القضاء على "داعش"، وستكون جادة في التعاون لتحقيق ذلك.

ولم يجر استبعاد أي مقترح قابل للنقاش باستثناء مقترح لم يعرف من تقدم به، يقضي بإشراك إسرائيل في التحالف، إذ رأت معظم الدول أن ذلك قد يخدم "داعش"، أو ينعكس سلباً على تماسك التحالف.

لكن مصدراً في القيادة المركزية الأميركية في تامبا، أشار إلى أن الخطط الدفاعية المعدة منذ سنوات، تتضمن الاستعانة بالقوة العسكرية الإسرائيلية في حالة واحدة فقط، هي دخول قوات معادية لإسرائيل إلى الأردن من أي طرف كانت، مشيراً إلى أن هناك تفاهماً إسرائيلياً ـ أميركياً بهذا الشأن لا علاقة له بالتحالف المزمع إنشاؤه.

وفي سياق متصل، لمّح السفير الفرنسي لدى الولايات المتحدة، جيرارد آرود، إلى أن فرنسا وبريطانيا ستكونان مع الولايات المتحدة، نواة التحالف العسكري، مؤكداً على أن التعويل سيكون كبيراً على تركيا والسعودية في ما يتعلق بوقف تدفق المقاتلين الأجانب إلى سورية. وأكد على أن العضوية في التحالف ستكون واسعة ومفتوحة للدول التي لديها استعداد لمكافحة "إرهاب داعش".

ومن الواضح حسب المعلومات الأولية، أن قتال "داعش" سيكون عن طريق محاربين بالوكالة، مع توفير الغطاء الجوي والمساندة بالأسلحة والمعدات والخبرات. والأمر الجديد في استراتيجية كهذه، أنها لن تقتصر على الأراضي العراقية بل ستمتد لتشمل شن هجمات برية بالوكالة داخل الأراضي السورية.

وكان وزير الخارجية الأميركي، جون كيري، قد قال في اجتماع ضم عشر دول، "نحتاج إلى مهاجمتهم (داعش) على نحو يحول دون استيلائهم على أراض ولتعزيز قوات الأمن العراقية وغيرها من قوات المنطقة المستعدة لقتالهم من دون أن نلتزم بإرسال قوات"، مضيفاً: "من الواضح أن هذا خط أحمر للجميع هنا: لا قوات برية".

وكان وزراء الدفاع والخارجية في الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وألمانيا وكندا واستراليا وتركيا وإيطاليا وبولندا والدنمرك قد اجتمعوا على هامش قمة حلف شمال الأطلسي في ويلز، لوضع استراتيجية لمواجهة "الدولة الإسلامية"، التي استولت على مساحات واسعة من الأراضي السورية والعراقية.

ومن المقرر أن يتوجه كيري إلى المنطقة العربية لبدء جهود إقناع القوى الإقليمية بالمشاركة في التحالف المشار إليه، وسط مخاوف من أن تتردد تركيا أو السعودية في المشاركة.