"واشنطن بوست": ترامب يبدو ضعيفاً وجباناً لصفع بن سلمان

"واشنطن بوست": ترامب يبدو ضعيفاً وجباناً لصفع بن سلمان

06 ابريل 2019
بن سلمان "يجعل رئيس الولايات المتحدة يبدو جباناً"(دانييل جايو/Getty)
+ الخط -
واصلت صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية، انتقادها موقف الرئيس دونالد ترامب، تجاه ممارسات ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، لا سيما بعد حملة الاعتقالات الجديدة التي طاولت 12 سعودياً، اثنان منهم يحملان الجنسية الأميركية، واصفة ترامب بأنّه "ضعيف وجبان" بوجه بن سلمان.

وفي افتتاحيتها، اليوم السبت، علّقت الصحيفة على حملة الاعتقالات الجديدة في السعودية، معتبرة أنّ بن سلمان "أرسل إشارة لا لبس فيها، إلى جميع الذين كانوا يأملون أن يتأثر نتيجة ردود الفعل الدولية، ضد معاملته الوحشية لنشطاء حقوق الإنسان، والصحافيين وغيرهم من المعارضين".

ورأت الصحيفة أنّ استمرار محاكمة 11 من الناشطات في حقوق المرأة، واعتقال 12 من مؤيديهن، يوم الخميس، بينهم مواطنان أميركيان، لا يمكن وصفه إلا بأنّه "استفزاز متعمّد".

وبحملة الاعتقالات هذه، اعتبرت الصحيفة، أنّ بن سلمان يقول للعالم، ولا سيما الكونغرس الأميركي، إنّ الاعتراضات على مقتل الصحافي جمال خاشقجي في قنصلية بلاده بإسطنبول، وتعذيب النساء الداعيات إلى منح المرأة حق قيادة السيارة، "لم تلقَ أذناً صاغية".

ورجّحت أنّ السبب في ذلك، ربما يعود إلى دعم ترامب لبن سلمان، وعدم الرد عليه عبر "صفعة" تتضمن خطوات عملية.


وتوقّفت الصحيفة عند الاعتقالات الجديدة في السعودية، والتي استهدفت كتاباً وصحافيين وأكاديميين دعموا إجراء إصلاحات، أو كانوا على صلة بالنساء اللواتي يخضعن لمحاكمات، مشيرة إلى أنّ المعتقلين الجدد، وبخلاف المحتجزين سابقاً، ليسوا ناشطين مشهورين أو بارزين على مواقع التواصل الاجتماعي، كما لم يشكّلوا أي تهديد سياسي للنظام في المملكة.

ورأت أنّ "الهدف الوحيد المتصور من احتجازهم، هو سعي النظام إلى ردع الدعم السعودي والدولي للناشطات اللواتي طالبن بإصلاحات متواضعة، مثل السماح للنساء بالسفر دون إذن من أحد الأقارب الذكور.

كما توقفّت الصحيفة عند استهداف حملة الاعتقالات مواطنين أميركيين، معتبرة أنّ بن سلمان ربما كان يرد عبر خطوة كهذه، على الكونغرس الأميركي، مذكّرة بأنّ الأخير أصدر قراراً، الخميس، ووافق عليه بالفعل مجلس الشيوخ، ينص على إنهاء التدخل الأميركي في حرب اليمن.

وأشادت الصحيفة بقرار الكونغرس، مشددة على أنّ الهدف من إنهاء الدعم الأميركي للسعودية والقوات المتحالفة معها هو صحيح، مذكّرة بأنّ تدخل التحالف السعودي في اليمن خلّف كارثة إنسانية، كما وثق محققو الأمم المتحدة جرائم حرب محتملة، ارتكبتها مقاتلات سعودية استخدمت ذخيرة زودتها بها الولايات المتحدة.

لكن الصحيفة أشارت في الوقت عينه، إلى أنّ هذا الإجراء، ومع أنّه يؤدي إلى إغضاب بن سلمان، من المحتمل ألا يكون له أي تأثير عملي، بما أنّه عرضة للخضوع إلى حق النقض (فيتو) من قبل ترامب.


واستغربت "واشنطن بوست"، كيف أنّ بن سلمان لم يخضع، حتى الآن، إلى أيّ عقاب ملموس من جراء انتهاكاته لحقوق الإنسان، على الرغم من أنّ ممارساته تتجاوز أي أفعال شهدتها السعودية منذ عقود.

وأشارت في هذا الصدد إلى أنّ الجمهوريين في مجلس الشيوخ عطّلوا تشريعاً لمعاقبة بن سلمان على خلفية مقتل خاشقجي، فضلاً عن سياسة "الاعتبار الخاص" من قبل ترامب، والتي تدعم النظام في السعودية.

وذكّرت الصحيفة الأميركية، بأنّ ترامب لطالما تفاخر بسجله الخاص حول إطلاق سراح أميركيين مسجونين ظلماً في الخارج، بينما يلتزم الصمت حيال اعتقال سعوديين أميركيين، خاتمة بالقول إنّ "حاكم السعودية البالغ من العمر 33 عاماً، وكما فعل في قضية خاشقجي، يجعل رئيس الولايات المتحدة يبدو جباناً وضعيفاً".