في ظل تهديدات إسرائيلية مدعومة بمواقف أميركية، تتصاعد التوترات حول تنفيذ بنود وقف إطلاق النار الهشّ في غزة. تصريحات رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وإبداء الرئيس الأميركي دونالد ترامب دعماً لإجراءات إسرائيلية محتملة ضد حركة المقاومة الفلسطينية "حماس" أعادا ملف تسليم الجثامين والالتزامات الإنسانية إلى مقدّمة مشهد وقف النار في غزة، محوّلَين خلافاً تقنياً إلى تهديد فعلي بإجراءات قد تقود إلى تصعيد جديد.
وأفادت مصادر في وزارة الدفاع التركية بأنّ أنقرة ستشارك في البحث عن جثث أسرى بين أنقاض المباني، مشيرة إلى أنّ مسعفين من "أفاد"، الوكالة التركية لإدارة الكوارث والحالات الطارئة، سيقومون بهذه المهمة. وليل الخميس، أكّدت حماس "التزامها" اتفاق وقف إطلاق النار و"حرصها" على تسليم إسرائيل سائر جثامين الأسرى المتبقية في القطاع المدمّر. وقالت الحركة في بيان إنّ "إعادة جثامين الأسرى الإسرائيليّين قد تستغرق بعض الوقت، فبعضها دُفن في أنفاق دمّرها الاحتلال، وأخرى ما زالت تحت أنقاض المباني التي قصفها وهدمها"، مشدّدة على أنّها "تؤكّد التزامها بالاتفاق وحرصها على تطبيقه وعلى تسليم كل الجثامين الباقية". وأضافت حماس في بيانها أنّ جثامين الأسرى الإسرائيليين "التي تمكّنت من الوصول إليها جرى تسليمها مباشرة، فيما يتطلب استخراج باقي الجثامين معدات وأجهزة لرفع الأنقاض، وهي غير متوفرة حالياً بسبب منع الاحتلال دخولها". وحذّرت الحركة من أنّ "أيّ تأخير في تسليم الجثامين تتحمل مسؤوليته الكاملة حكومة نتنياهو التي تعرقل وتمنع توفير الإمكانيات اللازمة لذلك".
وعلى صعيد متّصل، أفاد وزير الخارجية الإسرائيلي على هامش اجتماع لوزراء منطقة المتوسط في إيطاليا بأنّ "معبر رفح سيُفتح الأحد على الأرجح". وتسيطر إسرائيل على كلّ المنافذ المؤدية إلى غزة. ويتعيّن عليها بموجب الاتفاق أن تفتح معبر رفح الذي يصل القطاع المُحاصر بمصر، للسماح للمساعدات الإنسانية بالدخول. لكنّ السلطات الإسرائيلية أعلنت، أمس الخميس أنها ستحدد تاريخ إعادة فتح المعبر في مرحلة لاحقة، مشيرة إلى أن المساعدات الإنسانية لن تعبر منه.
وتسمح إسرائيل حالياً بدخول المساعدات من معبر كرم أبو سالم بشكل أساسي، لكن المنظمات الإنسانية تشتكي من بطء الإجراءات فيه. ودخلت إلى قطاع غزة، بموجب اتفاق وقف إطلاق النار، الأربعاء، 300 شاحنة محمّلة بالبضائع والمساعدات، وهو أكبر عدد يومي من الشاحنات يصل إلى القطاع منذ عودة العدوان الإسرائيلي، بحسب ما أفادت به مصادر حكومية وتجّار وعاملون في القطاع الإغاثي "العربي الجديد". وقد توزّعت الشاحنات بين 230 شاحنة مساعدات إنسانية و70 شاحنة تجارية، وهو ما يعادل نصف الكمية اليومية المتفق عليها بموجب اتفاق وقف إطلاق النار، والذي نصّ على دخول 600 شاحنة يومياً حداً أدنى.