يوسف جربوع يصطفّ مع الهجري والحناوي في مهاجمة الحكومة السورية
استمع إلى الملخص
- الشيخ حمود الحناوي انتقد السلطة بشدة، متهماً إياها بـ"الظلامية والغدر"، ودعا إلى رفع الحصار ومحاسبة المسؤولين عن "الجرائم الوحشية".
- الشيخ حكمت الهجري طالب بفتح تحقيق دولي مستقل في "الجرائم المرتكبة في السويداء"، وشكر الدول الداعمة، داعياً إلى "وحدة الصف ونبذ الفتنة".
انضمّ الشيخ يوسف جربوع، أحد أبرز مشايخ العقل في محافظة السويداء، جنوبي سورية، إلى كلٍّ من الشيخين حكمت الهجري وحمود الحناوي في انتقاد الحكومة السورية، موجهاً اتهامات لها بارتكاب "مجازر" و"تطهير عرقي" بحق المدنيين في المحافظة خلال الأيام الماضية. وقال جربوع، في بيان أصدره مساء اليوم السبت، إنّ السويداء مرّت خلال الأيام الأخيرة بـ"محنة عظيمة"، سعى خلالها إلى "وقف حمّام الدم وحماية المدنيين الأبرياء"، متهماً القوات المهاجمة بارتكاب "عدوان همجي بحجة بسط سيطرة الدولة"، لكنه منح، بحسب قوله، "غطاءً وحمايةً لجيش من التتر الذين عاثوا في الأرض فساداً وقتلوا المدنيين العزّل من دون وجه حق"، على حد وصفه.
ووصف جربوع ما جرى بأنه "أعمال وحشية طائفية بمثابة تطهير عرقي ممنهج"، داعياً "المنظمات الإنسانية والهيئات الصحافية والمعنيين من جميع أنحاء العالم للوقوف على ما فعله المعتدون من مجازر بحق الإنسانية في المحافظة". وطالب جربوع "الدول الضامنة بوقف الأعمال القتالية والعدوانية، والانسحاب الفوري من كامل أراضي المحافظة، وإطلاق سراح المخطوفين والمغيّبين، وتشكيل لجنة تحقيق دولية محايدة، ورفع الحصار وفتح المعابر الإنسانية دون قيد أو شرط".
ولم يصدر بعد تعليق رسمي من دمشق على هذه الاتهامات.
وتأتي تصريحات جربوع في أعقاب مواقف متصاعدة من زعماء الطائفة الدرزية في السويداء ضد الحكومة في دمشق، إذ وجّه الشيخ حمود الحناوي في وقت سابق اليوم انتقادات لاذعة للسلطة، متهماً إياها بـ"الظلامية والغدر"، في تحول لافت عن نهجه السابق الذي تجنّب فيه الصدام مع الدولة السورية. وقال الحناوي، في بيان مصور، إنّ "السلطة ومن معها لا عهد لهم ولا ذمة، باعت الوطن في سوق المساومات فطعنت أهله قبل أن تطعن حدوده"، واصفاً الحكومة بـ"حكومة الغدر التي نقضت المواثيق وانقلبت على القيم وارتضت أن تكون سيفاً على رقاب الأبرياء بفتاوى فكرها الظلامي الجهادي المتطرف". واتهمها بمحاصرة السويداء في "الدواء والمحروقات والبنية التحتية"، معتبراً أنّ "المعركة قضية وجود ومصير"، وداعياً إلى تدخل عاجل لرفع "الحصار" ومحاسبة المسؤولين عن "الجرائم الوحشية"، على حد وصفه.
ويعدّ خروج الحناوي، البالغ من العمر 82 عاماً، بموقف علني مناهض للحكومة، استجابة لدعوة وجهها له الناشط ماهر شرف الدين، المقرب من الشيخ الهجري، بعد ما وصفه الأخير بـ"جرائم دواعش الجيش والأمن العام" في قريته سهوة بلاطة، في ما اعتبر اصطفافاً مع الهجري في مواجهة دمشق.
وكان الشيخ حكمت الهجري قد طالب في بيان مصور، عصر السبت، بفتح تحقيق دولي مستقل في "الجرائم المرتكبة في السويداء"، وإحالة المتورطين إلى المحكمة الجنائية الدولية، وإرسال بعثات مراقبة لحماية المدنيين، و"وقف كل أشكال الدعم السياسي والعسكري للفصائل الإرهابية المحيطة بالمحافظة". واتهم الهجري القوات المهاجمة بارتكاب "إبادة ممنهجة تشمل ذبح أطفال، وإعدام شيوخ، وحرق منازل، وخطف مدنيين، وفرض حصار خانق"، مؤكداً أن "التجويع يشكل جريمة حرب وفق اتفاقيات جنيف ونظام روما الأساسي". كما وجّه الهجري الشكر للدول التي دعمت السويداء، ومن بينها إسرائيل والولايات المتحدة ودول الخليج والإدارة الذاتية لشمال وشرق الفرات، معبّراً عن امتنانه لـ"دولة إسرائيل حكومة وشعباً لتدخلها الإنساني"، داعياً في ختام بيانه أبناء المحافظة إلى "وحدة الصف ونبذ الفتنة".