مصراتة لمصالحة جيرانها... تفادياً للعزلة

مصراتة لمصالحة جيرانها... تفادياً للعزلة

12 سبتمبر 2014
حل الإشكاليات بين مصراتة وبني وليد (محمود تركية/فرانس برس/Getty)
+ الخط -

تتجه مدينة مصراتة غربي ليبيا إلى حلحلة ملفاتها ونزاعاتها العالقة مع جوارها القبلي والمدني، كقبيلة ورفلة أكبر القبائل الليبية بمنطقة بني وليد، وملف مدينة تاورغاء التي نزح جميع سكانها بسبب انضمامها لكتائب العقيد معمر القذافي، أثناء ثورة السابع عشر من فبراير/شباط، واتهام قادة مدينة مصراتة لهم بارتكاب انتهاكات جسيمة بمدينتهم أثناء الحرب.

وقال عضو مجلس النواب الليبي عن مدينة مصراتة، محمد الضراط، الرافض لحضور جلسات البرلمان بطبرق بسبب ما يقول إنها تشكل مخالفات دستورية، لـ"العربي الجديد"، إن "هناك مساع للصلح بين مدينة مصراتة ومدينة بني وليد"، بعدما جاء وفد وسيط لمصراتة، وعقد اجتماعاً اعتبره الضراط ناجحاً، واتفق الطرفان على حل كل الإشكاليات العالقة والتي تتمثل في إطلاق سراح سجناء من بني وليد بمصراتة سبق وأن قاتلوا إلى جانب كتائب القذافي، وحل مشكلة أملاك أفراد من قبيلة ورفلة ببني وليد بمدينة مصراتة.

وأكد أن "الجانبين متفقان على كل الخطوط العريضة لإنجاح الحوار بينهما، وتقدمه بشكل يفضي إلى خطوات عملية في الأيام المقبلة، تتضمن سلسلة من الإجراءات أهمها إطلاق سراح مساجين من الجانبين".

وأضاف الضراط، باعتباره مسؤول ملف مدينة تاورغاء غربي مصراتة، أن "لجنته تتواصل بشكل مباشر دون وسطاء مع المجلس المحلي لتاورغاء، وكان من المفترض في الأشهر الماضية إطلاق سراح بعض المعتقلين بمصراتة من تاورغاء والذين ساهموا في القتال إلى جانب كتائب النظام السابق، لولا مشاركة بعض أفراد من تاورغاء في الحرب إلى جانب قوات الصواعق والقعقاع والمدني بطرابلس ضد قوات فجر ليبيا".

وأشار إلى أنهم "في مدينة مصراتة طلبوا منهم عدم إرسال مقاتلين إلى جانب الميليشيات حتى لا يتعقد ملف المصالحة معهم"، كونه وبحسب تعبير الضراط، ملف رأي عام بمدينة مصراتة بسبب حجم الانتهاكات الجسيمة التي ارتكبها مسلحون تاورغيون بحق سكان مدينة مصراتة أثناء ثورة فبراير/شباط.

وشدد على "ضرورة حل الملفات العالقة بين مدينة مصراتة وتاورغاء"، معتبراً أنه "ملف بالغ الحساسية والتعقيد"، مشيرا إلى "التوصل بين الطرفين إلى عدم التصعيد الإعلامي، وإلى المحافظة على ممتلكات بعض أهالي تاورغاء بمصراتة، وحل مشكلة الطلبة الذين كانوا يدرسون بها من أهالي تاورغاء".

في المقابل، رأى محللون سياسيون ليبيون أن مدينة مصراتة تتجه إلى المصالحة مع جوارها بمدن الغرب الليبي حتى لا تدخل في عزلة مجتمعية كتلك التي دخلتها مدينة الزنتان بسبب دعمها غير المحدود لـ"القعقاع" و"الصواعق" و"المدني" أثناء الحرب الأخيرة في طرابلس.

وأضافوا أن مدينة مصراتة يعتمد رجال أعمالها على التجارة الحرة بين المدن، وليس من الممكن أن تنعزل تجارياً وهو الأمر الذي قد يتسبب لهم في كساد يؤثر على وضعها الاقتصادي المتميز بين مدن الغرب الليبي.

وأكد مراقبون أن رفض قبيلة ورفلة ببني وليد، الدعوة التي وجهها لها أعيان من مدينة الزنتان بالانضمام إلى حلفها ضد مدينة مصراتة في حرب طرابلس الأخيرة، ساهم بشكل إيجابي في تقدم المفاوضات بين الجانبين والصلح بينهما، وخصوصاً أن مدينتي بني وليد ومصراتة كانت لهما على مدى التاريخ الليبي مشاكل، إلا أنهما كانتا قادرتين دائماً على تجاوزها.