حرب سيناء: تراجع "المواجهة المباشرة" بين الجيش والمسلّحين

حرب سيناء: تراجع "المواجهة المباشرة" بين الجيش والمسلّحين

24 ديسمبر 2014
الجيش يتجنب كمائن المسلّحين (عبدالرحيم خطيب/الأناضول)
+ الخط -
لم تضع الحرب بين قوات الجيش المصري ومسلّحين في سيناء أوزارها، ولكنّها أخذت منحى آخر، متمثلاً في عدم الدخول في مواجهات مباشرة بين الطرفين؛ وهو ما يضع علامات استفهام حول سبب عدم قيام عناصر الجيش بمهاجمة الكمائن التي يضعها مسلّحون في مناطق حيوية في سيناء، وعلى بعد أمتار من مراكز الجيش.

ويشير خبير في الحركات الإسلامية، رفض نشر اسمه، في حديث لـ "العربي الجديد"، إلى أنّ "عدم وقوع مواجهات بين مسلّحين تابعين لـ "ولاية سيناء"، وقوات الجيش، يرجح نظرية رغبة الطرفين في الابتعاد عن أي مواجهة مباشرة" في المرحلة الحالية.
ويقول إنّ "قوات الجيش ربما تخشى من استدراجها إلى كمين نصبه مسلّحون لها، كما حصل سابقاً حين قُتل خلال المواجهات جنديان، وجرى التمثيل بجثة أحدهما".

ويعتبر أنّ "المسلّحين يريدون استفزاز قوات الجيش من خلال نصب كمائن وإثبات عدم قدرتها على السيطرة على الأوضاع داخل سيناء"، مشيراً إلى أنّ قوات الجيش نجحت في عدم الوقوع في الاستدراج الذي ينصبه مسلحو ولاية سيناء".
خيار الجيش "غير المعلن" بعدم مهاجمة كمائن المسلّحين، يأتي بعد الإعلان عن قتل واعتقال عشرات المسلّحين. وبحسب المتحدث العسكري باسم الجيش المصري، العميد محمد سمير، فإنّ "قوات الجيش تمكّنت خلال ثلاثة أيام من تصفية 14 إرهابياً في تبادل إطلاق النار". ويضيف أنّه "تم ضبط 45 فرداً وضبط وتدمير 15 عربة من أنواع مختلفة من دون لوحات معدنية تستخدم في تنفيذ العمليات الإرهابية ضد عناصر القوات المسلحة والشرطة المدنية، وتدمير خمسة مقار ومناطق تجمع وثلاث مزارع لنبات البانجو المخدر بمساحة نحو 2.5 فدان خاصة بالعناصر الإرهابية".

غير أنّ الأرقام التي أعلنها سمير أقل بكثير مما تنشره وسائل الإعلام المصرية يومياً حول إحصاءات القتلى والمعتقلين، على لسان مصادر أمنية وعسكرية، دون ذكر أسمائهم. وتتحدث مصادر عن انتهاكات وعمليات قتل عشوائي وتعذيب في شبه الجزيرة.
وتقول مصادر من سيناء لـ "العربي الجديد" إنه "تم العثور على عدد من الجثث مجهولة الهوية ملقاة في الطرقات، ويقدر عددها بـ 12 جثة". وتضيف المصادر نفسها التي ترفض الكشف عن هويتها أنّه "تم التعرف على شخص يدعى أبو علي من حي الصفا بمدينة العريش، واعتقلته قوات الجيش منذ أيام من منزله".
وتوضح أن "الجثث التي عثر عليها يظهر عليها آثار تعذيب وطلقات نارية في الرأس والبطن، وسط أنباء عن تعرف أحد أهالي المقتولين على إحدى الجثث، وكان معتقلاً لدى كتيبة 101 بالعريش، وهو محمد سالم حماد من مدينة الشيخ زويد".
وقتلت سيدة برصاص عشوائي أطلقته عناصر الجيش في قرية ‏الوفاق جنوب مدينة رفح، وتدعى صفية عودة سلامة (44 عاماً)، فيما أصيب شاب بطلق ناري في المنطقة نفسها.
وتتراوح العمليات التي يقوم بها مسلّحون يُعتقد بانتمائهم لتنظيم "ولاية سيناء"، المتمركز في سيناء، بين خطف مطلوبين ونصب كمائن على عدّة طرق.
وأعلنت جماعة أنصار بيت المقدس، مبايعتها لـ "تنظيم الدولة الإسلامية"، وأميره أبو بكر البغدادي، وغيرت اسمها إلى "ولاية سيناء".

وكان مسلحون يرجح انتماؤهم إلى "ولاية سيناء"، قد فجّروا خط الغاز المؤدي لدولة الأردن في وقت مبكر من صباح أمس، في منطقة ‏السبيل غرب مدينة العريش. فيما اختطف مسلحون تابعون للتنظيم ثلاثة مواطنين في المنطقة. ونصب المسلحون كمائن ثم عمدوا إلى تفتيش السيارات للبحث عن مطلوبين لديهم.
وهي ليست المرة الأولى التي ينصب فيها مسلّحون كمائن في سيناء؛ فالأسبوع الماضي، نصبوا كمائن بمناطق حيوية في الشيخ زويد، مع نهاية فترة حظر التجول المفروض في محافظة شمال سيناء. وتهدف هذه الكمائن إلى "رصد تمركز قوات الجيش والشرطة التي توجد في فترة حظر التجول".