داود أوغلو مودعاً 2014: لا مكان لـ"الدولة الموازية" بتركيا

داود أوغلو مودعاً 2014: لا مكان لـ"الدولة الموازية" بتركيا

31 ديسمبر 2014
تركيا تودع 2014 بتحالف واسع مع موسكو (كيهان أوزر/الأناضول)
+ الخط -

أكّد رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو، اليوم الاربعاء، أن "التنظيمات التي تأخذ شكل دول موازية لن تجد لها أرضية بعد اليوم في هذه البلاد".

ويشير بذلك داود أوغلو، إلى جماعة رجل الدين فتح الله غولن، التي وقفت وراء اعتقال مقربين من الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، نهاية العام 2012 حين كان رئيساً للحكومة، وهدفت تلك الاعتقالات إلى الإطاحة به والقضاء على مستقبله السياسي.

وأعرب داود أوغلو، خلال كلمة متلفزة له، اليوم الأربعاء، عن أمله في أن يخرج الشعب التركي في الانتخابات النيابية المقبلة "بنفس الشكل الذي تم في الانتخابات الماضية، ليؤكد مدى تمسكه بالديمقراطية ليحدد بها مصير الوطن، ومصيره هو أيضاً".

واعتبر داود أوغلو، "العام 2014 هو العام الذهبي للديمقراطية، إذ استطاع الشعب الرد على هذه المحاولات الانقلابية، في استحقاقين انتخابيين، أولهما الانتخابات المحلية التي شهدتها تركيا في مارس/آذار الماضي، ثم الانتخابات الرئاسية في أغسطس/آب التي اختار فيها رئيسه لأول مرة في تاريخ البلاد، وأوضح بذلك مدى ولائه وارتباطه بالعملية الديمقراطية كوسيلة للتعبير عن رأيه واختيار الجهة التي يريدها".

وحول سياسة بلاده الخارجية، لخص داود أوغلو أهم الخطوات التي تم اتخاذها على مستوى السياسة الخارجية ومن بينها تعزيز العلاقات مع روسيا، قائلا: "خلال زيارة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لأنقرة عقدنا مجلس التعاون الاستراتيجي المشترك الرفيع المستوى"، موضحا أن بوتين والرئيس التركي رجب طيب أردوغان عقدا لقاءات ومباحثات مطولة تناولا فيها العديد من القضايا الإقليمية والدولية وتأتي في مقدمتها الأزمتان العراقية والسورية.

ولفت إلى أن العلاقات التركية القطرية وصلت لمكانة متقدمة للغاية، مشيراً إلى أنه بحث مع الأمير القطري خلال زيارته الأخيرة سبل تعزيز التعاون الاقتصادي بين البلدين ليصل إلى مستويات أفضل مما هو عليه الآن.

وبخصوص الاتحاد الأوروبي أكد رئيس الحكومة التركية عزمهم المضي قدما في طريق المفاوضات، لافتاً إلى أن الزيارات المتوالية للمسؤولين الأوروبيين لتركيا "تشير إلى أن أنقرة جزء لا يتجزأ من القارة الأوروبية، فتاريخ أوروبا لا يمكن كتابته بدون قراءة تاريخنا، ووثائقنا الموجودة في دور المحفوظات".

وأضاف أنه "من يريدون جعلنا خارج أوروبا أقول لهم ولغيرهم تركيا جزء من أوروبا ومن تاريخها ومن بنائها الاجتماعي، ومن اتحادها الجمركي الاقتصادي، ونحن مواصلون طريق الانضمام بكل عزم، لكن ليعلم الجميع أن النظام السياسي الذي يحكم تركيا لديه قوة تمكنه من تحديد خياراته بعد ذلك، وحينما نقوم بهذه الخيارات لا نتلقى التعليمات من أحد".

أما عن دور تركيا في محيطها، فقد أكد داود أوغلو رغبة تركيا في بعث السلام، قائلاً: "حينما نتخيل شرقا أوسط جديداً، ومنطقة بلقان جديدة، يكون هدفنا تحقيق ذلك من خلال منظور يتسم بالاستقرار والسلام"، موضحا أن تركيا قادرة على ذلك لما تتمتع به من مكانة سياسية واقتصادية كبيرة "فنحن نترأس في الوقت الراهن مجموعة العشرين الاقتصادية".

وبخصوص مسيرة السلام قال داود أوغلو، إنه "نحن نرى مسيرة السلام كمشروع من شأنه جمع صف المجتمع التركي، وتعزيز وحدته ضد كافة المخاطر والمؤامرات التي تحاك ضد الجميع"، مؤكداً أنهم خلال محادثات مسيرة السلام لم يقدموا أي تنازلات على الإطلاق، بحسب قوله.

وتأتي هذه الكلمة بعد البيان الذي أصدره مجلس الأمن القومي إثر أخر اجتماعاته هذا العام، أمس الثلاثاء، بقيادة أردوغان.

وأوضح البيان أن "الاجتماع بحث الخطر والتهديد الكبيرين اللذين تشكلهما الاشتبكات الجارية في سورية بين النظام والمعارضة، على استقرار وأمن بلدنا بل والمنطقة بأسرها، فضلا عن وضع المعارضة المعتدلة، والمساعدات الإنسانية الموجهة للنازحين، تم تناول كل هذه الأمور في إطار التطورات الجارية على الساحة الدولية".

وقيم الاجتماع الجهود التي تبذلها تركيا، ودورها في مواجهة تنظيم "داعش" في العراق وسورية، والعلاقات الثنائية مع جمهورية العراق. 

وأضاف أنه "كانت الهجمات الغاشمة التي ارتكبتها القوات الإسرائيلية ضد الأماكن الإسلامية المقدسة في فلسطين، من بين الموضوعات التي تناولها الاجتماع، وندد بانتهاك حقوق الشعب الفلسطيني، وأعرب عن ترحيبه بالتطورات الجارية على الساحة الدولية بخصوص الاعتراف بدولة فلسطين".

المساهمون