وقف إطلاق نار مؤقت بين القبائل المتخاصمة شمال غربي باكستان

02 ديسمبر 2024
هجوم انتحاري يستهدف محطة للقطارات في باكستان، 9 نوفمبر 2024 (Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- أعلنت حكومة خيبربختونخوا عن وقف إطلاق نار مؤقت في مقاطعة كرم، مع انتشار قوات الأمن لفرض النظام، رغم استمرار المواجهات وسقوط 131 قتيلاً و180 جريحاً خلال 12 يوماً.
- الوضع في كرم كارثي مع إغلاق الطرقات ونقص المواد الغذائية وصعوبة نقل المرضى، حيث تعاني المستشفيات المحلية من نقص الإمكانيات، مما يستدعي نقل الجرحى إلى مستشفيات أخرى.
- التوترات الطائفية تتفاقم بتدخل جهات خارجية ودعم طالبان باكستان للسنة، وسط اتهامات للجيش الباكستاني بإشغال الجماعات السنية، بعد هجوم على سيارات شيعية.

أعلنت الحكومة المحلية في إقليم خيبربختونخوا شمال غرب باكستان عن تمكنها من إبرام وقف إطلاق نار مؤقت بين القبائل المتخاصمة على أساس طائفي في مقاطعة كرم القبلية قرب الأفغانية. يأتي ذلك فيما قالت مصادر قبلية لـ"العربي الجديد" إن المواجهات ما تزال متواصلة بين الجانبين في بعض المناطق، وإن عدد القتلى قد وصل خلال 12 يوماً إلى 131 قتيلاً وأكثر من 180 جريحاً.

وقال مكتب نائب عمدة مقاطعة كرم القبلية اليوم، في بيان له، إن وقف إطلاق نار مؤقتاً أبرم بين الطرفين، وإن قوات الأمن قد انتشرت في المنطقة من أجل الحفاظ على أمنها، وإن جميع المدارس والأسواق سوف تفتح غداً الثلاثاء. وأوضح المكتب أن الحكومة تبذل قصارى جهدها من أجل القضاء على الصراع من جذوره كي تعيش القبائل في جو من الأمن والاستقرار.

لكن حميد حسن، أحد نواب البرلمان من مقاطعة كرم قال لوسائل إعلام محلية إن الوضع في المنطقة "كارثي وإن جميع الطرقات لا تزال مغلقة، خاصة الطريق الرئيسي الذي يربط مقاطعة كرم بالمناطق والمدن الباكستانية الأخرى، ما أدى إلى شح كبير في الاحتياجات الأولية ومواد الغذاء، كما لا يمكن نقل المرضى والمصابين إلى مناطق أخرى لتلقي العلاج".

وأكد حسن أنه ما زال هناك ما يقرب من 100 جريح في المستشفيات بمقاطعة كرم، وهي تعاني من المشكلات الكثيرة، بالتالي ثمّة حاجة ملحة لنقل هؤلاء المصابين إلى المستشفيات في المدن الأخرى.

في غضون ذلك، ذكرت مصادر قبلية لـ"العربي الجديد" أن الوضع ما زال متوتراً، وأن تبادل إطلاق النار ما يزال متواصلاً في بعض المناطق، بالتالي وقف إطلاق النار "لا يكون إلا فرصة للقبائل المتخاصمة كي تستعد للمرحلة المقبلة من الاقتتال". وقال عبد القوي بيتاني الزعيم القبلي في كرم لـ"العربي الجديد" إن الوضع "كارثي ولن يدوم وقف إطلاق نار لفترة طويلة، خاصة أن الحكومة غير جادة، بل ما حصل هو من صنع الجيش والاستخبارات، كما أن جهات مختلفة تدخلت في القضية وعقدتها إلى أبعد الحدود".

وأكد بيتاني أن "ما فعلته القبائل الشيعية في حق السنة مؤخراً من قتل الناس وإحراق الجثث وتدمير المنازل وحرق القرى والأسواق، أضف إلى ذلك أنهم قاموا بإعدام عالم كبير في السن وأخذوا رأسه معهم ووضعوه على جانب الطريق، كل ذلك لم يكن من صنع هذه القبائل بل هناك جهات خارجية، كالفاطميين والزينبيين، هم من يفعل ذلك، وهم يرفعون أعلامهم ويقودون المعركة".

وقال إنه في المقابل طالبان باكستان "تتدخل بقوة وهي واقفة إلى جانب السنة، كما يرى البعض أن طالبان أفغانستان أيضاً تؤيد السنة، بالتالي هذه معضلة معقدة تدفع أبناء القبائل ثمنها". كذلك يشدّد الرجل على أن الجيش الباكستاني "يسعى لإشغال الجماعات العسكرية السنية هنا بدلاً من استهدافها للجيش والأمن، وفعلاً الجماعات المسلحة كلها بدأت تنشط هنا بقوة".

وبدأت المواجهات المسلحة بين القبائل السنية والشيعية قبل 12 يوماً عقب تعرّض سيارات من قبائل الشيعة لهجوم مسلح كانت في طريقها من مدينة بشاور إلى كرم، ما أدى إلى مقتل 46 شخصاً وإصابة العشرات. عقب ذلك قامت قبائل شيعية بالهجوم على أحياء من السنة وأسواقهم وقتل خلالها على مدى 12 يوماً 131 شخصاً من الطرفين، كما أصيب 186 آخرون بجراح، علاوة على أسر كل جهة عدداً من خصومهم، بينهم نساء وأطفال.

المساهمون