كرّ وفر للسيطرة على "المرصد 45" واحتدام المعارك بحمص

كرّ وفر للسيطرة على "المرصد 45" واحتدام المعارك بحمص

06 ابريل 2014
قصف بالبراميل المتفجرة على ريف حلب (حسان عبيد،الأناضول/Getty)
+ الخط -

تدور المعركة في الساحل بين كرّ وفر، فيعمل مقاتلو المعارضة على ترسيخ سيطرتهم على منطقة "المرصد 45" الاستراتيجية ذات الطبيعة الجبلية الوعرة، في ظل احتدام المعارك بين حمص وريف دمشق، والتي كلفت الطرفين خسائر كبيرة، مع مواصلة قوات النظام قصفها لأحياء في ريف دمشق وحلب.

وأكد مصدران لـ"العربي الجديد"، استبسال طرفي الصراع من أجل السيطرة على "المرصد 45" الاستراتيجي على امتداد 1.5 كيلومتر. وأوضحا أن الطرفين يحاولان السيطرة على "المرصد" كنصر معنوي لهما، ويتبادلان وضع الراية على قمته.

ووصف أبو ريان، وهو المتحدث الإعلامي باسم غرفة عمليات "معركة الأنفال"، التي أطلقتها كتائب المعارضة، التهافت للسيطرة على المرصد بأنّها "فرصة للمتاجرة الإعلامية من قبل الطرفين".

وقال، في اتصال مع "العربي الجديد"، إنّ مناطق الثّوار القريبة من المرصد هي "جبل النسر وكسب ومنطقة تشالما والنبعين"، فيما يمسك النظام ببلدة قسطل معاف القريبة.

وأشار أبو ريان الى استهداف الثوار مواقع قوات النظام و"الدفاع الوطني" في قسطل معاف والقيادة البحرية في اللاذقية بصواريخ "غراد". وقال إن الثّوار تصدّوا لمحاولة تسلل قوات النظام مدعومة بـ "الدفاع الوطني" المعروفة بـ""الشبيحة" من جهة بلدة النبعين المواجهة لـ"المرصد 45"، ما أسفر عن مقتل وجرح العشرات منهم.

كذلك كشف المتحدث الإعلامي أنّ كتائب المعارضة المسلحة تعاني نقصاً في الذخائر والدعم، مؤكداً اعتماد الثوار في معركتهم الحالية على الغنائم فقط. ولم يخفِ خشيته من تكرار سيناريو المعركة السابقة في الساحل، في إشارة إلى معركة سابقة في المكان نفسه، توقف الدعم عنها رغم إعلان الدعم الإعلامي لها.

من جهة ثانية، وصف أبو ريان زيارة كل من رئيسي "الائتلاف الوطني" السوري أحمد الجربا الى الساحل، بأنها "زيارة إعلامية". وقال "إنهم لم يصلوا إلى كسب أو السمرة الواقعتين تحت سيطرة الثّوار ليستمعوا لاحتياجاتهم".

في غضون ذلك، عادت مدينة حمص (وسط سوريا) إلى المواجهات العسكرية المباشرة بعد اقتصار المشهد على قصف من بُعد للقوات الحكومية على أحياء تسيطر عليها المعارضة المسلحة.

وأكدت معلومات متقاطعة أنّ أكثر من 20 مقاتلاً قتلوا اليوم، الأحد، جرّاء كمين أعدّته القوات الحكومية استهدف مقاتلي المعارضة في حي جورة الشياح.

وتقول المعارضة السورية إن أحياء حمص القديمة، إضافة إلى أحياء جورة الشياح والقصور والقرابيص، تتعرّض إلى هجمات متفرقة ومحاولات اقتحام من قبل قوات الحكومة مدعومة بـ"جيش الدفاع الوطني" (الشبيحة) وعناصر من "حزب الله" اللبناني.

وفي منطقة غوطة دمشق، تعرضت مدينة دوما لقصف من قوات الحكومة بقذائف الهاون وراجمات الصواريخ، ما أسفر عن سقوط 6 قتلى وعدد من الجرحى، بحسب نشطاء.

كذلك تعرضت بلدتا المليحة وحمورية لقصف بالقنابل العنقودية وقع إثره عدد من الجرحى، في استمرار لهجمة بدأها جيش النظام منذ الأربعاء الماضي.

وعلى صعيد متصل، قال نشطاء إن كتائب المعارضة أسقطت طائرة استطلاع كانت تحلق فوق الغوطة الشرقية بالتزامن مع اشتباكات في محيط بلدة المليحة. كما تمكنت المعارضة المسلحة من قنص عدد من عناصر قوات الحكومة السورية.

ونقل نشطاء اعلاميون عن مقاتلين معارضين، أن قوات الحكومة فشلت على مدى الأيام الثلاثة الماضية في التقدم داخل المليحة في الغوطة الشرقية، إثر هجمات شرسة شنتها للسيطرة على البلدة. وأضافوا أن خسائر الحكومة في تلك المعارك بلغت أكثر من 100 قتيل.

في غضون ذلك، تعرّضت أحياء في دمشق لقصف بقذائف الهاون. وقالت وكالة الأنباء السورية "سانا"، إن شخصين قتلا، اليوم الأحد، جراء سقوط قذيفة هاون على دار الأوبرا القريبة من ساحة الأمويين، وسط دمشق.

وأشارت الوكالة إلى أن قذيفتين أخريين استهدفتا منطقة الغساني في العباسيين، ما أسفر عن إصابة ثلاثة مواطنين، وإلحاق أضرار مادية بتسع سيارات وأحد المنازل في المنطقة.

وعلى الجانب الغربي من العاصمة، لا تزال مدينتا قدسيا والهامة تواجهان حصاراً محكماً من قبل قوات النظام، وتمنع الأخيرة إدخال الطحين والمواد الغذائية إلى المدينتين، في ظل أوضاع إنسانية صعبة يعيشها الأهالي والنازحون.

وفي سياق معارك حلب، أفاد نشطاء ميدانيون بأن قوّات النظام السوري استهدفت 22 منطقة وحياً في محافظة حلب، بالقصف المدفعي والصاروخي والجوي. وتركز القصف على أحياء الصاخور، الموكامبو، مساكن هنانو، ضهرة عواد، وغيرها.

وفي ريف حلب، استهدف النظام بالقصف محيط مطار كويرس وبلدات خان العسل، وأورم الكبرى، دارة عزة، والمدينة الصناعية، فضلاً عن البلدات الواقعة على الطريق الدولي الذي يصل حلب بدمشق.

وفي جبهة الجولان، تعرضت قرى السكرية وخربة قرقس لقصف بالرشاشات من عيار 23 المتمركزة على تل الجابية، كما قصفت الدبابات المتمركزة على التل، الحي الجنوبي من قرية الناصرية. وشهدت قرية ‏الرفيد نزوحاً للكثير من العائلات نتيجة القصف الذي تعرضت له مساكن القرية طوال الليل من مرابض مدفعية الجيش السوري.

وفي مدينة درعا، تعرّض حيّ طريق السد لقصف عنيف بقذائف الهاون، صباح اليوم، الأحد، بالتزامن مع قصف بالبراميل المتفجرة نفذته طائرات النظام الحربية، ما أسفر عن مقتل طفل وسقوط عدد من الجرحى.

إلى ذلك، أعلنت "الشبكة السوريّة لحقوق الإنسان"، اليوم الأحد، قيام أجهزة استخبارات النظام السوري بتصفية نحو 176 شخصاً، عبر التعذيب في مقارّ الأجهزة الأمنية خلال شهر مارس/آذار الماضي. وقالت الشبكة الحقوقية إن 1722 مدنياً قتلوا في سوريا خلال الشهر نفسه، 24 في المئة بينهم من النساء والأطفال.