قرارات مصيرية للبرلمان الليبي: نقل صلاحيات الرئيس ووقف الاقتتال

قرارات مصيرية للبرلمان الليبي: نقل صلاحيات الرئيس ووقف الاقتتال

07 اغسطس 2014
تظاهرة تطالب بإنهاء الاقتتال في طرابلس (حازم تركي/الأناضول/Getty)
+ الخط -
لم تمضِ  أيام على انتخابات مجلس النواب الجديد، حتى بدأت التسريبات من داخله عن حزمة قرارات، قالت مصادر إن حزب "تحالف القوى الوطنية" كان قد أعدّها قبل انعقاد المجلس، وهو ما أثار حفيظة نواب في البرلمان، بدعوى هيمنته على البرلمان.

ومن بين هذه القرارات، تعديل دستوري يقضي بنقل الصلاحيات السيادية لرئيس الدولة، والتي يتولاها حالياً "المؤتمر الوطني" المنتهية ولايته، إلى البرلمان ورئيس الوزراء إلى حين انتخاب رئيس للبلاد، فضلاً عن إقرار وقف فوري لإطلاق النار بين أطراف الاقتتال في بنغازي والعاصمة طرابلس، وإلاّ سيواجهون إجراءات تصعيدية.

وفي هذا السياق، وافق مجلس النواب الليبي المنعقد في مدينة طبرق شرقي ليبيا، قبل قليل، على منح رئيسه، عقيلة صالح العبيدي، صلاحيات رئيس الدولة التنفيذية إلى حين انتخاب رئيس جديد للدولة، بناء على الصلاحيات المنصوص عليها في مقترح لجنة "فبراير".

ونصّ مقترح لجنة "فبراير"، التي شكلها "المؤتمر الوطني العام"، على أن يكون لليبيا رئيس بالانتخاب المباشر، وأن يحظى بصلاحيات واسعة، غير أن "المؤتمر الوطني" لم يوافق على مسألة الانتخاب المباشر، كما لم يقرّ الصلاحيات الواسعة الممنوحة للرئيس.

إضافة إلى قرار نقل صلاحيات رئيس الجمهورية، تشير التسريبات من داخل المجلس، إلى أنّ البرلمان يعمل على إعلان الكتائب المتقاتلة في طرابلس "غير شرعية" وحلّها ودمجها في الجيش الليبي، فضلاً عن تعيين رئيس أركان من مصراتة، هو سالم جحا، المعارض للعمليات العسكرية في العاصمة، والقريب من دولة الإمارات العربية، إذ عمل ملحقاً عسكرياً في السفارة الليبية في أبو ظبي.

في المقابل، رأى محللون ليبيون أنّ البرلمان الجديد لن يكون قادراً على التوقيع على قوانين وقرارات أُحادية الجانب، من دون مراعاة ما يجري على أرض الواقع، من سيطرة قوات ما يعرف بـ"مجلس شورى ثوار بنغازي" بشكل شبه كامل على المدينة، ومحاصرتها لقوات الانقلابي اللواء المتقاعد خليفة حفتر، مع اقتراب سيطرة قوات ما يسمى بـ"فجر ليبيا" على العاصمة طرابلس، وهو واقع لا يمكن إيقافه بمجرد مجموعة من القوانين والقرارات.

بموازاة ذلك، علم "العربي الجديد" أنّ رئيس "المؤتمر الوطني العام" المنتهية ولايته، نوري بوسهمين، يزور غداً الجمعة، مدينة بنغازي بعد عودة الهدوء إليها، مع أعضاء البرلمان الليبي الجديد الرافضين لعقد جلسات مجلس النواب في طبرق، وإجراء مراسم تسليم وتسلم بين المؤتمر الوطني العام ومجلس النواب الجديد.

ويرى مراقبون أن زيارة بوسهمين، بمثابة رسالة سياسية تبعث بإشارات للدول الغربية والمنظمات، على أن شرعية البرلمان الجديد محل شك، وأن ثمة تنازع حوله، في محاولة خلق حالة من إعادة الحسابات حول الترحيب الدولي بالبرلمان الليبي الجديد.

على الصعيد الميداني، رفض ما يعرف بـ"مجلس شورى ثوار بنغازي" مبادرة تقدم بها آمر كتيبة "204 دبابات"، العقيد المهدي البرغثي، تنص على إلغاء عملية "الكرامة" بالكامل، وانسحاب القوات المقاتلة من بنغازي، ورجوعها إلى مدنها والمتواجدة في منطقتي بنينا والرجمة، آخر معقلين لقوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر.

وتضمنت المبادرة أيضاً، عودة قوات "الصاعقة" و"المديرية" إلى مقارّها السابقة، والتزام كل طرف بعدم الاعتداء على الآخر، غير أنّ "مجلس شورى ثوار بنغازي" طلب في المقابل، من البرغثي، تسليم معسكره بكل أسلحته والخروج منه قبل الهجوم عليه.

وفي طرابلس، أعلنت قوات ما يعرف بـ"فجر ليبيا" إحكامها السيطرة على طول الطريق المؤدي إلى معسكر النقلية، الذي تسيطر عليها كتائب "القعقاع" و"الصواعق" و"المدني"، ويضم أكبر ترسانة أسلحة ثقيلة تابعة للكتائب الأخيرة. وكانت قوات "فجر ليبيا" عجزت عن الوصول الى معسكر النقلية من طريق مطار طرابلس الدولي، بسبب انتشار القناصة.

وتُعدّ معركة معسكر النقلية المقبلة هي الأكبر، بحسب رأي خبراء عسكريين، كونها الجيب الأهم والأخير بالنسبة لكتائب "القعقاع" و"الصواعق" و"المدني"، وستحاول تلك الكتائب الدفاع عن مخزونها الاستراتيجي من الأسلحة الثقيلة، والذي في حال فقدانه، لن تتمكن من البقاء في العاصمة الليبية طرابلس أو المقاومة.


المساهمون