"وول ستريت جورنال": غروسي تحت حماية أمنية مشددة بعد تهديد إيراني
استمع إلى الملخص
- تتهم إيران غروسي بإشعال التوترات مع إسرائيل بعد اتهام الوكالة لها بتجاهل التزاماتها النووية، ووصفت وسائل إعلام إيرانية غروسي بالتجسس لصالح إسرائيل.
- رغم التوترات، زار غروسي طهران لتهدئة المخاوف النووية، وأعلن عن عودة مفتشي الوكالة، وسط مباحثات لتجنب تفعيل "آلية الزناد" وإعادة فرض عقوبات دولية على إيران.
أفادت صحيفة وول ستريت جورنال، الأربعاء، نقلاً عن مصادر مطلعة، بأن المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية
رافاييل غروسي يخضع لحماية من وحدة النخبة في أجهزة الأمن النمساوية "على مدار الساعة منذ عدة أسابيع"، في أعقاب "تهديد إيراني". وبحسب ما تفيد الصحيفة فإن هذا الإجراء جاء بعد أن تلقت وكالة الاستخبارات النمساوية معلومات عن تهديد غروسي من "طرف ثالث".وتشير الصحيفة إلى أن غروسي، المرشح الأبرز لخلافة أنطونيو غوتيريس كأمين عام للأمم المتحدة العام المقبل، مُنح حماية أمنية من وحدة "كوبرا" النمساوية. وتنتشر هذه القوة التكتيكية لمواجهة أخطر التهديدات، مثل المؤامرات الإرهابية، ولتأمين كبار الشخصيات.
وذكرت وول ستريت جورنال، نقلاً عن مصدر مطلع، أن السلطات النمساوية تحركت بناءً على معلومات استخباراتية تُشير إلى وجود تهديد محدد لغروسي من "أفراد مرتبطين بإيران"، في حين أعرب مصدر آخر عن اعتقاده بأن التهديد "قادم من إيران"، مشيراً إلى أن السلطات تأخذه على محمل الجد. من جهته، قال المتحدث باسم الوكالة الدولية للطاقة الذرية فريدريك دال: "يمكننا تأكيد أن النمسا جندت وحدة كوبرا، لكن لا يمكننا تأكيد مصدر التهديد تحديداً".
وتتهم طهران غروسي بإشعال فتيل الحرب مع إسرائيل في 13 يونيو/ حزيران الماضي، بعد أن أصدرت الوكالة الدولية للطاقة الذرية قراراً في 12 يونيو/ حزيران اتهم إيران بتجاهل التزاماتها النووية. وقال وزير الخارجية عباس عراقجي، في تصريح سابق، إن "التقارير التي أعدتها الوكالة ساهمت بصورة كبيرة في الوصول إلى الوضع الراهن (..) هناك دوافع سياسية تقف وراءها". كذلك هاجم نائب وزير الخارجية الإيراني للشؤون الدولية والقانونية كاظم غريب أبادي غروسي، قائلاً إنه "يعمل لمصلحة إسرائيل وأميركا والوكالة أصبحت أداة بيد الغرب". وذهبت صحيفة كيهان الإيرانية المحافظة، بعيداً عندما قالت إنّ وثائق أظهرت أنّ غروسي كان "جاسوساً للكيان الصهيوني... ويجب إعدامه".
وعلى الرغم من هذه التوترات، حافظ غروسي على علاقة مع المسؤولين الإيرانيين، وقد زار طهران عدة مرات لتهدئة مخاوف الوكالة الدولية للطاقة الذرية بشأن أنشطة إيران. وأعلن غروسي أن فريقاً من مفتشي الوكالة "عاد إلى إيران" للمرة الأولى منذ الضربات الإسرائيلية والأميركية على المنشآت النووية للجمهورية الإسلامية في يونيو/ حزيران. وقال لقناة "فوكس نيوز" الأميركية في مقابلة بثت الثلاثاء "عاد أول فريق من مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية إلى إيران... ونحن على وشك البدء من جديد".
أضاف بحسب ما نقلت وكالة فرانس برس: "في إيران، كما تعلمون، هناك منشآت عدة، بعضها تمت مهاجمته دون البعض الآخر... ونحن بصدد مناقشة الإجراءات العملية التي يمكن القيام بها لنتمكن من استئناف عملنا هناك".
وأتت تصريحات غروسي في يوم عقدت إيران ودول الترويكا الأوروبية (بريطانيا وفرنسا وألمانيا) في جنيف مباحثات تسعى طهران من خلالها الى تجنّب تفعيل الأوروبيين "آلية الزناد" وإعادة فرض عقوبات دولية عليها. وقال نائب وزير الخارجية الإيراني كاظم غريب آبادي الذي حضر المحادثات إن "الوقت حان" للبلدان الأوروبية الثلاثة "للقيام بالخيار الصحيح ومنح الدبلوماسية الوقت والمساحة".
وتلوّح الدول الأوروبية بإعادة فرض العقوبات مع نهاية الشهر الجاري. وتتيح "آلية الزناد" المدرجة في الاتفاق النووي لعام 2015 بين إيران والقوى الكبرى، إعادة فرض عقوبات مجلس الأمن الدولي على طهران في حال أخلت بالتزاماتها بموجب الاتفاق. وأدت الحرب التي شنتها إسرائيل بشكل مفاجئ إلى تعطيل المفاوضات النووية بين واشنطن وطهران، ودفعت الأخيرة إلى تعليق تعاونها مع الوكالة الدولية. وأكدت طهران أنها على استعداد للتعاون مع الوكالة "بشكل جديد"، مع الأخذ في الاعتبار مصالحها الأمنية.