المعارضة تتّهم النظام السوري باستخدام القنابل العنقودية

المعارضة تتّهم النظام السوري باستخدام القنابل العنقودية

30 مارس 2014
القنابل "الخاملة" تبقى الأخطر على السكان (عمر رضوان الحمصي-Getty)
+ الخط -

اتهم نشطاء معارضون القوات السورية باستخدام القنابل العنقودية في بلدة كفرزيتا، التابعة لمدينة حماه (وسط سوريا).

ونشر النشطاء على موقع "فيسبوك،" صورة لصاروخ ضخم، قالوا إن "قوات النظام أطلقته منذ أسبوع على كفرزيتا، من مطار حماه العسكري (30 كيلومتراً جنوب البلدة) ولم ينفجر".

ويظهر الصاروخ الذي التقطت له الصورة من أعلى، وقد خلّف حفرة كبيرة في القرية، التي تلقّت أكثر من 400 برميل متفجّر وعشرات الصواريخ العنقودية والفراغية، بحسب النشطاء.

وفي ما يتعلق بالصورة المنشورة للصاروخ الذي لم ينفجر، أوضح الناشط أحمد كفرزيتي، لـ"العربي الجديد"، أن "الصاروخ الذي بلغ طوله 2.8 متر، مزوّد بحشوة عنقودية، حسب ما تبيَّن لكتيبة هندسية تابعة للمعارضة المسلحة بعد تفكيكه".

ووصفه بأنه "أطول وأعرض من صاروخ غراد"، مؤكداً أن "انفجاره يخلّف العديد من القنابل العنقودية الصغيرة، التي تبقى أعداد منها خاملة لفترة طويلة من الزمن، ثم تنفجر عند تحريكها، لذلك تُعدّ خطراً يهدّد الأطفال أكثر من غيرهم".

وعادةً ما تطلق الذخائر العنقودية من خلال المدفعية وأنظمة الصواريخ، أو تُرمى من الطائرات، لتنفجر في الجو، ناثرةً المئات من الذخائر الصغيرة أو القنابل الصغيرة، فوق مساحة تعادل مساحة ملعب كرة القدم.

وأوضح كفرزيتي أن "قوات النظام غالباً ما تلجأ إلى استخدام هذا النوع من الأسلحة المحرّمة دولياً، عندما تفقد الأمل في السيطرة على المنطقة المستهدفة".

وأشار الى أن "القنابل العنقودية تكفل للقوات الحكومية تحييد المنطقة لخطورة التحرّك ضمنها، ما يجعلها محرّمة على الطرفين لأن بعض هذه القنابل لا ينفجر عقب إطلاقه مباشرة".

وكشف تقرير حقوقي صدر أخيراً، أن أكثر من 1470 سورياً كانوا ضحايا استخدام النظام للقنابل العنقودية، على امتداد تسع محافظات سورية. وشمل التقرير عشرات المناطق الثائرة.

وأوضح أن "نسبة ضحايا القنابل العنقودية من المدنيين بلغت 97 في المئة، لأن معدّل استهدافهم أثناء استخدامها، يزيد على 70 في المئة، وأغلب الضحايا من الأطفال".

وأكد التقرير الصادر عن "الشبكة السورية لحقوق الإنسان" صعوبة إحصاء العدد الفعلي لضحايا استخدام هذا النوع من القنابل المحرمة دولياً بدقة. وأرجع ذلك إلى أن بعض حالات استخدامها، تنتشر على مساحة أكثر من 30 ألف متر مربع.

وأشار التقرير إلى أن "بقايا تلك القنابل، تستمرّ لعقودٍ من الزمن، وتحتاج إزالتها إلى فِرَق مختصة".

واستقى التقرير معلوماته من أسر الضحايا والشهود والإعلاميين والنشطاء. وأظهر أن عدد ضحايا كفرزيتا بلغ 120 مدنياً من أهالي البلدة، بينهم 58 طفلاً و14 امرأة و48 رجلاً، فيما اقتصر عدد الضحايا من المقاتلين على 3 أشخاص فقط.

بدوره، أوضح تقرير لمنظمة "هيومن رايتس ووتش" بعنوان: "هجمات مميتة جديدة بالذخائر العنقودية في كفرزيتا"، أنه كثيراً ما تخفق الذخائر الصغيرة في الانفجار عند الاصطدام المبدئي، مخلّفة قنابل غير منفجّرة تعمل عمل الألغام الأرضية.

ويشير التقرير إلى عثور فريق المنظمة على ذخيرة عنقودية صغيرة متشظية مضادة للأفراد طراز "9N235"، التي تحتوي على 395 شظية، يصل حجم بعضها إلى حجم رصاصات مسدسات الـ 9 ميليمتر.

المساهمون