صفقة لتقاسم كركوك بين "الحشد الشعبي" والأكراد

صفقة لتقاسم كركوك بين "الحشد الشعبي" والأكراد

21 فبراير 2015
الأكراد سيبقون المسيطرين على مدينة كركوك (فرانس برس)
+ الخط -

كشف مصدر مسؤول في مجلس محافظة كركوك العراقية عن توصّل القوات الكردية ومليشيا الحشد الشعبي، إلى صفقة لتقاسم المحافظة الغنية بالنفط، بعد أيام من إطلاق كلا الطرفين تهديدات حول السيطرة على المدينة المتنازع عليها أصلاً.

وقال هذا المسؤول في حديث لـ"العربي الجديد"، إن "الطرفين اتفقا على تقاسم النفوذ في المحافظة، إذ وافقت مليشيا الحشد الشعبي على تولي ملف مدن لحويجة والرياض وسلسلة جبال حمرين والزاب والخناجر وأم العبيد، بينما تبقى القوات الكردية في مركز محافظة كركوك المتمثل في مدينة كركوك نفسها".

وأضاف المسؤول، الذي طلب عدم الكشف عن اسمه، أن الاتفاق جرى بين مسؤولين من كلا الطرفين في بغداد، ويُنتظر أن يكون نافذاً بعد توقيع رئيس إقليم كردستان العراق، مسعود البارزاني، عليه.

وسبق لزعيم مليشيا العصائب، قيس الخزعلي، أن هدد باقتحام كركوك، معتبراً أنها عراقية وليست كردية، وسيهرب منها البارزاني كما هرب من "الدولة الإسلامية" (داعش)، وهو ما دفع البارزاني إلى زيارتها في اليوم الثاني، والإعلان أنه سيتم قطع يد من يحاول المساس بأمن المدينة.

وأوضح المسؤول في حديثه لـ"العربي الجديد"، أن "الأكراد وافقوا على إطلاق يد المليشيات في تلك المدن، وهي ذات غالبية سنية وتركمانية، بعد طرد تنظيم "داعش" منها، مقابل تنازلها عن التدخل في مدينة كركوك الواقعة تحت سيطرة البشمركة"، مشيراً إلى "تعهّد القيادات الكردية بحماية الشيعة الذين يسكنون المناطق التي تسيطر البشمركة عليها".

لكن القيادي في اتحاد القوى العراقية، محمد الجبوري، رفض هذا الاتفاق، واصفاً هذه الخطوة بـ"المؤامرة الخبيثة" التي تستهدف التعايش السلمي في كركوك بين العرب والأكراد والتركمان.

وقال الجبوري في حديث لـ"العربي الجديد"، إن "الحكومة الاتحادية تحاول إبعاد الأزمات التي سبّبتها المليشيات عن بغداد، فاختارت كركوك لتكون ساحة للصفقات والاتفاقات السياسية"، محذراً من امتداد خطر تقاسم المناطق إلى محافظات أخرى، في حال تمت "صفقة تقاسم كركوك".

من جهته، قال النائب التركماني في البرلمان العراقي، نيازي أوغلو، إن الاتفاق الجديد بين البشمركة و"الحشد الشعبي" جاء لتطهير قضاء الحويجة من سيطرة تنظيم "داعش"، نافياً أن يكون الاتفاق ضد مكوّن معين، وهو ما اعتبره النائب عن الكتلة العربية في البرلمان العراقي، محمد العبيدي، ضحكاً على الذقون، واتفاقيات غير دستورية.

وقال العبيدي لـ"العربي الجديد"، "علمنا بهذا الاتفاق، ويجب على جميع الأطراف أن يعلموا أن اتفاقياتهم تلك دعاية مجانية لتنظيم داعش، وفي الوقت نفسه بداية اقتتال طائفي وقومي في المحافظة الواحدة، من دون أن يتذكروا أن كركوك قنبلة موقوتة يمكن لها أن تنسف معها المدن المجاورة المختلطة دينياً وعرقياً".

أما القيادي في جبهة تركمان كركوك، أحمد أوغلو منصور، فأعلن في حديث لـ"العربي الجديد"، أن "أي اتفاق على كركوك يجب أن يحظى بموافقة الجميع، ونحن كتركمان العراق لن نواقف عليه، فلسنا بيد المليشيات أو الأكراد، وعلى أنقرة التدخل لحمايتنا من أي اتفاقيات تهدد وجود مكوّننا في العراق".

اقرأ أيضاً: 1400 جندي أميركي لتحرير "عين الأسد"

           العراق: "داعش" يعدم 100 شخصٍ في البغدادي