وقفة لفصائل المقاومة الفلسطينية في غزة بذكرى النكسة

وقفة لفصائل المقاومة الفلسطينية في غزة بذكرى النكسة: القدس والأقصى خط أحمر

07 يونيو 2022
الوقفة جاءت تحت عنوان "أقصانا لا هيكلهم"(عبد الحكيم أبو رياش)
+ الخط -

 نظمت فصائل المقاومة الفلسطينية، اليوم الثلاثاء، وقفة احتجاجية في ساحة الجندي المجهول وسط مدينة غزة، إحياءً لذكرى نكسة عام 1967، ورفضاً للعدوان الإسرائيلي المتواصل على المسجد الأقصى والمقدسات الفلسطينية.

ورفع المُشاركون في الوقفة التي جاءت تحت عنوان "أقصانا لا هيكلهم"، الأعلام الفلسطينية، فيما وضع العلم الإسرائيلي تحت الأقدام على أرض الوقفة، ورددوا الهتافات الوطنية والثورية، فيما نددوا بانتهاكات الاحتلال الإسرائيلي المتواصلة بحق الشعب الفلسطيني ومقدساته، وطالبوا بدعم الانتفاضة ضد قوات الاحتلال. 

وتضمنت اللافتة الرئيسية للوقفة التي شارك فيها ممثلون عن فصائل المقاومة الفلسطينية (إطار في قطاع غزة يضم فصائل صغيرة إلى جانب حركتي حماس والجهاد الإسلامي) وعدد من المخاتير والوجهاء، صورة المسجد الأقصى، فيما رفع المشاركون كذلك شعارات، كان من بينها "لبيك يا أقصى"، "بالمقاومة نحميه وبالأرواح نفديه"، "الأقصى لنا وبسيف القدس نحميه"، "الأقصى في خطر"، "دماؤنا فداك يا أقصى"، "الأقصى عقيدة نحميه بالدم".

ولفت الأمين العام لحركة الأحرار خالد أبو هلال، في الكلمة الرئيسية خلال الوقفة الاحتجاجية، إلى أنّ ذكرى النكسة تأتي في ظل ذكرى استشهاد عدد من قادة التنظيمات الفلسطينية، إلى جانب أنها تأتي في الذكرى الأولى لمعركة "سيف القدس"، التي "أكدت تصاعد الفعل المقاوم في مواجهة العدو الإسرائيلي"، وفي المقابل تأتي في ظل التطبيع العربي الإسرائيلي "إلا أنّ الشعب الفلسطيني لا يزال يدافع عن أرضه". 

وحذر أبو هلال، في كلمته التي ألقاها نيابة عن فصائل المقاومة الفلسطينية، الاحتلال الإسرائيلي من مواصلة الممارسات في المسجد الأقصى "التي لن تمر إلا على أجساد الشعب الفلسطيني"، داعياً الأمتين العربية والإسلامية إلى نصرة ودعم الشعب الفلسطيني ومقدساته. 

الصورة
فصائل غزة/سياسة/العربي الجديد
طالب المشاركون بدعم الانتفاضة ضد قوات الاحتلال (عبد الحكيم أبو رياش)

بدوره، شدد خطيب المسجد الأقصى، الشيخ عكرمة صبري، في كلمة القدس التي ألقاها خلال الوقفة عبر الهاتف، على أنّ النكسة تأتي في ظل تراكمات النكسات السابقة، من وعد بلفور، وسايكس بيكو، معتبراً أنها مؤامرات على القضية الفلسطينية بهدف تصفيتها، إلا أنّ الشعب الفلسطيني واصل نضاله ولم يستسلم، ولم يتوقف عن المطالبة بحقه الشرعي في أرضه ومقدساته.

وأكد صبري حق الشعب الفلسطيني في الأقصى، على الرغم من الواقع القاسي، والممارسات الإسرائيلية المتواصلة بحقه، مشدداً على أنّ الاستعراضات والاقتحامات المتواصلة "لن تكسب الاحتلال الإسرائيلي أي حق في الأقصى ومدينة القدس". 

من جهته، حذّر القيادي في حركة "حماس" إسماعيل رضوان، الاحتلال الإسرائيلي من ارتكاب أي "حماقة" في المسجد الأقصى، مشيراً إلى أنّ "فصائل المقاومة تتابع سلوك الاحتلال داخل القدس"، داعياً المقدسيين إلى شدّ الرحال للمسجد الأقصى وإفشال كل مخططات الاحتلال الرامية إلى تهويده، وتقسيمه زمانياً ومكانياً. 

وأشار رضوان، في حديث مع "العربي الجديد" على هامش الوقفة، إلى أنّ الفعالية "جاءت لتوجه رسالة واضحة للاحتلال بأنّ القدس والأقصى خط أحمر"، داعياً الأمة العربية والإسلامية إلى التعبئة العامة، دفاعاً عن المسجد الأقصى، الذي يعتبر ملكاً فلسطينياً وعربياً وإسلامياً. 

وطالب رضوان السلطة الفلسطينية بـ"الوقف الفوري للتنسيق الأمني، وتحقيق الوحدة الوطنية، والانحياز إلى خيار المقاومة، إلى جانب ملاحقة قادة الاحتلال لارتكابهم مجازر وجرائم حرب بحق الإنسانية وبحق أبناء الشعب الفلسطيني". 

أما القيادي في حركة "الجهاد الإسلامي"، أحمد المدلل، فأشار، في حديثه لـ"العربي الجديد"، إلى أنّ "الضعف والتطبيع العربي مع الاحتلال الإسرائيلي لن يحميه من ضربات المقاومة الفلسطينية التي تؤكد أنّ معركة سيف القدس لا تزال مفتوحة، وأنّ سيف القدس ستبقى مشرعةً في وجه الاحتلال حتى تحرير الأقصى، وأنّ المرابطين والمرابطات يمثلون رأس حربة الأمة العربية والإسلامية في الدفاع عن الأقصى". 

وشدد المدلل على أنّ فصائل المقاومة في ظل ذكرى النكسة تؤكد أنّ "زمن الهزائم قد ولى"، وأنها تمكّنت من صنع معادلات جديدة مع الاحتلال الإسرائيلي، أوصلته إلى الهشاشة والضعف والتخبط على كل المستويات، وضربت المنظومة الأمنية والعسكرية، مؤكداً أنّ "زوال هذا الاحتلال قاب قوسين أو أدنى". 

أما في ما يتعلق بالمطلوب عربياً، وفق المدلل، فهو دعم الشعب الفلسطيني في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي، وفي الدفاع عن المسجد الأقصى، الذي يمثل عقيدة الأمة، لافتاً إلى أنّ التطبيع العربي مع الاحتلال يعطيه الضوء الأخضر للاستمرار في ارتكاب الجرائم ضد الشعب الفلسطيني والمسجد الأقصى. 

المساهمون