سجى الدليمي: زوجة الخليفة المحررة من سجون دمشق؟

سجى الدليمي: زوجة الخليفة المحررة من سجون دمشق؟

24 أكتوبر 2014
روى إبراهيم حادثة الدليمي (العربي الجديد)
+ الخط -

من يذكر سجى الدليمي؟ السجينة العراقية التي كادت صفقة راهبات معلولا أن تتعطل بسببها. ففي العاشر من مارس/آذار من هذا العام، عقدت الحكومة السورية صفقة تبادل مع "جبهة النصرة"، عبر الوسيط اللبناني (مدير عام الأمن العام اللواء عباس إبراهيم) والوسيط القطري (مدير الاستخبارات القطرية أو رئيس جهاز أمن الدولة كما تقول مجلة الامن العام) غانم الكبيسي، لتحرير راهبات معلولا مقابل إطلاق سراح سجينات لدى النظام السوري.

وبعد أشهر على إطلاق سراحها، أي في شهر يونيو/حزيران يُعلن أبو معن السوري، القيادي في "جبهة النصرة"، أن "الجبهة أطلقت سراح زوجة أبي بكر البغدادي، زعيم تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) خلال صفقة التبادل هذه".

وبعدها بساعات كرر حساب على موقع "تويتر" باسم أبو مالك الشامي، أمير "جبهة النصرة" في القلمون، يُعلن فيه أن "الجبهة قد حررت زوجة البغدادي. كما أن أبو عزام الكويتي (نائب أمير جبهة النصرة في القلمون حينها، والذي قتل لاحقاً في معارك يبرود) غرّد عبر حسابه على "تويتر" في الأيام القليلة التي تلت الصفقة، متوجهاً لمقاتلي "داعش": "لو كنت تعلم يا أخي #بالدولة (داعش) من خرج بهذه المفاوضات لبكيت قليلاً من الفرح وضحكت كثيراً. سامحكم الله". وبدا الأمر كأن "النصرة" تُريد إحراج "داعش" في ظل احتدام الصراع الدموي بين الطرفين.

ويروي مدير عام الأمن العام اللبناني، قصة طلب إطلاق سراح سجى الدليمي في مجلة الأمن العام في أبريل/نيسان من العام الحالي. ويقول إبراهيم إن "أبو مالك (أمير جبهة النصرة في القلمون) طلب في 19 فبراير/شباط الماضي، من الوسيط القطري إطلاق سراح 12 موقوفاً لدى النظام السوري، ترد أسماؤهم للمرة الأولى. وكان يُفترض حينها أن تجري عملية التبادل في 23 فبراير/ شباط، لكن هذا الطلب أجّلها. وقد ألحّ مفاوضو النصرة على أربعة أسماء من أصل لائحة الـ12. ومن بين هذه الأسماء سجى حميد إبراهيم خلف".

يُضيف إبراهيم، أن "الجانب السوري اكتشف في 9 مارس/آذار الماضي، أن سجى خلف، هي في الواقع سجى الدليمي، وهي موقوفة في أحد السجون، فيما أودع طفلاها جمعية خيرية. وهي ذات مكانة عالية لدى جبهة النصرة وتحظى عائلتها باهتمام الجبهة، نظراً إلى انضوائها في هذا التنظيم التكفيري: والدها من أبرز قياديي تنظيم القاعدة، وإحدى شقيقاتها قتلت أثناء تنفيذها هجوماً إرهابياً، وشقيقة ثانية حاولت تفجير نفسها بحزام ناسف إلا أنه لم ينفجر"، بحسب ما يروي إبراهيم.

وهذا ما دفع مدير عام الامن العام اللبناني إلى الاعتقاد بأن "جبهة النصرة" تريد استعادتها من السجن في دمشق بأي ثمن، "وهي لا توحي بأنها مقاتلة". ويقول إبراهيم إنها في منتصف العقد الثاني من العمر. ووافقت السلطات الأمنية السورية في حينه على إطلاق أربعة أشخاص من آل الدليمي، أي سجى وطفليها وشقيقتها الصغرى وتعهّد إبراهيم بنقلها من دمشق إلى نقطة جديدة يابوس بين لبنان وسورية، بموكبه الخاص.

وعند وصول الموكب طلب إبراهيم إحضار الدليمي، ويصفها كالتالي: "كانت محجبة وأخفت وراء حجابها جمالاً آسراً". عرّف إبراهيم عن نفسه بعدما سألته سجى من يكون، وعندما عرفت "أدت التحية العسكرية فوراً". ويُشير إبراهيم إلى أنه أبلغها أن زوجها يُريدها فأجابت: "زوجي ميت منذ سنوات". وهذا ما يطرح علامات استفهام كثيرة حول حقيقة ما تداوله مقاتلو "النصرة" و"داعش"؛ أو فإن الدليمي كانت تكذب.

ويلفت إبراهيم إلى أن "تسليم الدليمي كاد يُفجر المفاوضات، خصوصاً أن أبو عزام الكويتي اشترط الافراج عنها وطفليها قبل الإفراج عن الراهبات". وفي ظل المفاوضات، يقول إبراهيم إن "خلافاً نشب بين أبو عزام وشقيق سجى الدليمي بسبب تراجع أبو عزام عن شرطه هذا". وهذا ما يُشير إلى أن شقيقها مقاتل في "النصرة" وليس في "داعش"، ما يُضعف أيضاً نظرية أنها زوجة البغدادي.

الأكيد أن لسجى الدليمي موقعاً خاصاً، في صفوف تنظيم "القاعدة" ومتفرعاته، المتفقة معه (النصرة) أو المختلفة معه (داعش). مقاتلو "النصرة" وقياداتها يؤكدون عبر مواقع التواصل الاجتماعي أنهم حرروا زوجة البغدادي، وهو ما استخدموه لفترة في صراعهم مع "داعش" رغم إعلان أبو مالك أن تحريرها كان واجباً "وليس أمراً لنتباهى به".

وقد تناقلت حسابات كثيرة على "تويتر" لمناصري "النصرة" و"داعش" هذا الأمر من دون القدرة على التأكّد منه من طرف مستقل، ولكن لم يصدر أي نفي رسمي عن "داعش" لهذا الأمر؛ كما أكدت حسابات عدد من مقاتلي "داعش" ومناصريه هذا الأمر ووضعه أحد هؤلاء في إطار "رد جميل أبو محمد الجولاني (أمير جبهة النصرة) لأبو بكر لمساعدته في تأسيس الجبهة".