وول ستريت جورنال: خطة ترامب لم تكتمل بعد وتعديلات جارية في الكواليس

29 سبتمبر 2025   |  آخر تحديث: 20:55 (توقيت القدس)
ترامب خلال استقباله نتنياهو بالبيت الأبيض، 7 يوليو 2025 (اندرو هارنيك/ Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- تضغط إسرائيل ودول عربية لتعديل خطة ترامب بشأن غزة، مما أدى إلى تفخيخها وإفراغها من مضمونها الأصلي، مع مباحثات مكثفة بين فريقَي ترامب ونتنياهو.
- تشمل التعديلات انسحاباً إسرائيلياً تدريجياً من غزة، نشر قوات دولية، إدارة تكنوقراط فلسطينية، ودور محوري للسلطة الفلسطينية، مع مطالب سعودية ومصرية بمسار لحل الدولتين.
- تترك الخطة الباب مفتوحاً لدولة مستقلة وإفراج عن المحتجزين، لكنها تواجه تحديات كبيرة، حيث لم تتسلم حماس نسخة رسمية منها، ويسعى ترامب للإعلان عن اتفاق سلام.

كشفت صحيفة "وول ستريت جورنال" أن الصياغة النهائية لخطة الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، بشأن غزة لم تكتمل بعد، مضيفة نقلاً عن مسؤولين أن إسرائيل وبلدان عربية تضغط من وراء الكواليس من أجل إدخال تعديلات عليها. وشهدت الساعات الماضية التي سبقت استقبال ترامب رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو في البيت الأبيض مساء اليوم، مباحثات مكثفة بين فريقَي الرجلين بشأن خطة ترامب التي طرحها أولاً الأسبوع الماضي، قبل أن يطلب زعماء عرب إدخال تعديلات عليها.

ويتقاطع ما أوردته وول ستريت جورنال مع ما كشفته مصادر مطلعة على أجواء المباحثات الأميركية - الإسرائيلية لـ"العربي الجديد"، أوضحت أن ما حصل خلال الساعات القليلة الماضية أشبه بتفخيخ الخطة وإفراغها من مضمونها من خلال تعديلات يدخلها المفاوضون الإسرائيليون تجعل المقترح مليئاً بالألغام على نحوٍ يصعب تفسيره والاتفاق عليه، فضلاً عن تطبيق جميع بنوده التي كان عددها 21 في النسخة الأصلية التي طرحها ترامب. وأشارت تقرير وول ستريت جورنال إلى أنّه حتى في حال إعلان ترامب ونتنياهو عن التوصل لاتفاق اليوم، فإنه ستظلّ مع ذلك الكثير من الفجوات للملء في خطة ترامب.

وأضافت أنه ما زال يتعيّن أن توافق حركة حماس على خطة ترامب، إذ لم تتوصل بعد بنسخة رسمية منها، كما لفت التقرير إلى أن نتنياهو التقى مبعوث ترامب، ستيف ويتكوف، وصهر ترامب ومستشاره، جاريد كوشنر، في نيويورك مرات عدّة، أمس الأحد، من أجل التوصل لاتفاق بخصوص النقاط الرئيسية، بحسب مصادرها المطلعة. وأثارت إسرائيل العديد من القضايا التي تريد تعديلها في المقترح الأميركي، بما في انتداب قوة دولية وطبيعة الدور الذي قد تلعبه السلطة الفلسطينية في فترة ما بعد الحرب على غزة، إن كان لها دور، وفق مسؤولين عرب وشخص آخر مطلع.

وبحسب مصادر "العربي الجديد"، فإنّ التفاؤل الإسرائيلي الذي ساد في الإعلام العبري ووسائل إعلام أميركية بشأن الخطة نابع من حقيقة أنّ المحادثات جعلت صيغتها غامضة في ما يتعلق بآليات التنفيذ، موضحة أن لا شيء واضحاً في تلك الآليات سوى إطلاق سراح المحتجزين الإسرائيليين وإدخال المساعدات إلى قطاع غزة، ولخّصت مصادر "العربي الجديد" أجواء التعديلات الإسرائيلية والمباحثات الجارية بشأن الخطة بالقول إنّ الصيغة التي يجري التوصّل إليها بين الطرفين الأميركي والإسرائيلي في هذه الساعات "تمثل ميزان القوى العسكرية على الأرض" في غزة.

ويتعلق الغموض المتعمّد من الإسرائيليين في جميع البنود الرئيسية للخطة وتعديلاتها التي أدخلتها عليها قطر ومصر والسعودية والأردن، قبل أن تنضم إليها لاحقاً دول عربية وإسلامية الأسبوع الماضي في نيويورك. وتشمل التعديلات انسحاباً إسرائيلياً تدريجياً وكاملاً من قطاع غزّة، ونشر قوّات دولية على الحدود وليس داخل القطاع كما في المبادرة الأميركية الأساسية. وبحسب المصادر، فإنّ مهمة هذه القوات، التي سيكون قوامها الأساسي عربياً، ستتركّز على حدود القطاع، ولن تحتكّ بالسكّان في الداخل. وتتضمّن التعديلات العربية أيضاً إدارة تكنوقراط فلسطينيّة للقطاع لا دولية، على أن تكون للسلطة الفلسطينية صلة بها.

في الأثناء، أوضحت وول ستريت جورنال أن السعودية ومصر تريدان رؤية مسار واضح يقود إلى حل الدولتين وأن تلعب السلطة الفلسطينية دوراً إدارياً محورياً في القطاع. وقال مسؤولون عرب إنه من دون وجود مسار واضح لحل الدولتين، فإن السعودية قد لا توافق على تمويل الخطة. وبحسب مصادر الصحيفة، فإن المسؤولين من دول عربية عدّة، بما فيها قطر والسعودية والإمارات سيشاركون في اجتماعات على هامش لقاء ترامب ونتنياهو.

ولفتت وول ستريت جورنال إلى أن خطة الإدارة الأميركية تترك الباب مفتوحاً أمام إمكانية قيام دولة مستقلة تتمتع بالسيادة، مشيرة إلى أن ترامب قال إنه سيمنع إسرائيل من ضمّ الضفة الغربية، وهي الخطوة التي يؤكد مسؤولون أميركيون وبعض المسؤولين الإسرائيليين بأن ستضرّ بأي أفاق لحل الدولتين

وتعقد المحاولات الرامية إلى توسيع اتفاقيات التطبيع مع إسرائيل لتشمل مزيداً من البلدان العربية. وبخصوص ما تنصُّ عليه خطة ترامب للإفراج عن جميع المحتجزين الإسرائيليين في قطاع غزة خلال 48 ساعة، أوضح مسؤولون عرب للصحيفة أن حركة حماس تقول إنه سيكون من الصعب إطلاق سراح الجميع بما أنها فقدت الاتصال مع المجموعات التي تتولى حراستهم لأسابيع عدّة.

كذلك نقلت الصحيفة قولَ مسؤولين أميركيين إن ترامب يريد الإعلان عن اتفاق سلام لدفع نتنياهو لإنهاء الحرب، الذي يرفض ذلك كلياً. وأضافت عن مسؤول قوله إن دفع نتنياهو إلى القول إنه يوافق على خطة ترامب سيقود أساساً إلى تهدئة للحرب، مضيفاً مدى تجاوب حماس مع ذلك مازال في حكم المجهول.

وأبرز نقاط الاتفاق المطروح بصيغته المعدّلة لوقف الحرب هي ما يلي: انسحابٌ كامل وتدريجي لقوات الاحتلال من قطاع غزّة، وإدارة تكنوقراط فلسطينية للقطاع وللسلطة صلة بها، ومجلس إشراف دولي لغزة وليسَ إدارياً مباشراً، ونشر قوات دولية قوامها الأساسي عربيّ، تتركّز على الحدود، وليس داخل القطاع وإلقاء حركة حماس سلاحها، وليس نزع سلاحها بالقوة، وتعهّد من ترامب بعدم ضمّ الضفة الغربية.