20 قتيلاً باستهدافين لقوات الدعم السريع لمستشفى في الفاشر

08 أكتوبر 2025   |  آخر تحديث: 19:39 (توقيت القدس)
آليات للجيش السوداني شرقي البلاد، أغسطس 2025 (فرانس برس)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- شهدت مدينة الفاشر تصعيدًا عسكريًا خطيرًا، حيث استهدفت قوات الدعم السريع مستشفى المدينة مرتين، مما أدى إلى مقتل 20 مدنيًا وإصابة 24 آخرين، وسط حصار مستمر منذ مايو 2024.
- أعلن الجيش السوداني عن تقدم ميداني في الفاشر، حيث سيطر على مواقع دفاعية لقوات الدعم السريع، ونفذ إنزالًا جويًا لإمداد قواته، مما أدى إلى احتدام المعارك ومعاناة المدنيين.
- تتواصل المعارك في ولايات السودان، حيث وسع الجيش سيطرته لتشمل الخرطوم والنيل الأبيض وشمال كردفان، وتصدت الفرقة السادسة لهجوم من قوات الدعم السريع في الفاشر.

قُتل 12 مدنياً، اليوم الأربعاء، في قصف جديد استهدفت فيه قوات الدعم السريع مستشفى مدينة الفاشر المحاصرة في إقليم دارفور غربي السودان، بحسب ما أعلن مصدران طبيان لوكالة فرانس برس. وقال المصدران إن "الدعم السريع قصف بالمدفعية مستشفى الفاشر، وتسبب في مقتل 12، بينهم طبيبة وممرض، وإصابة 17 آخرين كما حدثت أضرار كبيرة بمباني المستشفى".

وهذا الهجوم هو الثاني على المستشفى في أقل من 24 ساعة. وكان مصدر أكد لوكالة فرانس برس مقتل 8 أشخاص على الأقل الثلاثاء، بقصف "الدعم السريع" للمستشفى. وقال المصدر: "أصيب قسم النساء والتوليد في مستشفى الفاشر بقصف مسيّرة أطلقها الدعم السريع، وأدى ذلك لسقوط ثمانية قتلى وسبعة أصيبوا" بجروح، مشيراً إلى أن الضربة أدت إلى "تضرر المباني والمعدات".

إلى ذلك، أعلن الجيش السوداني، الثلاثاء، سيطرته على مواقع دفاعية متقدمة تابعة لقوات الدعم السريع في مدينة الفاشر. وقال الجيش في بيان إن قواته "نفذت عمليات خاصة اليوم تمكنت خلالها من تطهير بعض المواقع الدفاعية المتقدمة" من قوات الدعم السريع بالفاشر، بعد أن "كبدتها خسائر في العتاد والأرواح". وأضاف أن قواته "استلمت مركبات قتالية بكامل عتادها (لم يحدد عددها)، ودمرت 6 مركبات أخرى بينها مصفحات". وأشار الجيش إلى أن "المليشيا (قوات الدعم السريع) شنت هجوماً على المحور الجنوبي لمدينة الفاشر"، لكن قواته "تصدت لها وكبدتها خسائر كبيرة".

ولم يصدر عن قوات الدعم السريع تعليق في هذا الشأن. وفجر الثلاثاء، تمكن الجيش من تنفيذ إنزال جوي جديد لإمداد قواته بالأسلحة والمؤن، وهو الإنزال الثاني من نوعه خلال عشرة أيام. واحتدمت المعارك بين الجانبين بعد حصول القوات داخل الفاشر على أسلحة جديدة، ووصلت الاشتباكات إلى داخل أحياء المدينة، ما تسبب في سقوط قتلى وجرحى وسط المدنيين، الذين يعانون من أوضاع إنسانية سيئة، وفي الوقت نفسه أعلنت الأمم المتحدة أنها تواصل الضغط من أجل زيادة الوجود الأممي على الأرض في ولاية شمال دارفور وجميع المناطق المحتاجة.

وتصر "الدعم السريع" على إسقاط مدينة الفاشر بعد إحكام سيطرتها منذ الأشهر الأولى للحرب، التي اندلعت في 15 إبريل/ نيسان 2023 على الولايات الأربع الأخرى من مجموع خمس في إقليم دارفور، وتواصل شنّ الهجمات البرية وبالمدفعية وعبر الطائرات المسيّرة على الفاشر بصورة شبه يومية. وتفرض هذه القوات حصاراً على الفاشر منذ 10 مايو/ أيار 2024، فيما يسعى الجيش السوداني منذ ذلك التاريخ لاستعادة السيطرة على المدينة التي تُعد مركز العمليات الإنسانية لولايات دارفور الخمس. وتتميز الفاشر بأهمية استراتيجية قصوى، حيث يمكن أن تمثل استعادتها بداية هزيمة شاملة لقوات الدعم السريع التي فقدت عدداً كبيراً من أوراق قوتها، بعد فقدانها السيطرة على الخرطوم، في أغسطس/ آب الماضي.

وفي الآونة الأخيرة، تقلصت مساحات سيطرة قوات الدعم السريع بشكل متسارع في مختلف ولايات السودان لصالح الجيش، الذي وسّع نطاق انتصاراته، لتشمل الخرطوم وولايتي النيل الأبيض وشمال كردفان (جنوب). ودارت، الاثنين، معارك ضارية بين الجيش والقوات المساندة له مع "الدعم السريع" في الفاشر. وقالت الفرقة السادسة مشاة التابعة للجيش في المدينة، في بيان، إنها تمكنت من صدّ هجوم شنّته "الدعم" من ثلاثة اتجاهات عبر المشاة والمركبات القتالية المصفحة.

وذكرت أنها ألحقت بالمهاجمين خسائر فادحة في الأرواح والعتاد، لافتة إلى أن "الدعم" أطلقت سرباً من الطائرات المسيّرة الانتحارية والقتالية على مدينة الفاشر، مستهدفة الأحياء السكنية والارتكازات العسكرية، إلا أنها لم تحقق أي هدف. وأشارت إلى أن المليشيا زعمت عبر وسائل التواصل الاجتماعي أنها تمكنت من السيطرة على بعض المواقع العسكرية وقتل قادة من الفرقة السادسة، في محاولة بائسة، حسب وصفها، للتغطية على هزائمها الثقيلة "التي جعلت الدخان يتصاعد من كل محاور المدينة، وجثث قتلاهم تملأ أرض المعركة".

(فرانس برس، الأناضول، العربي الجديد)

المساهمون