نتنياهو تجاهل "الكابينيت" بالهدنة... وأوباما يوقف شحنة أسلحة لإسرائيل

نتنياهو تجاهل "الكابينيت" بالهدنة... وأوباما يوقف شحنة أسلحة لإسرائيل

14 اغسطس 2014
انتقادات إسرائيلية لتمديد الهدنة (أشرف عمرا/الأناضول/getty)
+ الخط -

ذكرت وسائل الإعلام الإسرائيلية، اليوم الخميس، أنّ رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، تجاهل المجلس الوزاري المصغر "الكابينيت"، وأبقاه بعيداً عن دائرة قرار تمديد الهدنة لخمسة أيام، ولم يجر معهم أي مشاورات فعلية.

ونتيجة هذا التجاهل، أعرب الوزراء الإسرائيليون عن غضبهم، لأنهم كانوا يستقون كل المعلومات عن المفاوضات والعدوان من بيانات حركة المقاومة الفلسطينية "حماس". وقالت صحيفة "يديعوت أحرونوت"، إن "وزراء (الكابينيت)، ولغاية منتصف الليلة، لم يكونوا على اطلاع عما يُدبر في القاهرة، وما إذا كانت إسرائيل ستمدد وقف إطلاق النار لـ72 ساعة، أم أنها تتجه إلى مواصلة العملية العسكرية على قطاع غزة".

ورجّحت الصحيفة، أن يكون عدم إطلاع نتنياهو، الذي أرجأ اجتماعاً كان مقرراً لمجلس "الكابينيت"، الوزراء على موقفه من اقتراحات تمديد الهدنة، بسبب محاولات هؤلاء الوزراء الضغط عليه وتهديده برفض مقترحات وقف إطلاق النار إذا لم تلب شروط كل أعضاء "الكابينيت" الذي يمثل ركناً من أركان ائتلافه.

وقد دعا وزير الخارجية الإسرائيلي المتطرف، أفيغدور ليبرمان، على سبيل المثال، إلى التخلص من حركة "حماس" قبل أي شيء، مشيراً إلى أنه لن يقبل بأي اتفاق لا يضمن استعادة جثث الجنود الإسرائيليين. وذهب إلى حدّ التهديد بأنّه في حال رفضت المقاومة هذا الشرط "سنعيد لهم جثث (قائد كتائب الشهيد "عز الدين القسام") محمد ضيف و(رئيس الحكومة الفلسطينية المقالة إسماعيل) هنية وكل قادة حماس".

في المقابل، أعلن وزير المالية، يئير لبيد، هو الآخر أنه لا يمكن التوصل الى اتفاق وقف إطلاق نار من دون تنظيم مؤتمر دولي لإعادة إعمار قطاع غزّة وفق شروط إسرائيلية تشمل أيضاً نزع سلاح المقاومة.

بدوره، رأى وزير السياحة، وعضو "الكابينيت" عن "الليكود"، أن "صوته ليس مضموناً تلقائياً لمصلحة مقترحات نتنياهو". موقف مماثل صدر عن وزير الاقتصاد نفتالي بينيت، الذي دعا إلى مواصلة العدوان والسيطرة على كامل القطاع.

ويبدو أن هذه التصريحات والمواقف، التي تأتي في سياق المزايدات الداخلية في السياسة الإسرائيلية، هي التي دفعت بنتنياهو إلى إقصاء وزراء "الكابينيت" أمس، وعدم إجراء اتصالات معهم قبل اتخاذ القرار، علماً أنه أجرى سلسلة لقاءات فردية مع أفراد "الكابينت"، أول من أمس، لتخفيف حدّة معارضتهم الاتفاق المتوقع.

في غضون ذلك، اعتبر المحلل العسكري في "يديعوت أحرونوت"، أليكس فيشمان، أنّ تمديد وقف إطلاق النار إلى خمسة أيام إضافية، هو دليل على "انهزامية" الحكومة الإسرائيلية وتردّد رئيسها في اتخاذ القرار. وأضاف فيشمان أنّ "التمديد يعني أنّ دولة إسرائيل بأكملها تجلس منطوية على نفسها في انتظار قرار منظمة إرهابية تقرّر لها، ما إذا سيكون هناك وقف لإطلاق النار أم لا".

الوثيقة المصرية

واعتبر فيشمان أن حركة "حماس" هي التي "تفرض وتملي على إسرائيل وتيرة ونهج حياة سكانها، بينما تقف الحكومة الضعيفة والمتردّدة والانهزامية في انتظار ما سيصدر عنها". وقال: إن الوثيقة المصرية التي عرضت أمس مكونة من شقين اثنين؛ الأول للتنفيذ الفوري، ويتناول فتحاً جزئياً ومجدداً للمعابر ونقل البضائع عبر كرم أبو سالم، واستئناف تصدير البضائع من قطاع غزّة إلى الضفة الغربية وتوسيع حجم هذا التصدير، وتقليص الشريط الأمني على امتداد حدود القطاع لـ 300 متر، ولاحقاً لـ 100 متر.

أما القسم الثاني، والذي يبدأ بعد شهر من الآن، فيتحدث عن طرح موضوع نزع سلاح غزّة، وفتح معبر رفح تحت إشراف أمن السلطة الفلسطينية، وزيادة حجم البضائع من وإلى غزة، وإعادة مجال الصيد لمدى 10 كيلومترات من شواطئ غزة، وزيادة وترميم خطوط الكهرباء وشبكة المياه في قطاع غزّة، والموافقة على بحث ومناقشة بناء ميناء بحري وجوّي في القطاع، وإعادة جثث الجنود الإسرائيليين مقابل تحرير أسرى "حماس" الذين اعتقلوا خلال العدوان، بحسب فيشمان.

وخلص فيشمان إلى القول: إنّ المسار المصري هو في واقع الحال نسخة محسنة من تفاهمات (حرب) عمود السحاب 2012، الأمر الذي يمكن حركة "حماس" من الحديث عن تحقيق إنجاز معين، على اعتبار أن التضحيات التي قدمها سكان القطاع لم تذهب سدى، وأن المستقبل يحمل لهم مشاريع إعادة إعمار بنحو مليار دولار، ومناقشة المرحلة القادمة من الاتفاق التي ستمنحهم مؤشرات وعلامات سيادة، واستقلال اقتصادي وحرية تنقل وحركة من خلال ميناء بحرّي وجوّي، هذا بحسب رأي فيشمان.

واشنطن توقف شحنة أسلحة لإسرائيل

إلى ذلك، أفادت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية، اليوم، أن التوتر في العلاقات الأميركية ــ الإسرائيلية دفع الرئيس الأميركي، باراك أوباما، إلى وقف نقل دفعة من صواريخ "هالبيير" كانت معدّة لإسرائيل.

ونقلت الصحيفة عن مصادر في الإدارة الأميركية قولها: إن إدارة إسرائيل للعدوان على غزة، خلال الشهر الماضي، أقنعت الإدارة بأن نتنياهو وطاقم مجلس الأمن القومي في الحكومة "متسرعون" ولا يستحقون الثقة.

من جهتها، نقلت "يديعوت أحرونوت"، أن نتنياهو أجرى أمس اتصالاً هاتفيّاً بالرئيس أوباما، أعلن فيه الأخير عن دعمه المبادرة المصرية، وضرورة التوصل إلى حل دائم يضمن أمن إسرئيل ويوفر الاحتياجات الإنسانية لقطاع غزّة.

وكان قد اتفق، ليلة أمس، على تمديد الهدنة إلى خمسة أيام إضافية، فيما عادت الوفود الفلسطينية والإسرائيلية إلى قياداتها للتشاور، ثم العودة إلى القاهرة لاستئناف المفاوضات.

وفي سياق العدوان، ذكر المتحدث العسكري الإسرائيلي، بيتر ليرنر، أن جيش الاحتلال، مستعد لأي انتهاكات لوقف إطلاق النار، بعد إشارته إلى الهدوء الذي ساد منذ الإعلان عن تمديد التهدئة.

وقال ليرنر في تغريدة على موقع "تويتر"، إنه "بعد إطلاق ثمانية صواريخ على إسرائيل، فإننا نستيقظ على تمديد وقف إطلاق النار". وأضاف "سيكون مستعداً إزاء أي عدوان إضافي من حماس". وكان ليرنر قد أكد، في وقت سابق، أنه "بعد هجمات صاروخية على إسرائيل قام الجيش الإسرائيلي باستهداف مواقع في قطاع غزة".

المساهمون