يوم تاريخي لحضور فلسطين وعزل إسرائيل في الأمم المتحدة

23 سبتمبر 2025   |  آخر تحديث: 11:51 (توقيت القدس)
من مؤتمر حل الدولتين، نيويورك 22 سبتمبر 2025 (جلال غونيس/الأناضول)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- انضمت 11 دولة جديدة للاعتراف بدولة فلسطين في مؤتمر الأمم المتحدة، ليصل العدد إلى 151 دولة، مما يعكس تحولاً في الموقف الدولي تجاه إسرائيل وفلسطين.

- الاعتراف الدولي بفلسطين أثار قلقاً في الأوساط المؤيدة لإسرائيل، حيث يُنظر إليه كعامل قد يزيد من عزلتها دبلوماسياً، رغم محاولات التقليل من أهميته.

- الاعتراف يُعتبر جزءاً من عملية السلام، لكنه يواجه تحديات، خاصة مع تهديدات نتنياهو بضم الضفة الغربية، وسط تحذيرات دولية متزايدة.

لليوم الثاني على التوالي يخطف الاعتراف الدولي بدولة فلسطين الأضواء في الأمم المتحدة. وتحول مؤتمر حل الدولتين، الذي انعقد أمس الاثنين في قاعة الجمعية العمومية بحضور حشد واسع من القيادات الدولية، وتخللته كلمات لعدد كبير منهم، وانضمام 11 دولة إلى قافلة المعترفين (بات عدد الدول المعترفة بفلسطين 151 من أصل 193 دولة عضوة في الأمم المتحدة)، إلى حدث تاريخي طغى موضوعه، أي الاعتراف، على أعمال الدورة الـ80 للجمعية العامة. ومع أن طابع المؤتمر احتفالي وليس تقريرياً إلا أنه ترك أصداء واسعة لدى الأوساط المعنية والحشود الدبلوماسية الدولية في نيويورك، حسبما أشارت التقارير.

وصنّفت الجهات المعنية بإسرائيل والملتزمة بالدفاع عن سياساتها هذا التطور في خانة "التحول الكبير في موقف العالم الغربي" من إسرائيل وموضوع دولة فلسطين. وهذه مسألة أثارت بعض الجهات العاتبة بل الناقمة على الأوروبيين الذين قادوا عملية الاعتراف، وقال السيناتور الجمهوري ليندسي غراهام: "بعد 80 عاماً على قيام النازية بقتل 6 ملايين يهودي، يأتي اليوم ما يسمّونه بالعالم المتمدن ليكافئ النازية الدينية المعاصرة بتسمية دولة فلسطينية تعسفية".

وبالرغم من رمزية الاعتراف فإنه كسر التقليد المعمول به منذ اعتراف المنظمة الدولية نفسها بقيام إسرائيل قبل 80 عاماً تقريباً. وفي ذلك بحد ذاته ما يثير قلق هذه الأوساط، سواء لجهة أن يؤدي مسار الاعتراف في نهاية المطاف إلى محطة إنشاء الدولة الفلسطينية، أو لجهة أن تؤدي "مثل هذه الجهود إلى تزايد عزلة إسرائيل دبلوماسياً" وما يستتبع ذلك من تداعيات سلبية، خصوصاً أن صورة تل أبيب تلطّخت في الآونة الأخيرة، بعد حروب الإبادة والتجويع التي تقوم بها في غزة.

ويضاعف هذا القلق أن الحملة التي قامت بها إسرائيل وأنصارها في واشنطن من خلال الترويج لمقولة أن الاعتراف ليس إلا "مكافأة لحماس" لم تقوَ حتى على التخفيف من زخم المؤتمر أو التأثير في حصيلته. وهي حيثية واهية يصعب تسويقها حتى في واشنطن، خاصة بعد أن تولى رئيس الحكومة البريطانية كير ستارمر دحض مثل هذا المزاعم. وساعد في ذلك أن معظم الكلمات التي ألقيت في المؤتمر تقاطعت عند الإشارة إلى انتهاكات إسرائيل في غزة. والتركيز على هذا الجانب يعزز قضية الاعتراف الذي تدوّل بعد المؤتمر.

لكن مع ذلك يبقى الاعتراف "جزءاً من عملية السلام"، حسب دافيد لامي نائب رئيس الحكومة البريطانية. وفي أحسن أحواله ليس أكثر من "ممر نحو صيغة قابلة مبدئياً للتطبيق". غير أن الوصول إلى هذه النقطة "ما زالت طريقه طويلة ومليئة بالعوائق والعقبات شبه المستعصية". ولا مراهنة سوى على مدى تعاظم الإجماع على الاعتراف وصموده. وحتى الآن، مرّت العملية من دون تحدٍّ. ورغم أن بنيامين نتنياهو، رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي، هدد، أو لمح، بضم الضفة الغربية أو جزءاً منها رداً على الاعتراف، لم يفعل ذلك، والاعتقاد، وربما التسريبات، أنه لن يقدم على هذه الخطوة، حيث إنه ربما تهيّب الأمر أو جرى تحذيره بشكل قاطع من البيت الأبيض. مع أن مصادر الإدارة كانت قد لوّحت "بدعم إسرائيل لو قررت هذه الأخيرة القيام برد ما على الاعتراف". وحتى اللحظة لم يصدر تعليق إسرائيلي على الموضوع، والأرجح "أن يتوارى" نتنياهو في الوقت الحاضر، حسب المعلق دافيد اغناتشيوس، الموثوقة مصادره عموماً. أو قد يعتمد على رد من نوع المضي في توسيع رقعة الاستيطان في الضفة، وهو كان قد بدأ في ذلك على كل حال. في نهاية الأسبوع ستتضح الصورة بعد أن يلقي نتنياهو كلمته أمام الجمعية العمومية يوم الجمعة القادم. والواضح أنه بعد حدث الأمس قد توهج حضور فلسطين، بينما عزلة إسرائيل كبرت في المنظمة الدولية، بل في الساحة الدولية.