ويتكوف: تطبيع العلاقات بين إسرائيل ولبنان وسورية أصبح احتمالاً حقيقياً

22 مارس 2025   |  آخر تحديث: 14:14 (توقيت القدس)
ستيف ويتكوف خلال مقابلة تلفزيونية في واشنطن، 19 مارس 2025 (Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- أشار المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف إلى احتمال تطبيع العلاقات بين إسرائيل وسورية ولبنان، معتبراً أن سورية خرجت من دائرة النفوذ الإيراني، وأن التطبيع قد يكون جزءاً من عملية أوسع لإحلال السلام في المنطقة.
- قوبلت فكرة التطبيع مع لبنان بشكوك من مسؤولين إسرائيليين، حيث اعتبر بعضهم أن التصريحات تهدف للتغطية على الإشكاليات في السياسة الإسرائيلية، وأكد وزير الطاقة الإسرائيلي أن الحديث عن تطبيع مع لبنان ما زال مبكراً.
- أكدت مصادر لبنانية رسمية أن بيروت لم تناقش مسألة التطبيع مع إسرائيل ولا تنوي ذلك، مشددة على أن المفاوضات ستبقى غير مباشرة وتركز على انسحاب الاحتلال.

قال المبعوث الخاص للرئيس الأميركي إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف إن تطبيع الاحتلال الإسرائيلي مع سورية ولبنان "أصبح احتمالاً حقيقياً"، مشيراً إلى أن سورية خرجت من دائرة النفوذ الإيراني. جاء ذلك في مقابلة مطولة أجراها الدبلوماسي الأميركي مع الصحافي تاكر كارلسون، ونقلها تلفزيون سوريا اليوم السبت، تدور حول ملامح رؤية إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب لمستقبل المنطقة.

وأعرب ويتكوف عن اعتقاده بـ"إمكانية تطبيع لبنان العلاقات مع إسرائيل من خلال إبرام معاهدة سلام بين البلدين، إن هذا ممكن حقاً. وينطبق الأمر نفسه على سورية"، مضيفاً أن تطبيع العلاقات بين لبنان وإسرائيل، ثم بين سورية وإسرائيل، "يمكن أن يكون جزءاً من عملية أوسع نطاقاً لإحلال السلام في المنطقة".

وعن شكل الخريطة النهائية التي تطمح تل أبيب إلى رسمها في الشرق الأوسط، قال ويتكوف إن إسرائيل "تتحرك داخل لبنان وسورية، ورغم أن هاتين الدولتين ليستا جزءاً من إسرائيل، إلا أنها تسيطر عليهما ميدانياً"، على حد تعبيره. واعتبر المبعوث الأميركي أن هذه السيطرة تفتح الباب أمام تطبيع شامل في حال تم القضاء على الجماعات المسلحة، مؤكداً أنه إذا طبعت سورية ولبنان العلاقات مع الاحتلال الإسرائيلي، ووقعت السعودية اتفاقية سلام، فسنكون أمام مشهد جديد بالكامل في الشرق الأوسط.

وفي وقت سابق، قال مصدر سياسي إسرائيلي، لم يُكشَف عن اسمه، لقناة 12 العبرية، إن إسرائيل تتطلع إلى التطبيع مع لبنان، في جزء من المفاوضات غير المباشرة بشأن معالجة النقاط المتنازع عليها على الحدود اللبنانية مع الاحتلال، لكن تصريحاته قوبلت بشكوك من قبل مسؤولين إسرائيليين آخرين. وقدّر أحدهم أن تصريحاته بشأن تطبيع لبنان مع إسرائيل "تهدف إلى التغطية على الإشكالية في قرار رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بالخروج عن السياسة الإسرائيلية التقليدية، والموافقة على دراسة مطالب دفع بها حزب الله على مدار سنوات، وربما حتى تقديم إنجازات له عقب الحرب". واستبعد وزير الطاقة وعضو الكابينت الإسرائيلي إيلي كوهين إمكانية تطبيع لبنان مع إسرائيل "في الوقت الراهن". وقال كوهين في حديث لقناة 14 العبرية: "أعتقد أن من المبكر الحديث عن تطبيع مع لبنان. علينا أولاً أن نتمكن من استهداف إيران، ونحن ننتظر أن ينجح الرئيس دونالد ترامب في إكمال المهمّة باتفاق، أو بطريقة أخرى، مع طهران. فإذا لم يفعلها ترامب، فنحن سنفعل ذلك. فقط عندها يمكن البحث في تطبيع مع لبنان".

وجاء ذلك بعد نقل القناة 12 الإسرائيلية عن مصدر سياسي في رئاسة الوزراء الإسرائيلية قوله إن "لبنان له مطالب بخصوص الحدود، ولنا أيضاً مطالب وسنناقش الأمور"، مشيراً إلى أن "المحادثات مع لبنان جزء من خطة واسعة وشاملة". واعتبر المصدر أنه "غيّرنا وجه الشرق الأوسط ونرغب في تطبيع العلاقات مع لبنان". من جهته، أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أنه "لن نتنازل عن السيطرة على خمسة مواقع في الأراضي اللبنانية"، وهي التلال الخمس التي تحتلها إسرائيل منذ وقف إطلاق النار مع حزب الله في 27 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي. وأكد في بيان الخميس الماضي "أن سياستنا الهجومية لا تقتصر على سورية، بل تمتد إلى لبنان أيضاً".

وأكدت مصادر رسمية في لبنان لـ"العربي الجديد"، في وقت سابق، أن "بيروت لم تناقش مسألة تطبيع لبنان مع إسرائيل ولا اتجاه لديها أصلاً بذلك، فهذا الأمر محسوم ولا بحث فيه". وأشارت المصادر إلى أن "المفاوضات دائماً مع الإسرائيلي هي غير مباشرة، وستبقى كذلك، والنقاش حالياً يرتكز على إتمام انسحاب الاحتلال من التلال الخمس التي يتمركز فيها، وكذلك من جميع الأراضي اللبنانية التي يحتلها والمعترف بحدودها دولياً لصالح لبنان".

(أسوشييتد برس، العربي الجديد)