والد شهيد ثورة يناير "أبو مهاب"يقود مقاطعة الانتخابات الرئاسية

والد شهيد ثورة يناير "أبو مهاب"يقود مقاطعة الانتخابات الرئاسية

05 مايو 2014
أبو مهاب: تأكدنا أن ما حدث انقلاب (العربي الجديد)
+ الخط -

يُعرّف عن نفسه باسم أبو مهاب، ولا يهتم كثيراً بأن يعلم أحد اسمه الحقيقي "علي"، مثلما يؤكد أنه يكتفي بنعته بـ"والد شهيد ثورة 25 يناير".
نجله، مهاب علي حسن، هو من بين الشباب الذين قضوا في جمعة الغضب 28 يناير/كانون الثاني 2011، برصاص الأمن خلال مشاركته في الثورة ضمن مسيرة منددة بنظام الرئيس المخلوع، حسني مبارك، من شبرا إلى ميدان التحرير.

يرفض أبو مهاب، بعد مرور أكثر من 3 سنوات على الثورة، استغلال وفاة نجله من قبل أي مرشح رئاسي، وبشكل خاص المرشح، حمدين صباحي. وهو ما دفعه إلى تشكيل تنسيقية لمقاطعة الانتخابات.

يتحدث أبو مهاب، مع "العربي الجديد"، عن تنسيقية المقاطعة التي شارك في تشكيلها منذ يومين مع عدد من الشباب والمواطنين المعترضين على إجراء الانتخابات الرئاسية، مشيراً إلى أنها ليست المرة الأولى التي يقرر فيها المقاطعة.

ويقول: "قررنا مقاطعة الاستفتاء على التعديلات الدستورية من بعد مجزرة فض اعتصامي رابعة العدوية والنهضة". ويضيف: "كنا ضد مرسي بشكل أو بآخر، على اعتبار أنه لم يتعامل مع قضايا قتل الثوار بالشكل الذي كان ينبغي، ولكننا في الوقت ذاته لم نكن نريد أن يرحل مرسي فيقتَل الإخوان وغيرهم ويعتقلون كما يحدث الآن، ولذلك سنقاطع الانتخابات الرئاسية كذلك".

"
تورّط الجيش في المشهد السياسي

"

ويفنّد أبو مهاب الأسباب التي دفعته إلى تأسيس الحركة، قائلاً: "تورّط الجيش في المشهد السياسي وإعلان وزير الدفاع السابق، عبد الفتاح السيسي، ترشحه للرئاسة، كل ذلك لم يتم الاتفاق عليه". ويضيف "اعتقدنا أن السلطة ستنتقل بشكل سلمي من الرئيس مرسي، وأن 30 يونيو/حزيران ما هي إلا موجة ثورية، وتغاضينا عما حلّ بخريطة الطريق، ولكن تأكدت شكوكنا بأن ما حدث انقلاب بعد إعلان السيسي ترشحه".

ويتابع أبو مهاب "لم نتفق أصلاً على التعديل الذي أُدخل على خريطة الطريق، والخاص بتقديم إجراء الانتخابات الرئاسية على البرلمانية، وإنما قامت به السلطة لأسباب كامنة لديها، وقامت بذلك بشكل منظم، وفي منتهى الخبث السياسي". واعتبر أن "كل ذلك حدث لتفعل السلطة ما تراه الأنسب لها، لا للشعب".

ويوضح أبو مهاب أن "عدد المنضمين إلى تنسيقية المقاطعة يزداد يوماً بعد يوم، لأن السلطة الحالية استبدادها ينفّر حتى مناصريها. ويضيف "نحن شاركنا في 25 يناير/ كانون الثاني لإسقاط الحكم العسكري في مصر، ولكي يذهب الجيش إلى مهامه الأساسية وهي حماية حدود الوطن، لا ليحكم مجدداً".

"
السلطة الحالية استبدادها ينفّر حتى مناصريها

"

وحول رأيه في المرشح الرئاسي، حمدين صباحي، وامتناعه عن تأييده، يقول أبو مهاب "صباحي يعرفني جيداً، وأنا أحد من دشّنوا معه التيار الشعبي، لكنه هذه الفترة لا يعتمد على أحد من أهالي الشهداء، إلا والد الشهيد جابر جيكا، ووالدة الشهيد محمد الجندي، ووالدة الشهيد خالد سعيد". وأضاف "هم أسر عظيمة طبعاً، ونحتسب أبناءهم شهداء عند الله كابني، ولكنهم ليس لديهم نشاط ثوري، صباحي يعتمد على الصورة أكثر من الفعل".

ويتابع أبو مهاب "حتى نمنع هذا الابتزاز، قررنا مقاطعة الانتخابات لنقطع كل الطرق على صباحي باستغلالنا في الدعاية له".

وحول الأحكام القاسية التي أصدرها القضاء المصري، يقول أبو مهاب "لقد أعلنت تعاطفي الإنساني الكامل مع الإخوان المسلمين وليس تعاطفي السياسي، وكل الأحكام التي صدرت عقب انقلاب 3 يوليو/ تموز أرفضها تماماً". وأضاف "لدينا في التنسيقية من يشارك في المسيرات المطالبة بعودة الشرعية، لأنهم يرون أن الثورة تضيع أمامهم".

ويعود أبو مهاب بذاكرته ثلاث سنوات للوراء. ويقول "طالبت أول رئيس وزراء بعد ثورة 25 يناير، عصام شرف، ووزير العدل حينها، المستشار محمد الجندي، بإقرار دوائر لمحاكمة قتلة الثوار وفي مقدمتهم الرئيس المخلوع، حسني مبارك، ولكن طلبي لم يتحقق".

ويضيف "ظلت وزارة العدل والمؤسسة العسكرية تماطلان في تحقيق هذا الطلب، والمحاكمات استمرت لسنوات، لكن اليوم نرى السلطة تفرد دوائر لمحاكمة الإخوان، ولا تستغرق أكثر من يومين، وذلك لأن هناك إرادة سياسية لمحاكمة الإخوان، لكن تلك الإرادة لم تتوافر عندما طالبنا بمحاكمة قتلة الثوار".

ومن الأسباب، التي دفعت أبو مهاب وغيره إلى تشكيل "تنسيقية المقاطعة"، قانون التظاهر وقانون مكافحة الإرهاب.

ويختم حديثه بالقول إن "الحكومة الحالية كان بإمكانها أن تصدر قوانين تفيد العدالة الانتقالية كقانون الحد الأدنى والحد الأقصى للأجور، لكن الأول أصدرته ولم تطبقه، والثاني لم يصدر حتى الآن، وفضّلت الحكومة أن تقمع الثورة بتلك القوانين التي تخيف الشعب".