رموز من 14 آذار لـ"الجديد": الحريري "باع" نفسه

رموز من 14 آذار لـ"الجديد": الحريري "باع" نفسه

31 يناير 2014
+ الخط -
يتناقل السياسيّون في لبنان الكثير من العروض في ما يخص تشكيل الحكومة العتيدة. النقاشات التي تدور في الكواليس باتت عقيمة. عقدة المداورة في الحقائب لا تزال في مكانها، وكذلك مواقف معظم الكتل النيابية. لكن جديد ملف تأليف الحكومة، الأزمة التي حملها معه إلى داخل قوى 14 آذار. فكما درجت العادة، ومع كل استحقاق سياسي جدّي، تطوف في بحر قوى 14 آذار تباينات بين قياداتها وأبرز مكوّناتها. خلافات تسارع هذه القوى إلى وضعها في إطار تعددية الآراء داخل الصف الواحد، فتنعكس محاضرات عن الديموقراطية في التحالفات، وتنظيراً إعلامياً عن التلوينات السياسية والمبادئ العامة للانتفاضة التي قامت عام 2005 بوجه النظام السوري وجيشه وحلفائه في لبنان.

لكن ما يحصل اليوم داخل هذه القوى تعدّى بأشواط مبدأ الاختلاف في الرأي والقرار، ولم يعد الأمر محصوراً في رفض رئيس حزب القوات اللبنانية، سمير جعجع، مشاركة حزب الله في حكومة واحدة، فالأمر بات أكبر من صراع تيارات على توزيع حقائب أو عدد الوزراء. ممارسة رئيس تيار المستقبل، سعد الحريري، باتت تقلق حلفاءه على أكثر من صعيد، وفي أكثر من ملف. جديد هذه الممارسات ما سُرّب قبل ايام عن لقاءٍ عُقد بين الحريري وخصمه رئيس تكتل التغيير والإصلاح، ميشال عون، في روما. "لقاء قمة" جرى خارج البلاد وبعيداً عن الإعلام وخارج التوقعات، جاء ليرسم علامات استفهام كبيرة على طاولة النقاش في 14 آذار. فالحريري لم يبلّغ حلفاءه نيّته لقاء عون، كما لم يضعهم في صورة هذا اللقاء ولا خلاصاته.

فريق الحريري السياسي في بيروت لا يزال ينكر حصول اللقاء، ويعجز أركانه عن الردّ لدى مطالبتهم بـ"نفي حصوله علناً". من السعودية إلى باريس ومنها إلى روما، انتقل الحريري وهو يحافظ على اتصالاته بالحلفاء في معراب وبكفيا ومقرّ الأمانة العامة لقوى 14آذار. عاد من روما وكأنّ شيئاً لم يكن، ليعلم حلفاؤه باللقاء عن طريق تسريبة جاءت وكأنها إعلان في صحيفة.

من بين فريق 14 آذار، شخصيات "قواتية" وأخرى مستقلّة لا تزال غير مقتنعة بدقة الخبر. سأل هؤلاء جعجع ولم تصدر أي إجابة عنه. معراب لم تُبلّغ بأي حركة من هذا النوع، وفوجئت كما حال "صغار" شخصيات هذا الفريق. إلا مَ يرمي سعد الحريري في فعلته هذه؟ الشكل الذي نشر فيه الخبر ترك لدى "القواتيين" تفسيراً أولياً يقول إنّ "عون مستعد لفعل اي شيء للوصول إلى رئاسة الجمهورية، لا أكثر ولا أقلّ". أما الحريري، فقد "زلّت قدمه مجدداً". وهذا التفسير البريء، في حال كان صحيحاً، يحمل في طيّاته الكثير من القلق الذي يجب ان يساور مسيحيي 14 آذار، وتحديداً جعجع ورئيس حزب الكتائب أمين الجميّل وكل الطامحين إلى الرئاسة الأولى. فهذا يعني أنّ الحريري مستعد لمناقشة عون بموقع رئاسة الجمهورية، وبالتالي مستعد للتخلّي عن حلفائه المسيحيين في حال اقتضى الأمر. "القواتيون" ينتظرون تفسير الحريري لإدراك حجم "الهفوة" التي قام بها، وصمته حتى الساعة يعني أنه محرج. قد يكون سعد الحريري يبحث عن مخرج يواجه به الحلفاء الذين خرج بعضهم للقول إنّ "الحريري باع نفسه، ولم يبع حلفاءه". أي أنّ رئيس الحكومة السابق لم يتخلّ عن فريقه، بل عن مبادئه وأفكاره.

من المقرّر أن يزور معراب وفد من نواب المستقبل قبل نهاية الأسبوع، ويحمل لجعجع ملابسات قمة روما ونتائجها، على أن يليها، وفق مصادر معراب، اتصال مباشر بين والحريري وجعجع. اتصال "قد يكون باللهجة الصارمة والفجة والصريحة نفسها التي سبق أن حدّث بها جعجع الحريري لدى إعلان الأخير قبوله بمشاركة حزب الله في الحكومة الوفاقية"، بحسب مصادر "الجديد".