سورية: "موسكو 1" يخلف "جنيف 2"

سورية: "موسكو 1" يخلف "جنيف 2"

03 ديسمبر 2014
الخطيب: لم توجّه لي حتى الآن أية دعوة
+ الخط -
كشف مصدر دبلوماسي روسي لـ"العربي الجديد"، أن موسكو تحضّر لعقد لقاء لبعض القوى السورية المعارِضة في العاصمة الروسية، يستمر خمسة أيام، بين 17 و21 ديسمبر/كانون الأول الجاري، ويقتصر في أيامه الثلاثة الأولى على بعض قوى المعارضة السورية، على أن ينضم إليها وفد رسمي من النظام السوري يومي 20 و21.

وأفاد المصدر بأن وزير الخارجية السوري، وليد المعلم، أُبلِغ بالأمر أثناء زيارته الأخيرة لروسيا، إلا أنه لم يكن راضياً عن الفكرة. في المقابل، أكد مصدر مقرب من وزارة الخارجية الروسية العمل على عقد مؤتمر للتسوية السلمية في موسكو، مستبعداً أن تكون المواعيد قد أُقرت بصورة نهائية، نظراً لاستمرار المشاورات مع الأطراف المعنية.

وبينما تؤكد أوساط مطلعة في العاصمة الروسية أن موسكو بصدد دعوة جميع أطراف ما يسمى بـ"المعارضة الداخلية"، فقد أكد مصدر في "هيئة التنسيق" لـ"العربي الجديد"، أن الهيئة حتى الآن لم تتلقَّ دعوة رسمية لحضور مؤتمر موسكو الذي يتم الحديث عنه، واستبعدت أن يتم عقد المؤتمر قبل الشهر الأول من العام المقبل، نظراً لعدم استكمال المشاورات بين قوى المعارضة الداخلية.

ويجري الحديث عن وجود خلاف في وجهات النظر حول القاعدة التي سينطلق منها المؤتمر، أكان بيان "جنيف1"، أم الواقع الذي آلت إليه الأحداث وتجاوزت فيه التعقيدات أرضية جنيف، خصوصاً مع ظهور تنظيم "الدولة الإسلامية" واحتلاله مساحة واسعة من الأراضي السورية. لكن أوساطا روسية تشير إلى أن هذا الخلاف قد تمّ تذليله بالفعل، وأن موسكو، التي كانت تصرّ فيما سبق على بيان "جنيف1"، كأساس للسير في العملية السلمية، لم تعد مصرّة على ذلك، خاصة بعد فشل النظر في إمكانية تطبيقه في "جنيف2"، وهذا ما يتيح فرصة لانضمام قوى أخرى إلى المؤتمر.

وقد علمت "العربي الجديد" أن القوى التي تعد العدة للمشاركة في مؤتمر موسكو المرتقب، تضم "هيئة التنسيق لقوى التغيير الديمقرطي" و"تيار بناء الدولة" و"جبهة التغيير والتحرير" و"المنبر الديمقراطي" و"التيار الديمقراطي" وشخصيات منشقة عن "ائتلاف قوى الثورة والمعارضة" والإدارة المدنية الذاتية في المناطق الكردية وتضم 21 حزباً، وقوى وشخصيات أخرى، وأن المشاورات جارية بين هذه الشخصيات والقوى للنظر في إمكانية تشكيل وفد موحّد يفاوض النظام، أو الاتفاق على نقاط للتفاوض في الحد الأدنى.

وفضّل الرئيس السابق للائتلاف السوري، الشيخ أحمد معاذ الخطيب، في اتصال مع "العربي الجديد"، عدم نفي أو تأكيد هذه المعلومات والتواريخ، خصوصاً أنه يتم التداول باسمه من ضمن الشخصيات المرشحة للمشاركة في مؤتمر "موسكو1". وقال الخطيب إنّ أحداً لم يوجه له، حتى الساعة، دعوة للمشاركة في المؤتمر المذكور. بدوره، أشار نائب رئيس الحكومة السورية المقيم في موسكو، قدري جميل، في حديث لـ"العربي الجديد"، إلى أنه يعمل بالفعل على "لمّ شمل المعارضة للتحضير لتسوية سياسية، ونطمح لأن ينضج أمر إيجابي".

في المقابل، أكدت نائب رئيس "تيار بناء الدولة"، منى غانم، لـ"العربي الجديد"، أن التيار لم يتلقَّ أية دعوة لحضور مؤتمر روسيا، ولفتت إلى أن التيار "سيرحّب بأية مبادرة روسية مبنية على آلية لمواجهة المخاطر التي تهدد البلد". وعن رأي التيار في بقاء الرئيس بشار الأسد كجزء من الحل السياسي، أجابت غانم: نحن نعتقد أنه لا بد من فترة انتقالية يتواجد فيها الأسد حتى يتم إعداد البلاد لانتخابات رئاسية وبرلمانية، وتهيئتها أمنياً وسياسياً للاحتكام إلى وسائل ديمقراطية.

المساهمون