17 تجربة نووية فرنسية في الصحراء الجزائرية بين عامي 1960 و1966

17 تجربة نووية فرنسية في الصحراء الجزائرية بين عامي 1960 و1966.. تعرف إليها

28 يوليو 2021
عدد الضحايا الجزائريين لهذه التجارب بلغ 30 ألفاً على الأقل (فايز نور الدين/فرانس برس)
+ الخط -

كشفت وزارة الجيوش الفرنسية، اليوم الأربعاء، لوكالة "فرانس برس" أنه خلال بعض التجارب النووية التي أجريت في صحراء الجزائر فوق الأرض تم اختبار مدى مقاومة التجهيزات العسكرية (شاحنات وغيرها). وتم طمر هذه الهياكل في الأرض.

وتطالب السلطات الجزائرية فرنسا بتزويدها بقائمة شاملة لكل المواقع التي طمرت فيها المواد الإشعاعية وبتنظيف مواقع التجارب، وقد تم في العام 2008 تشكيل فريق عمل فرنسي-جزائري يضم خبراء مكلفين بدراسة مسألة إعادة تأهيل مواقع التجارب القديمة في الصحراء "أولى أولوياتهم حماية الأشخاص والبيئة".

وأضافت وزارة الجيوش الفرنسية لـ"فرانس برس"، أن "فرنسا سلّمت السلطات الجزائرية ما بحوزتها من خرائط"، موضحة أن "تشخيصا إشعاعيا لمختلف مناطق التجارب في هذه المواقع أجري وأبلغت به السلطات الجزائرية".

وكانت فرنسا قد أجرت 17 تجربة نووية في الصحراء الجزائرية بين 13 شباط/فبراير 1960 و16 شباط/فبراير 1966 في موقعين هما رقان وإن كر على النحو التالي:
تجارب "اليربوع"
أجريت التجارب الأربع الأولى فوق الأرض، إذ كانت الشحنة التفجيرية إما مثبتة على دعامة معدنية وإما موضوعة على الأرض.
وأُطلقت على السلسلة الأولى من التجارب التي أجريت في أوج حرب الاستقلال في الجزائر (1954-1962) تسمية "اليربوع"، ونفّذت على بعد نحو 50 كيلومترا من مدينة رقان الجزائرية التي كانت حينها "أراضي فرنسية".
ورقان الواقعة على بعد نحو 1400 كلم من الجزائر العاصمة اختيرت في تموز/يوليو من العام 1957، لتكون مقرا لإقامة الموظفين المدنيين والعسكريين المشاركين في البرنامج النووي.

وتم بناء مدينة تحت الأرض عمل فيها ما بين ستة آلاف وسبعة آلاف شخص، بمحاذاة واد قريب وعلى بعد نحو 40 كيلومترا من منطقة حمودية التي ضمّت الحاسوب الذري الذي تم التحكّم بواسطته بالتجارب النووية، على بعد نحو 15 كيلومترا من القنبلة الذرية.

وأطلقت على التجربة التي أجريت في 13 شباط/فبراير 1960 تسمية "اليربوع الأزرق"، وكانت أول قنبلة ذرية فرنسية من البلوتونيوم بقوة تتراوح ما بين 60 و70 كيلوطنا (نحو أربعة أضعاف قوة قنبلة هيروشيما)، جعلت من فرنسا رابع قوة نووية في العالم.
واقتصرت قوة التجربتين التاليتين "اليربوع الأبيض" و"اليربوع الأحمر" على 5 كيلوطن، وقد أجريتا في العام نفسه في الأول من نيسان/إبريل والسابع والعشرين منه.
أما التجربة الرابعة التي أطلقت عليها تسمية "اليربوع الأخضر وكانت بدورها بقوة 5 كيلوطن فقد أجريت بشكل طارئ في 25 نيسان/إبريل 1961 في أجواء سياسية متوترة إثر "انقلاب الجنرالات"، وهي محاولة انقلابية قادها عسكريون فرنسيون في الجزائر ضد الرئيس الفرنسي شارل ديغول.

مكّنت التجارب النووية التقنيين في مفوضية الطاقة الذرية والعسكريين من التوصل إلى قنبلة البلوتونيوم

 

اتفاق سري 

وأجريت التجارب الـ13 اللاحقة تحت الأرض داخل أنفاق حفرت في جبل في إن كر في منطقة الهقار في أقصى جنوب الجزائر، وذلك للحد من تبعثر الجزيئات الإشعاعية في الغلاف الجوي.
وبعد استقلال الجزائر في العام 1962، تواصلت التجارب الفرنسية في الصحراء بموجب اتفاق سري. وأجريت آخر تجربة نووية وقد سمّيت "العقيق"، وكانت بقوة 20 كيلوطنا، في 16 شباط/فبراير 1966.
وفي الأول من أيار/مايو 1962، خلال التجربة "بيريل" تسرّبت جزيئات إشعاعية من موقع التفجير الذي لم يكن عزله محكما.
وفي العام 2012، أوردت وكالة الأنباء الجزائرية أن عدد الضحايا الجزائريين لهذه التجارب بلغ 30 ألفا على الأقل، أصيبوا بأمراض ناجمة عن التعرّض لنشاط إشعاعي.
ويقول خبراء نوويون إن هذه التجارب الـ17 التي أجريت في الصحراء مكّنت التقنيين في مفوضية الطاقة الذرية والعسكريين من التوصل إلى قنبلة البلوتونيوم المجهّز بها الجيل الأول من مقاتلات "ميراج 4" التابعة لقوة الردع الفرنسية.

(فرانس برس)

المساهمون