لبنانيون في عين العرب... "داعش" و"بيشمركة"

لبنانيون في عين العرب... "داعش" و"بيشمركة"

16 أكتوبر 2014
أكراد لبنان يتوجهون إلى أربيل لمواجهة "داعش" (حسين بيضون)
+ الخط -

تجاوزت امتدادات المعارك بين الأكراد في سورية والعراق حدود تلك الدول. وصلت أصداء القذائف إلى الحدود التركية، وسمعها أكراد تركيا. حاولوا التفاعل، فكان السور التركي الواقي الذي منع المقاتلين الأكراد من دخول سورية والمشاركة في القتال. أما في لبنان، فقد دخل اللبنانيون المواجهة من أوسع أبوابها. يقيم في لبنان أكثر من مئة وعشرين ألف كردي، بحسب إحصاءات غير رسمية. كما يتواجد فيه أنصار لتنظيم الدولة الإسلامية (داعش)، الذي نعى في الأشهر السابقة عدداً من اللبنانيين الذين سقطوا في عمليات له في العراق، أو نفذوا عمليات انتحارية.

وتفيد مصادر إسلامية لـ"العربي الجديد"، بوجود عدد من اللبنانيين "الذين يقاتلون في صفوف تنظيم "داعش" في معركة عين العرب في سورية". وينقل المصدر عن هؤلاء "تشديد أبو بكر البغدادي على استكمال السيطرة على المدينة في أقرب وقت ممكن لأهميتها الاستراتيجية"، إذ يسعى الأخير، وفق المصدر ذاته، لمسك الحدود مع تركيا، وخصوصاً في المناطق ذات الغالبية الكردية، وهو ما تشير إليه حدّة المعارك، ووصول مقاتلي "داعش" إلى الأحياء القريبة من وسط المدينة.

في المقابل، يراقب رئيس "حزب الولاء" محمد عميرات (أكبر حزب كردي في لبنان) من مكتبه في العاصمة اللبنانية، بقلق ارتفاع علم "داعش" في المناطق الكردية. يشير عميرات، في حديث مع "العربي الجديد"، إلى مغادرة "عشرات الشبان الأكراد من لبنان إلى كردستان للانضمام إلى قوات البيشمركة". وعلى الرغم من نفيه حاجة قوات البيشمركة للعديد، لكنّه يعزو مغادرتهم إلى "الغيرة على أرض الأكراد". يلفت عميرات إلى أن تواصل الأكراد في لبنان مع أقربائهم في سورية، "كوّن لديهم صورة واضحة عن الأحداث هناك، فـ"داعش" المزود بالسلاح الثقيل يشنّ هجمات عنيفة على مناطق الأكراد بهدف احتلالها، وهو ما تواجهه قوات حماية الشعب الكردية التي ينقصها الدعم العسكري".

يؤكد عميرات أن "مغادرة الشباب الأكراد للقتال يحصل بمبادرات فردية، وهم مستمرون في القتال حتى تأمين حماية المناطق الكردية". ويضع معارك الأكراد في العراق وفي عين العرب في إطار "الدفاع عن النفس في المناطق الكردية"، لافتاً إلى أنّ "أغلب المقاتلين يتجهون عبر مطار بيروت إلى مطار أربيل للانضمام إلى البيشمركة"، أما "الطريق إلى كوباني، فمقطوعة بسبب عدم سماح الأتراك للمقاتلين الأكراد بالانتقال إليها عبر أراضيها"، على حد تعبيره.

بلدة الأسماء الثلاثة

لا يخفي عميرات تعاطف الأكراد اللبنانيين مع بني جلدتهم في سورية، وخصوصاً في عين العرب. أكبر المناطق التي تسكنها غالبية كردية في سورية، والتي يطلق عليها الاكراد "كردستان الغربية" إلى ثلاث مناطق: القامشلو، وعين العرب وعفرين، التي يحاصرها مقاتلو "داعش" من خلال سيطرتهم على الرقة وتل أبيض وجرابلس منذ عام ونصف العام. واليوم يستفيد مقاتلو التنظيم من الأسلحة الثقيلة التي استولوا عليها من مطار الطبقة ومقر الفرقة 17 في الرقة ومن الجيش العراقي، ليفرضوا حصاراً بالحديد والنار على المناطق الخاضعة لسيطرة قوات حماية الشعب الكردية. وتحاول الأخيرة التصدّي لهجوم مقاتلي "داعش" على مدينة عين العرب، الممتدة على مساحة 3 آلاف كليومتر مربع، وكان يسكنها 200 ألف مواطن كردي وعربي سوري (بحسب إحصاءات العام 2004).

يفيد الناشط الكردي مروان الشيخ حسن، المقيم في لبنان، والمتحدر من عين العرب، بـ"تحوّل أهالي كوباني والقرى المحيطة إلى لاجئين في ظلّ ظروف إنسانيّة صعبة". ويسعى الناشطون الأكراد في لبنان، وفق الشيخ حسن، إلى لفت الأنظار إلى قضيتهم، من خلال التوجّه للمقرات الرسمية كمفوضية حقوق الإنسان، و"الإسكوا" وسفارة الاتحاد الأوروبي في بيروت، لكنّ الظروف السياسية والأمنية في لبنان لا تساعدهم كثيراً، على حد قوله، وإن كان يثني على "أهمية الحريّة الإعلاميّة الموجودة في بيروت والتي تساهم في إيصال صوتنا إلى العالم".

المرأة الكردية المقاتلة

يخشى النشطاء الأكراد في لبنان تحوّل معركة "داعش" ضدهم إلى "حرب إبادة". يتباهون بمشاركة المرأة الكردية في القتال، وبالصورة التي نقلتها وسائل الإعلام من عين العرب. يذكّر الشيخ حسن بمشاركة المرأة الكردية في الحروب المختلفة في جبال كردستان العراق، ويتحدث عن "تجنّب النساء الكرديات في سورية لمصير النساء الأيزيديات اللاتي باعهن عناصر داعش كالعبيد".

وفي الإطار ذاته، يشير عميرات بفخر إلى "الطلقة الأخيرة التي تحتفط بها المقاتلة الكردية في جيبها حتى لا تقع في الأسر". ويتداول الشبان الأكراد في لبنان صورة عبر وسائل التواصل الاجتماعي لامرأة يعتقد أنها كردية، تعرضت للذبح على أيدي عناصر "داعش".

المساهمون