شهدت الأوضاع في قطاع غزة تصعيداً إسرائيلياً لافتاً، أسفر عن استشهاد 45 فلسطينياً، اليوم الأحد، في حصيلة هي العليا منذ الاتفاق على وقف إطلاق النار بين حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية حماس والاحتلال الإسرائيلي، يوم 10 أكتوبر/ تشرين الأول الحالي، قبل أن تعلن قيادة الاحتلال بعد ذلك معاودة تطبيق وقف النار مجدداً. ولم يتوقف التصعيد خلال اليوم على القصف فقط، بل قررت حكومة الاحتلال خلال القصف الدامي تعليق إدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة "حتى إشعار آخر" بناء على توصية جيش الاحتلال، كما قررت إغلاق جميع المعابر، قبل أن يعلن جيش الاحتلال في وقت لاحق، تطبيق وقف إطلاق النار مجدداً "بناء على توجيهات القيادة السياسية".
ورحّب وزير الأمن القومي الإسرائيلي اليميني المتطرف إيتمار بن غفير بقرار رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو وقف إدخال المساعدات إلى غزة في بداية الأمر، ثم ما لبث أن وصف العودة إلى الالتزام بوقف إطلاق النار بـ"التراجع المخزي". وبدأ مسلسل التصعيد قبل معاودة الاحتلال تطبيق وقف إطلاق النار، بشنّ سلاح الجو الإسرائيلي سلسلة هجمات على مدينة رفح جنوبي قطاع غزة، متذرعاً بأن عناصر من حركة حماس استهدفوا قواته بصاروخٍ مضادٍ للدروع، معلناً عن مقتل ضابط وجندي إسرائيليين.
واتهمت حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس)، جيش الاحتلال الإسرائيلي بانتهاك اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، المبرم في مدينة شرم الشيخ المصرية في 9 أكتوبر/ تشرين الأول الحالي استناداً لخطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب لوقف الحرب على القطاع، موثقة ستة خروقات ارتكبها الاحتلال منذ اليوم الأول لدخول الاتفاق حيز التنفيذ وحتى اليوم الأحد. كما أعلنت حماس وصول وفد من قيادتها برئاسة خليل الحية، إلى القاهرة، لمتابعة تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار.
وخلافاً لما خُطط، يصل جي دي فانس، نائب الرئيس الأميركي دونالد ترامب، إلى إسرائيل يوم الثلاثاء، بدلاً من يوم غدٍ الاثنين، على ما أفادت به هيئة البث الرسمية الإسرائيلية (كان 11)، عن مصدر مطلع على تفاصيل الزيارة، مساء اليوم الأحد. وذكرت القناة أن زيارة فانس ستستمر حتّى الخميس، بموازاة زيارة مبعوث ترامب الخاص للشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، الذي سيصل هو الآخر إلى إسرائيل بهدف دفع تنفيذ الخطة التي طرحها الرئيس الأميركي لإنهاء الحرب في غزة.
إنسانياً، لا تزال معاناة سكان غزة تتصدر المشهد، حيث أعلنت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) أن أكثر من ثمانية آلاف معلم مستعدون لاستئناف العملية التعليمية في القطاع، داعيةً إلى السماح لها بالعمل دون عوائق بوصفها أكبر منظمة إنسانية في غزة.
"العربي الجديد" يتابع التطورات في ظلّ اتفاق وقف إطلاق النار في غزة...