يونيفيل ستحتج رسمياً بعد سقوط مسيرة إسرائيلية داخل مقرها في الناقورة
استمع إلى الملخص
- تتعرض يونيفيل لانتهاكات مستمرة من قبل إسرائيل، بما في ذلك تحليقات مكثفة للطيران وهجمات خطيرة، مما يهدد الأمن والاستقرار في جنوب لبنان.
- توثق يونيفيل الخروقات الإسرائيلية وتنسق مع الجيش اللبناني لتعزيز الاستقرار، وتدعو إسرائيل لوقف الغارات، فيما تؤكد الأمم المتحدة على ضرورة احترام مهام يونيفيل.
أعلنت قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (يونيفيل)، سقوط مسيّرة إسرائيلية يوم أمس الثلاثاء داخل مقرّها العام في الناقورة جنوبي البلاد، من دون إصابة أحد بأذى، معتبرة ما حصل "انتهاكاً للقرار 1701
"، مشددة على أنها "ستحتجّ رسمياً على هذا العمل". وفي تصريح لها اليوم الأربعاء، قالت الناطقة باسم "يونيفيل" كانديس أرديل، إنّ "حفظة سلام متخصّصون في التخلّص من الذخائر المتفجرة، قاموا على الفور بعزل المسيّرة وتأمين محيطها، وتبيّن أنها لم تكن مسلّحة، بل كانت مزودة بكاميرا"، مشيرة إلى أن "الجيش الإسرائيلي أكّد لاحقاً أن المسيّرة تابعة له".وأضافت "في حين أن قوات حفظ السلام مجهزة وجاهزة لاتخاذ إجراءات ضد أي تهديدات لسلامتها دفاعاً عن النفس، سقطت هذه المسيّرة من تلقاء نفسها"، مشيرة إلى أنه "كما هو الحال مع جميع مسيّرات الجيش الإسرائيلي وغيرها من الطلعات الجوية فوق جنوب لبنان، يُعد هذا انتهاكاً للقرار 1701 وللسيادة اللبنانية". ولفتت أرديل إلى أن "يونيفيل تأخذ أي تدخّل أو تهديد ضد أفرادها أو منشآتها أو عملياتها على محمل الجد، وستحتج رسمياً على هذا العمل".
وأشارت إلى أنه "على الرغم من هذه التحديات، تعمل قوات حفظ السلام بحيادية وثبات لدعم الأمن والاستقرار في جنوب لبنان، وهو ما لا تزال الانتهاكات المستمرة تُعرّضه للخطر". يأتي ذلك في وقتٍ سُجّل اليوم تحليق مكثف لطيران الاحتلال على علو منخفض في الجنوب اللبناني، وكذلك في البقاع وبيروت والضاحية الجنوبية، وذلك في إطار الخروقات الإسرائيلية اليومية للأجواء اللبنانية، ولاتفاق وقف الأعمال العدائية الذي دخل حيز التنفيذ في 27 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، والتي تجاوزت عتبة الـ4500 خرقاً.
وكانت يونيفيل قد تعرّضت في 2 سبتمبر/ أيلول الحالي لهجمة وُصِفت بالأخطر على أفرادها وممتلكاتها منذ اتفاق وقف الأعمال العدائية، عقب إلقاء مسيّرات إسرائيلية أربع قنابل بالقرب من قوات حفظ السلام في أثناء عملها على إزالة عوائق تعرقل الوصول إلى موقع للأمم المتحدة قرب الخط الأزرق، علماً أن جيش الاحتلال كان قد أبلغ مسبقاً عن أشغال لـ"يونيفيل" في المنطقة الواقعة جنوب شرقي بلدة مروحين، وفق تأكيدها.
كذلك، اضطرّت وحدات من قوات حفظ السلام في موقعين في منطقة دير كيفا بالقرب من برج قلاوية، إلى الانتقال إلى أماكن آمنة نتيجة الاعتداءات الإسرائيلية التي طاولت قرى جنوبية الخميس الماضي، بعد إصدار إنذارات للسكان بالمغادرة، والتي وفق تعبير "يونيفيل" "عرّضت بشكل خطير حياة عناصرها، وجنوداً لبنانيين ومدنيين للخطر". ويقول مصدر في "يونيفيل" لـ"العربي الجديد"، إن "يونيفيل توثق كل الخروقات التي تحصل، والتي تُعدّ انتهاكاً واضحاً وصريحاً لقرار مجلس الأمن رقم 1701، والتي من شأنها أن تهدّد الاستقرار الذي لا يزال هشّاً رغم اتفاق نوفمبر"، مشيراً إلى أن "جنود حفظ السلام مستمرّون في أداء مهامهم، انطلاقاً من القرار الأممي، رغم كل التحديات، وهناك تنسيق مستمرّ مع الجيش اللبناني في العمل الميداني لتعزيز الاستقرار في الجنوب وعلى طول الخط الأزرق".
ويلفت المصدر إلى أن "يونيفيل تنظر طبعاً بقلق إلى ما يحصل من تطورات في الأيام الماضية، وتجدّد دعوة إسرائيل إلى وقف غاراتها وانسحابها من الأراضي التي لا تزال تحتلها جنوباً، وتشدد على ضرورة التزام جميع الأطراف بما تم الاتفاق عليه لتفادي أي تصعيد إضافي". وخلال العدوان الإسرائيلي على لبنان، تعرّضت قوات يونيفيل لعددٍ من الاعتداءات التي استهدفت جنودها، وأدت إلى وقوع إصابات في صفوفهم، كما طاولت مقرها في الناقورة، وأماكن إقامة وملاجئ، وأبراجاً وكاميرات مراقبة، عدا عن إصدار أوامر متكرّرة لإخلاء مواقعها، الأمر الذي استدعى انتقادات دبلوماسية وإدانات واسعة نظراً إلى دور القوة الأممية المؤقتة في حفظ الاستقرار في جنوب لبنان.
وشددت الأمم المتحدة ودول كبرى على ضرورة احترام مهام "يونيفيل" وضمان سلامة أفرادها، داعية إلى تجنّب أي أعمال عدائية من شأنها تعريضهم للخطر، أو تقويض دورهم في حفظ الأمن والاستقرار، علماً أن هذه المناشدات كلها لم تؤدِّ إلى أي نتيجة في ظلّ استمرار إسرائيل في اعتداءاتها التي شملت أيضاً الجيش اللبناني.