قمة الدوحة... تجاوز الأزمة السياسية الخليجية محل إجماع

قمة الدوحة... تجاوز الأزمة السياسية الخليجية محل إجماع

09 ديسمبر 2014
قمة الدوحة هي الأولى بعد اتفاق الرياض التكميلي(فرانس برس)
+ الخط -

حضرت الأزمة السياسية، التي خيمت على دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية طيلة الأشهر الثمانية الماضية، وانتهت باتفاق الرياض التكميلي، الذي أعاد المياه إلى مجاريها بين دول الخليج العربية، في كلمة أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، التي ألقاها في افتتاح القمة الخليجية مساء الثلاثاء في الدوحة.

وأكد الشيخ تميم، أن "الاتحاد الخليجي الذي تضمنته مبادرة العاهل السعودي، الملك عبد الله بن عبد العزيز سيظل هدفاً سامياً، ويتطلب تحويله إلى واقع، عبر التحرك بخطوات تدريجية واثقة قائمة على تكامل المصالح الاقتصادية والعلاقات الاجتماعية والثقافية بين شعوب الخليج العربي، وتؤدي في النهاية إلى تحقيق الأهداف والمصالحة المشتركة".  

ولفت أمير قطر إلى ضرورة أن "تعلّمنا التجاربُ الأخيرة ألا نسرع في تحويل الخلاف في الاجتهادات السياسية وفي تقدير الموقف السياسي، والتي قد تنشأ حتى بين القادة، إلى خلافات تمس قطاعات اجتماعية واقتصادية وإعلامية وغيرها". وقال في هذا الصدد إنه "إذا لم تستمر آليات التعاون والتعاضد ومؤسساتهما بالعمل في مراحل الاختلاف بالرأي فهذا يعني أننا لم ننجح في إرساء أسس متينة لهذه المنظمة بعد".

وأضاف أنه "إذا لم تكن علاقات شعوبنا الأخوية مفروغاً منها حتى في مراحل الأزمات، فهذا يعني أن يبقى مجلس التعاون جسماً فوقياً".

  وشدد على أن "ثمة بديهيات في علاقات دول مجلس التعاون وشعوبه يجب ألا تكون موضع تساؤل في أي وقت". وقال إن "وحدها الممارسة التي تضع المشترك فوق المختلف عليه، وترفع التعاون فوق الخلاف، وهي التي تحوّل مجلس التعاون الخليجي إلى كيان حقيقي، وتبني مضموناً لمقولة إن المجلس هو المنظمة العربية الفاعلة على الساحة الإقليمية والدولية".

 وأضاف أمير قطر، أنه "لا يجوز لنا أن ننشغل بخلافات جانبية حول التفاصيل. لقد آن الأوان أن يحدّد مجلس التعاون دوره وموقعه في الخارطة السياسية للإقليم بناء على مكانة دولِه الاستراتيجية ومقدراتها ومصالحها المشتركة. فالدول الكبرى لا تنتظر، ولا تصغي للمناشدات الأخلاقية. وهي كما يبدو تتعامل بلغة المصالح فقط، ومع من يثبت قوته على الأرض في الإقليم".

 الخلاف الخليجي - الخليجي كان حاضراً أيضاً في كلمة أمير الكويت الشيخ صباح الجابر الصباح، التي ألقاها في افتتاح القمة، واعتبر فيها، أن القلق "المشروع" والتخوف "المبرر" على مسيرة مجلس التعاون  الذي انعكس على مسيرة  العمل المشترك وادخلته  في حسابات كادت تعصف به، دفع الى العمل بكل الجد والاجتهاد للحفاظ على هذه المسيرة في ظل ظروف إقليمية بالغة الدقة.  

وقال أمير الكويت، إن "الاختلاف في وجهات النظر وتباينها أمر طبيعي ومطلوب ولا يدعو الى الجزع شريطة أن لا يصل إلى مرحلة الخلاف والتشاحن والقطيعة، التي ستقود بلا شك إلى إضعافنا وتراجع قدراتنا في الحفاظ على ما تحقق لنا من إنجازات".

 ودعا أمير الكويت، إلى العمل على خلق أساس صَلب يمهد للدخول إلى مرحلة الاتحاد ، أَساساً يُجسد تَجاوز الخلافات ويُحصِن  التجربة  ولفت إلى ضرورة تَشكيلِ لجنة رفيعة المستوى تَضم خبراء إختصاصيين ومن ذوي الخبـرة، تتولى إستكمالَ دراسة موضوع الإتحاد من مختلف جوانبه بكل تأني وروية، وترفع مرئياتها ومقترحاتها بالصيغة المُثلى للاتحاد إلى المجلس الوزاري ومن ثم ترفع للمجلس الأعلى".