وول ستريت جورنال: فريق ترامب يدرس شنّ عمل عسكري ضد إيران

13 ديسمبر 2024
ترامب خلال حضوره فعالية رياضية في نيويورك، 16 نوفمبر 2024 (Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- يدرس فريق ترامب خيارات لوقف البرنامج النووي الإيراني، بما في ذلك ضربات جوية، حيث يعتقد أن الضغوط الاقتصادية غير كافية، مع التركيز على ضعف موقف إيران الإقليمي.
- يسعى ترامب إلى استراتيجية "الضغط الأقصى 2.0" تشمل خطوات عسكرية وعقوبات مالية، مع تعزيز القدرات العسكرية الأميركية وبيع أسلحة لإسرائيل، بهدف إقناع إيران بحل دبلوماسي.
- رغم تفضيل ترامب تجنب تصعيد عسكري، لم يستبعد احتمال الحرب مع إيران، والمناقشات لا تزال أولية وقد تتغير مع تولي مسؤولين جدد.

يعتقد مستشارو ترامب أن الضغوط الاقتصادية ليست كافية لاحتواء طهران

يدرس ترامب خيارات لمنع إيران من امتلاك القدرة على بناء سلاح نووي

يخضع خيار توجيه ضربة عسكرية للمنشآت النووية لمراجعة أكثر جدية

يدرس فريق الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب خياراته لوقف البرنامج النووي الإيراني، بما في ذلك توجيه ضربات جوية، حيث يبحث مستشارو ترامب العمل العسكري، لاعتقادهم أن الضغوط الاقتصادية ليست كافية لاحتواء طهران، وفق ما ذكرته صحيفة وول ستريت جورنال الأميركية، اليوم الجمعة.

وقالت الصحيفة إن ترامب يدرس الخيارات المتاحة لمنع إيران من امتلاك القدرة على بناء سلاح نووي، بما في ذلك إمكانية توجيه ضربات جوية وقائية، وهي خطوة من شأنها كسر السياسة المتبعة منذ فترة طويلة، والتي تتمثل في احتواء طهران بالدبلوماسية والعقوبات. وبحسب الصحيفة، فإن خيار توجيه ضربة عسكرية للمنشآت النووية يخضع لمراجعة أكثر جدية من قبل بعض أعضاء فريق انتقال السلطة. ونقلت عن هؤلاء قولهم إن ضعف موقف إيران الإقليمي، والكشف الأخير عن العمل النووي المزدهر لطهران، أدى إلى زيادة النقاشات الداخلية الحساسة، مؤكدة في الوقت نفسه أن كل المداولات بشأن هذه القضية لا تزال في مرحلة مبكرة.

وفي السياق، كشف مصدران مطلعان على محادثات ترامب ورئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو الهاتفية، أن الرئيس الأميركي عبّر عن قلقه إزاء إمكانية نجاح طهران في تطوير برنامجها النووي في عهده، وهو ما يشير إلى أنه يبحث عن مقترحات لمنع هذه النتيجة. ويريد ترامب خططاً لا تؤدي إلى إشعال حرب جديدة، وخاصة تلك التي تؤدي إلى انخراط الجيش الأميركي، حيث من المحتمل أن تؤدي الضربات على المنشآت النووية الإيرانية إلى وضع الولايات المتحدة وإيران في مسار تصادمي.

ونقلت الصحيفة عن أشخاص مطلعين على الخطة، قولهم إن فريق ترامب الانتقالي يعكف على وضع ما يُطلق عليه استراتيجية "الضغط الأقصى 2.0" ضد النظام الإيراني، وهي تكملة لنهجه في فترة ولايته الأولى، والذي ركّز على العقوبات الاقتصادية الصارمة. وهذه المرة، يعمل ترامب ومساعدوه، وفق الصحيفة، على صياغة خطوات عسكرية يمكن أن تكون محورية في حملته المناهضة لطهران، مقرونة بعقوبات مالية أكثر صرامة.

وأكد أربعة أشخاص مطلعون على الخطط، أن المناقشات، بما في ذلك بعض المحادثات التي جرت مع ترامب، تناولت خيارين واسعين، يتمثل الأول في زيادة الضغوط العسكرية، من خلال إرسال المزيد من القوات والطائرات الحربية والسفن الأميركية إلى الشرق الأوسط، وفق مصدرين تحدثا للصحيفة، مشيرين إلى أن واشنطن قد تبيع أيضاً أسلحة متقدمة لإسرائيل، مثل القنابل الخارقة للتحصينات، لتعزيز قوتها النارية الهجومية، لإخراج المنشآت النووية الإيرانية عن الخدمة. وقد يقنع التهديد باستخدام القوة العسكرية، خاصة إذا ما اقترن بعقوبات أميركية ناجحة في شل الاقتصاد الإيراني، طهران بأنه لا يوجد خيار سوى حل الأزمة دبلوماسياً.

أمّا المسار البديل، فيتلخص بالسعي إلى استخدام التهديد بالقوة العسكرية، خاصة إذا اقترن بعقوبات أميركية، لدفع إيران لقبول حلّ دبلوماسي. وذكّرت الصحيفة بأن هذه الاستراتيجية استخدمها ترامب مع كوريا الشمالية في ولايته الأولى، على الرغم من تعثر الدبلوماسية في نهاية المطاف. ولم يتضح بعد المسار الذي قد يختاره ترامب، الذي تحدث عن تجنب حرب عالمية ثالثة، والتوسط في صفقات مع طهران. وفي حين أصر ترامب على أنه يسعى إلى تجنب تصعيد هائل في الشرق الأوسط، إلا أنه قال لمجلة تايم الأميركية، في مقابلة نُشرت أمس الخميس، إن هناك فرصة لأن تخوض الولايات المتحدة حرباً مع إيران، ويرجع ذلك جزئياً إلى أنها خططت لاغتياله.

ووفق الصحيفة، لم يبدِ بعض المسؤولين الجدد في الإدارة رأيهم الكامل في هذه القضية بعد، وقد تتغير المقترحات المتعلقة بإيران مع تولي المسؤولين الحكوميين مناصبهم، وتوافر المعلومات السرية، وإجراء المناقشات مع الحلفاء الإقليميين مثل إسرائيل. والأمر الحاسم هو أن ترامب نادراً ما يخوض في التفاصيل المتعلقة بقضايا السياسة الخارجية حتى تُعرض عليه خيارات نهائية تفرض اتخاذ قرار، كما يقول مسؤولون سابقون في إدارته.

ولم تردّ بعثة إيران لدى الأمم المتحدة على طلبات التعليق، كما تستجب الحكومة الإسرائيلية لطلبات التعليق حول ما إذا كانت ستهاجم إيران بشكل استباقي أثناء إدارة ترامب. ولكن في نوفمبر/ تشرين الثاني، بعد إجراء ثلاث مكالمات هاتفية مع ترامب، قال نتنياهو إنه وترامب "يتفقان بشأن التهديد الإيراني في جميع مكوناته والخطر الذي يشكله". وبعد وقت قصير من كشف المفتشين الدوليين عن نمو مخزون إيران من المواد النووية، درس ترامب فكرة توجيه ضربات استباقية للبرنامج النووي الإيراني في نهاية ولايته الأولى، وفق ما أكده مسؤولون سابقون، لكن ترامب نفى بعد مغادرته منصبه أن يكون قد فكر بالعمل العسكري بجدية، مدعياً أن كبار مساعديه في وزارة الدفاع وضعوا خطط حرب ودفعوه إلى الموافقة على ضربة.

وبحسب "وول ستريت جورنال"، قال مساعدو ترامب والمقرّبون منه، الذين يؤيدون الخيارات العسكرية خلال ولايته الثانية، إن الفكرة الرئيسية ستكون دعم الضربات الإسرائيلية على المنشآت النووية الإيرانية، مثل نطنز، وفوردو، وأصفهان، وربما حتى مشاركة الولايات المتحدة في عملية مشتركة. ويقول العديد من المسؤولين الإسرائيليين الحاليين والسابقين إن هناك شكوكاً كبيرة في مدى نجاح إسرائيل في شنّ هجوم منفرد على المنشآت النووية الإيرانية، والتي يقع بعضها في أعماق الأرض. ويصرّ بعض حلفاء ترامب على أن الأشهر الأولى من عودته إلى منصبه تقدّم له فرصة نادرة لمواجهة التوسع النووي الإيراني، في وقت يقبع النظام هناك في موقف ضعيف.

وفي السياق، أكد مسؤولون في فريق ترامب الانتقالي، أنهم ينوون تعزيز العقوبات الحالية، وفرض عقوبات جديدة، بما في ذلك إعادة تصنيف الحوثيين المدعومين من طهران في اليمن منظمة إرهابية أجنبية، ومنع الدول التي تشتري النفط الإيراني من شراء الطاقة الأميركية، لكن هناك حاجة إلى بذل المزيد من الجهود، بخلاف زيادة الضغوط الاقتصادية والمالية، لأن إيران "تحاول بنشاط قتل الرئيس ترامب"، كما قال أحد أعضاء فريقه، معتبراً أن هذا يؤثر بالتأكيد على تفكير الجميع، عندما يتعلق الأمر بما ستكون عليه العلاقة في المستقبل.