"وول ستريت جورنال": المناورة العسكرية الأميركية الإسرائيلية الأكبر على الإطلاق رسالة لإيران
عدّت صحيفة "وول ستريت جورنال" المناورات العسكرية الأميركية الإسرائيلية، التي اختتمت الخميس الماضي وكانت الأكبر على الإطلاق بين البلدين، رسالة موجّهة لإيران بأن واشنطن لم تدر ظهرها للشرق الأوسط رغم انشغالها حاليًّا في الحرب الأوكرانية.
ويشارك آلاف الجنود من الجيشين في المناورات التي امتدت من البحر المتوسط حتى الفضاء الخارجي، وفق تعبير الصحيفة، وتخللها إطلاق 180 ألف باوند من الذخيرة الحية.
ولم تتوقف الطائرات الأميركية المقاتلة عن الإقلاع والهبوط من حاملة الطائرات "يو أس أس جورج أتش دبليو بوش"، التي كانت بمثابة قاعدة محرّكة للمناورات، وقد اجتمع عليها جنرالات البلدين لتقييم العمليات المشتركة.
وأكد مسؤولون عسكريون من البلدين، مرارًا، أن المناورات لم تكن مرسومة بتركيز صريح على إيران؛ لكن النية كانت واضحة: أن الولايات المتحدة وإسرائيل تعملان بشكل أوثق من ذي قبل لمواجهة طهران ووكلائها في المنطقة.
ونقلت الصحيفة عن رئيس الأركان الإسرائيلي المعيّن حديثًا، هيرتسي هليفي، أن التدريبات المشتركة عززت قدرة بلاده على "حماية نفسها"، قائلًا "حينما يهاجمك أحدهم فإن أفضل دفاع هو أن تبادله الهجوم؛ إنها قدرات هجومية ونحن نشكّلها لإيصال رسالة واضحة لإيران: إذا ارتكبت أخطاءً، فإن تلك القدرات الهجومية جاهزة".
وبحسب الصحيفة، فإن المخاوف الأميركية من إيران تعززت خلال الأسابيع الأخيرة مع ظهور المسيّرات الإيرانية على ساحة الحرب الأوكرانية. وثمّة خشية في واشنطن الآن من أن إيران قد تزوّد روسيا بصواريخ متطوّرة لتغذية حربها على أو-كرانيا، وتتلقى في المقابل طائرات روسية مقاتلة حديثة.
في هذا الإطار، فقد تضمّنت المناورات المشتركة الأخيرة تمرينًا على إعادة تزوّد الطائرات الإسرائيلية بالوقود عبر الجو؛ وهو ما قد يمنح إسرائيل مقدرة موسعة على تنفيذ ضربات جوية في العمق الإيراني.
وشاركت أكثر من 140 طائرة مقاتلة في المناورات الأسبوع الماضي، وتضمّنت المهام المرصودة تدمير أنظمة الدفاع الجوية للخصم، وهو ما قد يكون عاملًا رئيسيًّا في أي هجوم محتمل على إيران، وكذلك الهجمات الإلكترونية.
ومنذ شملت الولايات المتحدة الشؤون الأمنية الإسرائيلية تحت مظلّة قيادتها المركزية (Centcom)، والتي تشمل الشرق الأوسط ومعظم مناطق آسيا الوسطى، بات بوسع واشنطن إشراك إسرائيل ضمن رؤيتها الأمنية الأوسع للشرق الأوسط، بما يشمل أيضًا حلفاء عربًا وقّعوا اتفاقيات تطبيع مع الاحتلال في 2020، ويحاذون إيران جغرافيًّا. عطفًا على ذلك، يقول متحدث الجيش الإسرائيلي لوسائل الإعلام الدولية، الكولونيل ريتشارد هيخت: "إنه شرق أوسط جديد بحلفاء قدامى وجدد.. يا لها من أوقات رائعة".