10 أيام على انتخاب الرئيس العراقي: لا اتفاق على مرشح واحد

10 أيام على انتخاب الرئيس العراقي: لا اتفاق على مرشح واحد

16 مارس 2022
لا تزال القوى السياسية العراقية عاجزة عن الاتفاق على مرشح واحد لرئاسة الجمهورية (Getty)
+ الخط -

لا تزال القوى السياسية العراقية عاجزة عن الاتفاق على مرشح واحد لرئاسة الجمهورية، على الرغم من بقاء عشرة أيام قبل الموعد الذي حدده البرلمان لجلسة انتخاب الرئيس، إذ قرر مجلس النواب، أمس الثلاثاء، تحديد السادس والعشرين من الشهر الحالي، موعداً لانعقاد جلسة التصويت على رئيس الجمهورية.

وبحسب العرف السياسي السائد في العراق منذ انتخاب أول رئيس للجمهورية عام 2005، فإنّ المنصب يذهب لقوى إقليم كردستان، الذي يشهد تنافساً محموماً بين "الحزب الديمقراطي الكردستاني"، و"الاتحاد الوطني الكردستاني" للظفر بالمنصب.

وصادق البرلمان العراقي، الثلاثاء، على 40 مرشحاً للمنصب، من بينهم الرئيس الحالي برهم صالح عن "الوطني الكردستاني"، ومرشح "الحزب الديمقراطي الكردستاني"، بزعامة مسعود البارزاني، وهو وزير الداخلية الحالي في الإقليم، ريبر أحمد.

وحتى اليوم الأربعاء، لم تتوصل القوى الكردية على تفاهم حيال تقديم مرشح واحد لرئاسة الجمهورية.

وقالت مصادر كردية مطلعة في أربيل، اليوم الأربعاء، إنّ الاتفاق على مرشح واحد "مستبعد" في ظل الظروف الحالية، موضحة، لـ "العربي الجديد"، أنّ المعطيات تشير إلى أنّ التنافس لن يحسم إلا في يوم جلسة التصويت، إذ ستحدد الأغلبية البرلمانية هوية رئيس الجمهورية.

ولفتت إلى أنّ الحزبين الكرديين الرئيسيين "الديمقراطي" الكردستاني، و"الاتحاد الوطني" الكردستاني يصرّان على مرشحيهما ويرفضان التخلي عنهما والذهاب نحو مرشح تسوية، مؤكدة أنّ كلًّا منهما بدأ بتحشيد حلفائه لنيل الأغلبية البرلمانية.

ويشترط الدستور العراقي حضور أغلبية ثلثي أعضاء البرلمان (أي 220 من 329 عدد أعضاء مجلس النواب) إلى الجلسة ليكتمل نصابها، وتسبب هذا الشرط بفشل انعقاد جلسة التصويت على رئيس الجمهورية، التي كانت مقررة في 7 فبراير/شباط الماضي.

وقال عضو "الحزب الديمقراطي الكردستاني" صبحي المندلاوي، إنه لا يوجد أي تقارب مع "الاتحاد الوطني الكردستاني" حتى الآن، مضيفاً، في حديث لوكالة الأنباء العراقية: "ما زلنا على ترشيح ريبر أحمد مرشح الحزب الديمقراطي الكردستاني لمنصب رئاسة الجمهورية".

وتابع المندلاوي أنّ "منصب رئاسة الجمهورية وفقاً للعرف السياسي هو من حصة الأكراد وحصة الحزب الديمقراطي الكردستاني، لأنه يمثل أغلبية وحاز على أغلب الأصوات وبالتالي من حقه أن يكون المنصب له"، مشيراً إلى وجود مبادرات تدعو للقاء بين الحزبين الكرديين الرئيسيين، إلا أنّ هذا اللقاء لم ينعقد.

وأكد عضو "الاتحاد الإسلامي الكردستاني" مثنى أمين، أمس الثلاثاء، غياب حظوظ المرشحين المستقلين لرئاسة الجمهورية، موضحاً أنّ السباق على المنصب سيحسم خلال جلسة التصويت.

وتابع أمين: "ننتظر اللحظات الأخيرة لأنها دائماً ما تكون مسعفة بالحلول"، لافتاً إلى أنّ غياب التفاهم جعل الرؤية بشأن المشهد السياسي "ضبابية".

وتكمن أهمية المنصب في المرحلة الحالية في تكليف رئيس الجمهورية لمرشح الكتلة الكبرى في البرلمان بتشكيل الحكومة، وهو ما يعكس الصراع الحالي بين التيار الصدري بزعامة مقتدى الصدر من جهة وقوى "الإطار التنسيقي" من جهة أخرى، إذ إنّ فرض إرادة أي من الطرفين في مسألة اختيار الرئيس الجديد يعني إثبات أكثرية في البرلمان، في وقت يلوّح "الإطار التنسيقي" بتكرار التجربة اللبنانية ضمن ما يعرف بـ"الثلث المعطل".