الحوار الليبي يعيد المجلس الانتقالي ويزيد التعقيدات

الحوار الليبي يعيد المجلس الانتقالي ويزيد التعقيدات

24 يناير 2015
اختيار ممثلي المجلس تم وفق الانقسامات السياسية (فرانس برس)
+ الخط -

دخل المجلس الوطني الانتقالي في ليبيا على خط الانقسام الحاصل بين التيارين المتزعمين والمتقاسمين للمشهد السياسي الليبي، مع تأكيد رئيسه السابق مصطفى عبد الجليل مشاركة المجلس في الحوار الذي دعت إليه الأمم المتحدة لحل الأزمة الليبية.

هذا التطور جاء ليؤجج الانقسام في المشهد الذي يتنازعه تياران رئيسيان، الأول مؤيد لعملية "فجر ليبيا" بكل مكوناتها السياسية من مؤسسة تشريعية تتمثل في المؤتمر الوطني العام، وحزب "العدالة والبناء"، الذراع السياسي لجماعة "الإخوان المسلمين" الليبية، ومؤسسات مجتمع مدني منحازة لـ"فجر ليبيا". والثاني يتمثل في "عملية الكرامة" بقيادة اللواء خليفة حفتر، ومن أيّدها كمجلس النواب الليبي المنحل، وحزب تحالف القوى الوطنية، والتكتل الفيدرالي، ومؤسسات مجتمع مدني.

إعلان عبد الجليل مشاركة المجلس الانتقالي في الحوار، أثار ردود أفعال رافضة، فقال العضو السابق في المجلس وممثل مدينة البيضاء أحمد الدايخ، في تصريح لـ"العربي الجديد"، إن رئيس بعثة الأمم المتحدة في ليبيا برناردينو ليون اتصل بعضو الانتقالي السابق من مصراتة ووزير العدل الحالي في حكومة الإنقاذ الوطني مصطفى القليب، داعياً الوطني الانتقالي بشكل غير رسمي للمشاركة في الحوار السياسي القائم، باعتبار انقسام أعضاء الانتقالي بين مؤيد لعملية "فجر ليبيا" والمؤتمر الوطني العام، وفريق آخر مؤيد لـ"عملية الكرامة" ومجلس النواب المنحل في طبرق.

ولفت الدايخ، إلى أن عشرة أعضاء اجتمعوا في العاصمة الليبية طرابلس، منهم صالح درهوب، ومصطفى القليب، ومحمد زين العابدين، وتناقشوا حول دعوة ليون لمشاركتهم في الحوار، وذلك في الوقت الذي ظهر فيه للعلن تصريح عبد الجليل بتسمية أعضاء من المجلس للمشاركة في الحوار.

وأكد الدايخ أن المجتمعين العشرة في طرابلس رفضوا تصريح عبد الجليل، مؤكدين أن المجلس الوطني الانتقالي حُلّ بعد تسليم السلطة إلى المؤتمر الوطني، رافضين الحديث باسم أعضاء المجلس بشكل فردي، أو الزج بهم في الانقسام القائم في ليبيا.

ويرى محللون أن تسمية عبد الجليل لأربعة أعضاء من الانتقالي السابق للمشاركة في الحوار، تمت وفق الانقسامات السياسية، فالعضو السابق في الانتقالي، والسفير الحالي في كندا فتحي البعجة، من مؤيدي "عملية الكرامة"، بينما السفير الليبي في البحرين فوزي عبد العال وعلى الرغم من أنه من مدينة مصراتة إلا أنه من الرافضين لعملية "فجر ليبيا"، بل وحاول عبر اتصالات له مع بضع قادتها ثنيهم عن المشاركة العسكرية فيها، في حين يُعدّ عضو الانتقالي السابق عن غريان، منصور ميلاد من مؤيدي عملية "فجر ليبيا".

ورفض البعجة، في تصريح لموقع إخباري، تصريحات عبد الجليل، بسبب القائمة التي قدّمها، واقترح قائمة جديدة سمّى فيها أربعة أعضاء آخرين اعتبرهم "صمام أمان حقيقياً، وسادة مناضلين"، وهم عبدالحفيظ غوقة، وجمال عيسى، وأحمد العبار، وفرحات الشرشاري.

وأكد البعجة أن مشاركتهم في الحوار ضمن مجموعة سماها بالوطنية المدنية في المجلس الوطني الانتقالي، هي مشاركة طبيعية وأساسية وضرورية لإعادة مسار الثورة إلى وضعه الطبيعي والسليم.

وكان العضو السابق في المجلس الوطني الانتقالي عبد الرزاق العرادي، رفض في حديث سابق لـ"العربي الجديد" تصريح عبد الجليل، معتبراً أن "المجلس الوطني الانتقالي أدى دوره التاريخي بتسليمه للسلطة وأصبح بذلك جزءاً من الماضي".

وأضاف العرادي أن مرحلة المجلس الانتقالي هي مرحلة نضالية لا يجب استغلالها في الحصول على مناصب ولا على موطئ قدم في الحوار.

وأشار العضو السابق في المجلس الانتقالي إلى أن من حق كل مواطن ليبي دعم الحوار أو حتى المشاركة فيه ولكن ليس باسم المجلس الانتقالي، مشيراً إلى أن المجلس صفحة وطنية طُويت وعلى أعضائه العودة إلى سابق أعمالهم حتى تظل هذه الصفحة ناصعة.

وأكد العرادي أن "تسمية البعض لأعضاء من المجلس الانتقالي لحضور حوار جنيف هو إقحام لجسم غير موجود وبحث عن دور غير مطلوب وانتحال لأوصاف زالت مع زوال المجلس الانتقالي".