شارك عشرات الفلسطينيين وممثلو الهيئات المحلية والناشطة في مجال الدفاع عن الأسرى، اليوم الأربعاء، بوقفة تضامنية وسط مدينة نابلس شمالي الضفة الغربية المحتلة، رفضاً لحملة الاعتقالات الشرسة التي تنفذها شرطة الاحتلال الإسرائيلي بحق الناشطين من أبناء مدن الداخل الفلسطيني المحتل عام 1948، على خلفية مشاركتهم في الاحتجاجات على العدوان الإسرائيلي بحق القدس وقطاع غزة.
وقال منسق اللجنة الوطنية لدعم الأسرى في نابلس، مظفر ذوقان، لـ"العربي الجديد"، إنّ سلطات الاحتلال تنفذ حملة عنصرية وهمجية طاولت المئات من أبناء المدن الفلسطينية في الداخل المحتل، وتحديداً في الطيبة واللد والمرحلة والناصرة وحيفا وأم الفحم، بحجة مشاركتهم في (أعمال مخلة بالنظام والقانون)"، مشيرًا إلى أنّ تلك المسيرات "كانت وطنية بامتياز، حيث أكد فيها الشعب الفلسطيني داخل أراضي 48 أنه مكون أصيل من مكونات الشعب الفلسطيني في كافة أماكن تواجده".
وأوضح ذوقان أن تلك المسيرات والاحتجاجات "نسفت بشكل لا يقبل التأويل كل محاولات صهر الفلسطينيين بالمجتمع الإسرائيلي، وكشفت عورة وزيف الديمقراطية الإسرائيلية، التي تتعامل مع الفلسطينيين هناك على أنهم مواطنون من الدرجة الثانية".
وقال ذوقان إنّ "فلسطينيي الداخل المحتل لعبوا دوراً مركزياً في معركة الدفاع عن القدس والمقدسات، وقد هبّوا بعشرات الآلاف، وشدّوا الرحال إلى المسجد الأقصى، وقدموا تضحيات جسامًا، وهذا يؤكد مجدداً أننا شعب واحد، لا تفرقه المسميات".
وطالب ذوقان مؤسسات حقوق الإنسان في الداخل المحتل بتشكيل طواقم للدفاع عن المعتقلين، مشيراً إلى أنّ الإفراج عن بعضهم "يؤكد دون أدنى شك عدم وجود أي سند قانوني لملاحقتهم، ويعزز من فرضية وجود عداء وعنصرية تجاههم".
بدوره، قال الناشط حسن شهاب، لـ"العربي الجديد"، إنّ الفلسطينيين في الداخل يتعرضون لحملات اعتقال بالجملة، فحسب آخر الإحصائيات زاد عدد المعتقلين عن 1550 شخصاً، وقد يتضاعف العدد بعد إعلان شرطة الاحتلال عن نيتها تنفيذ حملة ملاحقة ستطاول نحو 500 آخرين.
وأشار شهاب إلى أنّ حملة الاعتقالات هذه "تدلّ على أنّ الاحتلال لا يفرق بين أبناء الشعب الفلسطيني في الضفة أو غزة أو الداخل".
وأضاف شهاب أنّ "فلسطينيي الداخل أفشلوا محاولات الاحتلال التي بدأت منذ عقود طويلة على (كيّ الوعي)، بهدف ثنيهم عن هويتهم الفلسطينية، لكنهم أثبتوا في هذه الانتفاضة تمسكهم بهويتهم الفلسطينية العربية".