المرزوقي: غرفة عمليات في الإمارات قررت تصفية الربيع العربي

المرزوقي: غرفة عمليات بالإمارات قررت تصفية الربيع العربي...والاغتيالات في تونس مدبرة

14 يناير 2019
دافع المرزوقي عن منجزات الثورة التونسية(Getty)
+ الخط -
أكد الرئيس التونسي السابق محمد المنصف المرزوقي، أن قوس الثورة المضادة في تونس سيغلق في انتخابات 2019، مضيفاً أن غرفة العمليات المضادة لثورات الشعوب العربية اتخذت قراراً بتصفية "الربيع العربي".

وقال المرزوقي، في حوارٍ نشرته صحيفة "الخبر" الجزائرية اليوم الإثنين، بمناسبة العيد الثامن  للثورة التونسية، إن "رئيس الجمهورية الباجي قايد السبسي ورئيس الحكومة يوسف الشاهد، وهما من العائلة والمنظومة ذاتها، ومن ذات الطبقة الاجتماعية والحزب السياسي، في حالة الحرب المفتوحة بينهما، وهذه لحظة انهيار تام للثورة المضادة التي دخلت مرحلة أزمة أخلاقية وسياسية، ما سيُعجّل بنهاية الثورة المضادة في 2019، ويمكننا في الانتخابات المقبلة غلق قوس الثورة المضادة، وأن نضع قطار الثورة على السكة".

ودافع الرئيس التونسي السابق، الذي خرج من الحكم في ديسمبر 2014، عن منجزات الثورة التونسية، وقال "إجمالاً الثورة التونسية حققت 50 في المائة من مطالبها، حققت الحرية حيث الإعلام حر إلى أبعد درجة، الشعب التونسي حر لديه دستور جديد ومؤسسات هامة، والدليل أنك اليوم أمام رئيس دولة سابق، لا هو في السجن ولا في المنفى ولا هو في القبر"، معتبراً أنه بقيت الـ50 في المائة من الأهداف الأخرى المتعلقة بالخبز والتشغيل لم نحقق منها شيئا، لأسباب عديدة ومتعددة، أنا أعتقد أن الصراع لا يزال متواصلاً".

واعتبر المرزوقي أن "عودة الوجوه القديمة والرئيس القادم من النظام السابق الى السلطة كان نتيجة أسباب داخلية وأخرى خارجية"، وأنه ارتكب خطأ في "تقييم شراسة الثورة المضادة". وقال في هذا الصدد "أنا لم أقدر جيداً قوة الثورة المضادة، أنا جئت إلى الحكم، وأنا لست عسكرياً، ولم آت من الاستخبارات، أنا خريج كلية الطب وحقوقي، بحيث الحياة بالنسبة لي غالية، وعليه لم يكن ممكناً لي أن أمارس الانتقام وأرمي العشرات في السجون كأي ديكتاتور، لكن الطرف الآخر كان واضحاً أن لديه رؤية أخرى، ولا يقبل لا بالعدالة الانتقالية ولا ليمد يده"، مضيفاً أنه ذهب ضحية "الإعلام الفاسد الذي اقنع جزءاً من التونسيين بالأكاذيب ضدي".

واتهم المرزوقي دولة الإمارات بالعمل على إفشال التجربة التونسية، وقال "غرفة العمليات المضادة للربيع العربي في الإمارات تريد إيقاف كل ما له علاقة بالربيع العربي، واتخذت قراراً استراتيجياً على هذا الأساس، ووفرت الرجال والأموال لذلك. بالنسبة لهم يجب تعفين الوضع ومنع عودة التيار الثوري إلى الحكم، وهذه قرارات استراتيجية أعرفها وأنا واثق منها".

وأضاف المرزوقي في السياق ذاته: "تونس كانت مستهدفة من أطراف عدة، لكونها منطلق الثورات العربية التي انطلق منها الربيع العربي الذي أخاف كل الأنظمة، فصبت علينا كل الهموم، لم أكن أبداً أتصور أن بلداً مثل الإمارات يستعدينا إلى هذه الدرجة، أطلقوا على تونس الإرهاب، وهو إرهاب ممول وأطلقوا علينا الإعلام الفاسد من أجل افشال تجربة الربيع العربي. كان واضحاً أن هناك ارادة إقليمية لافشال الربيع العربي، بالحرب الأهلية في ليبيا وسورية واليمن، وبالانقلاب العسكري في مصر، بينما حاولوا إفشاله في تونس بالارهاب والاعلام والمال الفاسدين".

وشكك الرئيس التونسي السابق بعدد من العمليات الإرهابية والاغتيالات التي شهدتها بلاده في عهده، مشدداً على أنها كانت تستهدف تعطيل المسار الديمقراطي. وقال "كل مرة كنا نريد أن نخطو فيها خطوة إيجابية للتقدم في مسار الانتقال الديمقراطي، كانت تحدث هناك عملية إرهابية تكبح هذه الخطوة، في حادثة اغتيال الشهيد محمد البراهمي، وقبل اغتياله بقليل اتفقنا في اجتماع عقد على ما أذكر في 22 يوليو/تموز حضرته مختلف مكونات الطيف السياسي، اتفقنا اتفاقاً كلياً تماماً على تسريع تنظيم الانتخابات، لكننا تفاجأنا بحادثة اغتيال الشهيد الابراهمي في 25 يوليو، والاغتيالات تتجاوز تونس بكثير".

وتحسر الرئيس المروزقي على ما اعتبره نجاح "النظام السابق والوجوه القديمة في استدراج حركة النهضة وجذبها إلى صفه، إذ لكون النهضة لديها بعض التوجس، فقد ذهبت معهم بسبب الخوف من تكرار السيناريو المصري (انقلاب عبد الفتاح السيسي) في تونس".

وتحدث المرزوقي عن دور الجزائر الإيجابي في دعم تونس، لكنه أضاف أنه كان يأمل في دعم أكبر، في مقابل إقراره بإخلاف الاتحاد الأوروبي بوعوده لتونس: "الأوروبيون لم يقدموا لنا شيئاً، حتى عسكرياً لم يساعدونا، والذين ساعدونا في مجال السلاح والتجهيز الأمني هم الأتراك والقطريون".

وتمسك المرزوقي بموقفه في احتضان تونس لمؤتمر أصدقاء سورية عام 2012. وأضاف "قلت حينها إن أكبر خطأ هو تسليح المعارضة السورية والتدخل الخارجي، وإذا وقع هذا، ستخرب سورية. هذا ما قلته ومتمسكٌ به، قلت اتركوها ثورة سلمية ديمقراطية، ولو لم يحدث ذلك لما وقع كل الدمار في سورية، أما بالنسبة لقرار قطع العلاقات مع النظام السوري، ففي عام 2013 كانت قمة الهمجية حيث النظام السوري والرجل (بشار الأسد) يهاجم السكان بالبراميل والقنابل، وتريد مني أنا كحقوقي أن أسكت، من شرفي كحقوقي ومن شرف تونس ألا أقبل ما يقوم به النظام السوري، وأنا لن أندم على موقفي السابق ولن أغيره".